طاعون: رسوخ معايير الكلاسيكية جعل الفن التركيبي يفتقر بين أوساط المتلقي

: 9/24/15, 5:59 PM
Updated: 9/24/15, 5:59 PM
طاعون: رسوخ معايير الكلاسيكية جعل الفن التركيبي يفتقر بين أوساط المتلقي

الكومبس – خاص: جعفر طاعون هو فنان تشكيلي ولد في مدينة البصرة مارس الرسم منذ طفولته من خلال محاولات استنساخ ما يقع تحت يديه من رسومات طبعت على شكل بطاقات بريدية، ثم انتقل إلى بغداد ليواصل دراسته حيث تتلمذ على يد رافع الناصري وسالم الدباغ وتخرج من قسم الجرافيك في معهد الفنون الجميلة لكنه بتعد مبكراً عن القوانين الشكلية لإخراج العمل الجرافيكي، ليقترب إلى عالم التعبيرية التجريدية، ويؤكد طاعون أن الفن التجريدي يعطي للمتلقي حرية القراءة كما يشاء.

والفنان طاعون الذي يعيش بالسويد منذ أمد تمكن من الحصول على جائزة أفضل تصميم ديكور لمسرحية الدب للكاتب الروسي تشيخوف وتم تعينه بعدها في مسرح الدراما السويدي كسينوغراف.

الكومبس التقت بالفنان جعفر طاعون للحديث عن تجربته الابداعية:

بدايةً حدثنا عن الدروب الأولى التي أوصلتك إلى فن الرسم؟

شدني فن الرسم منذ الطفولة وتحول بمرور الوقت أشبه للنافذة التي أطل من خلالها على عوالم رائعة الجمال لها بداية وليس لها نهاية، في السنوات الأولى في المدرسة الابتدائية كان هاجسي الأول هو إقناع معلم التربية الفنية في السماح لي للدخول والعمل في المرسم الذي كان مخصصاً للموهوبين و”العاقلين” وبما أنني كنت مشاكساً جداً فقد منعت من ذلك وهذا ما زادني إصرار على ممارسة الرسم في كل مكان، بدايتي كانت محاولة استنساخ ما يقع تحت يدي من رسومات طبعت على شكل بطاقات بريدية، وكان أغلب هذه الرسومات لفنانين عالميين كنت أجهل الكثير عنهم وكانت رسوماتهم تلك تبهرني وأحاول تقليدها او استنساخها لتصبح آهلة للاستخدام كبطاقات بريدية كان تبهر المقربين لي والذين كانوا يأخذونها بمأخذ الجد وهذا ما شجعني على الاستمرار، اذكر من هؤلاء الفنانين بول كلبه وخوان ميرو.

اليوم وبعد كل هذه السنين أستطيع أن أقول إن الفن وتشجيع الكبار لي على التواصل كان عاملاً مهماً في بناء شخصيتي الفنية لذلك كان اهتمامي في فن الطفل والتعامل معه بجدية انعكاساً حقيقياً لما اكتسبته من تلك المرحلة المهمة من حياتي.

هل أثرت الغربة على نتاجك الفني وفحواه؟

العاطفة والذاكرة لها وقع مؤثر وكبير على النتاج الإبداعي بشكل عام مثل الشعر والنثر والرواية والموسيقى والرسم، وقد تكون هذه الحالة ميزة المبدع الشرق أوسطي، فالمبدع القادم من أماكننا يعتمد غالباً على الذاكرة الممزوجة بالحلم لتجسيد حكايات إنسانية تقترب إلى حد كبير من تداعيات سنواته الأولى أي الطفولة، والتي تعتبر أساساً في بناء الإنسان، فالفنان الإسباني الكبير خَوَّان ميرو والذي عاش معظم حياته الفنية في باريس لم ينقطع عن إسبانيا بسبب تأثير ذاكرة الطفولة، ولقد أثبتت الدراسات الحديثة أن كل ما قدمه ميرو كان له علاقة بشكل أو بآخر ببيت أمه التي تقطن إحدى قرى إسبانيا، بالنسبة لي فقد كان حرصي كبيراً على تجسيد ما كان يدور في الذاكرة والحنين لربطه بواقع قد يكون غريباً علي ولكنه مرتبطاً بشكل مباشر بما يدور في حياتي اليومية التي أستطيع أن أقول حول تجربتي هو أن القديم كان سبباً في نجاحات في متوقعة.

IMG_1844

البعض يسأل عن مفهوم الفن التركيبي، ماذا يعني هذا الفن؟ وكيف تصف تجربتك به؟

يصف مصطلح “الانستليشن أرت” أو فن التركيب العمليات الفنية والتشكيلية التي تنتج تركيبات شكلية لها وجود فيزيائي غالباً ما يقوم على تداخل مكاني مع موجودات المحيط الواقعي للعمل، لذا فإن معظم أعمال الفن التركيبي يتم بنائها وتنفيذها داخل فضاء القاعات الفنية أو المتاحف أو في الفضاءات الخارجية على نحو مباشر، حيث يصعُب تحريكها إذا ما نُفذت داخل استوديوهات الفنانين، وهي نتاجات فنية هائلة التنوع وقد تشمل أعمال التركيب خامات ووسائل عمل متعددة مثل مزج الوسائط، وفنون الفيديو، والتراكيب الهندسية، والإنشاء الصناعي، بالإضافة للتأثيرات الضوئية والصوتية أحياناً، وهو من أنواع الفن المفاهيمي، وقد ظهر هذا الاصطلاح في فترات متأخرة من سبعينات القرن العشرين على الرغم من جذوره الأقدم والتي تتمثل بوضوح في أعمال “مارسيل دوشامب”، خصوصاً عمله الشهير “المبولة” والتي اقتناها من السوق المحلية ومهرها بتوقيع رينت وهو اسم الشركة المصنعة لها، وقام بإرسالها إلى معرض نيويورك للمستقلين سنة 1917 مطلقاً على عمله هذا اسم “النافورة” كأحد أعماله التي تنتمي إلى ما أسماه حينها بالفن الجاهز، لكن “مصطلح الانستلشين آرت” لم يتم تداوله على نطاق واسع إلا متأخراً لتوصيف أعمال الفنانين الشباب الذين غزوا المتاحف وصالات العرض العالمية بأعمالهم التي كانت تتصف بالجرأة وروح التغيير والغرابة في كثير من الأحيان.

أما عربياً فما تزال الظاهرة أو النوع الفني يفتقر إلى المقبولية بين أوساط التلقي والتعاطي ويُعاني فنانوه نوعاً من الكساد التسويقي والثقافي على حدٍ سواء، وذلك لعدة أسباب منها عدم مواكبة غالبية المؤسسات الفنية العربية والقائمين عليها لمجريات الفن في العالم، ورسوخ معايير كلاسيكية أصبحت بالية في ذهنية السوق التشكيلية في المنطقة العربية، بالإضافة لقدم مناهج التعليم الفني في معظم المؤسسات التعليمية المعنية بتدريس الفنون، مما سبب إحجاماً ثقافياً وإعلامياً عن هذه الفنون التي توصف بأنها تقدمية تسعى لتعميق دور الفن في معالجة مواضيع ترتكز إلى المخيلة من جهة والتفسير الكمي للظواهر الحياتية من جهة أخرى مستفيدة من التقنيات الأحدث التي يتعامل معها الانسان يومياً.

وليس بعيداً عن هذا الفهم والتطبيق ما حدث من توالد أجناس وأشكال فنية في معظم أنواع الفنون والآداب فمن خلال هذا الفهم يمكننا الحديث ثقافياً عن فكرة النص المفتوح في الأدب الحديث، أو مسرح الصورة، وسينما الواقع، وحتى موجات العمارة التفكيكية، والتصميم البيئي، وموسيقى الشارع إلى آخر ما أنتجته تيارات ما بعد الحداثة بجموحها الساعي لتفتيت الحواجز التقنية لأنواع الفنون وفتح آفاق الانتاج والتلقي كمشروع فني نهضوي يعيد الإنسان (المتلقي) إلى موقعه الأهم إزاء العمل الفني ذلك الموقع الذي يجعله مشاركاً فاعلاً في إنتاج المفاهيم والقيم الجمالية الإدراكية وليس مجرد مُستلم لما يُريد الفنان املائه عليه، كذلك تُعيد هذه الفنون إنتاج الفنان من خلال تحريره من منظومة العمل التقني المقنن لتطلقه في فضاءات رحبة من الخيارات التنفيذية تحقيقاً لرغباته الفنية في التوصل إلى أعمق قيم الجمال غير المتداولة سلفاً.

لقد كان لأول عمل تركيبي انجزته بمشاركة ٧٠٠ طفل في المدينة وبالتعاون مع مؤسسة بيت الأحلام الثقافية وقع كبير على مسيرتي الفنية، فقد استخدمت في بناء العمل الجداري البارز “رليف” براءة وعفوية الطفل في مشاركته بتلوين قطع كارتونية اسطوانية الشكل وهي في العادة مادة تتلف بعد استخدام الأوراق الصحية، وبمشاركة ال٧٠٠ طفل بتقديم الاسطوانات الملونة لتتحول هذه المساهمة البسيطة جزءاً مهماً في تنفيذ العمل وليتحول هذا العدد الهائل من الأطفال إلى منفذين حقيقيين للمشروع، وهذا ما أعطى للعمل قيمة اجتماعية كبيرة حيث اصطحب الأطفال عائلاتهم في يوم الافتتاح ليصل عدد الحاضرين في افتتاح العمل إلى الأكثر من ألفين مما جعل من يوم الافتتاح شيء يشبه التظاهرة الاجتماعية، هذه هي البداية، بعدها قدمت العمل التركيبي الغرائبي “ألف حذاء” حيث استخدمت ألف حذاء قديم وزعتها على ألف طفل من المدينة ليقوموا من خلال مشاركتهم في ورش عمل قاموا من خلالها بتحوير هذه الأحذية إلى أعمال نحتية غير تقليدية تنتمي بالدرجة الأولى لفنتازيا الطفل وأحلامه فقد تحولت بعض الأحذية إلى طيور خرافية والبعض الآخر إلى سيارات وعربات وغابات وبيوت، وهنا جاء دوري في تجميع وتركيب هذا الكم الهائل من الأحذية لتقديمها في قاعة ستيفان ستورب في مدينة مجاورة ولقد جهزت بلدية مالمو حافلات خاصة لنقل المشاركين مع ذويهم لحضور الافتتاح، وكذلك المدارس وهنا دخل الجانب الاجتماعي بقوة حيث ساهم المعرض في كسر حاجز العزلة التي كان يشعر بها الأجنبي لعدم تمكنه بالتواصل مع المجتمع السويدي فقد جمعت قاعة العرض العملاقة أعداد كبيرة من المشاركين والجمهور من السويديين ومن الأجانب مما دفع إحدى الصحف للتعليق على ما فعله المعرض قائلةً “ما لم تستطع أن تحققه السياسة حققته الأحذية” والمقصود هنا التلاقي بين الثقافات، بعد هذا أصبح من التقليدي أن أقدم عملاً أو عملين كل عام منذ ذلك التاريخ.

بماذا امتاز أسلوبك بالرسم؟ وما هي أهم المواضيع التي تلهمك؟

أنا تخرجت من قسم الجرافيك في معهد الفنون الجميلة على يد الأستاذ الكبير سالم الدباغ والمرحوم رافع الناصري ولكنني خرجت مبكراً من القوانين الشكلية لإخراج العمل الجرافيكي لأدخل في عالم التجريدية الذي مازلت أحمل له الكثير من العشق، عملت تخطيطات تعبيرية كثيرة في التسعينات في مجلة الثقافة الجديدة بالتعاون مع الشاعر المرحوم مهدي محمد علي وكذلك كنت متواصلاً مع الشاعر بلند الحيدري وقد نشرت العديد من الأعمال التخطيطية في لندن وسوريا من خلاله، اليوم ومع مرور هذه السنين أستطيع ان أقول أن ما أقوم به لآن هو أن أكون فناناً آنياً يتأثر بما يدور حوله ويحاول أن يكون شاهداً وباحثاً دائماً عن الحقيقة التي تخص الجميع والإنسان وما يجري حوله هو همي الأول، أميل كثيراً للتجريد لأنني اعتقد أن التجريد يعطينا فرصة كبيرة لقراءة ما نراه بطريقة تريح مخيلتنا وتعطينا فرصة لإدخال عوالمنا في الأعمال التي نراها، فالعمل التجريدي قد يفسر بطرق متعددة ومختلفة، وقد يعطي للمتلقي حرية القراءة كما يشاء، في معارضي الأخيرة لم استطع التخلص بشكل كامل من فكرة العمل التركيبي رغم هروبي للوحة فقد تحولت اللوحة إلى جزأ من كل والكل هو خلاصة الفكرة.

من أين أتت فكرة إنشاء كاليري خاص بك ومن دعمك بها؟

فكرة “كاليري أور” بدأت في العام ٢٠٠٥ بجهود شخصية وبالتعاون مع الفنان السويدي ديتر انكلر وكذلك مع بلدية مالمو ومؤسسة “ام مو بي”، وتم تجهز صالة عرض بمساحة كبيرة وسط ساحة في المدينة وقد قدم أور معارض تشكيلية نوعية عديدة محلية وعالمية أثارت إعجاب المهتمين، وبعد توقف القاعة الكبرى عام ٢٠٠٧ بدأت فكرة إعادة تأهيل محترف أور ليحل محل الكاليري، وهكذا حصل حيث قمت بترميم مرسمي الشخصي ليحل محل القاعة، فكرة المحترف هي محاولة تحويل المرسم الخاص لقاعة عرض احترافي تفتح أبوابها للمتلقي في أوقات محددة مع فتح فرصة استضافة تجارب محلية وعالمية لتقدم في المدينة في إطار مبسط ولكن مميز، ففي برنامجي للعام المقبل سيتم استضافة أعمال تركيبية، بأحجام تتناسب وحجم القاعة والإمكانيات طبعاً وكذلك دعوة بعض التجارب العراقية المميزة طبعاً من الداخل والخارج.

IMG_1845

ساهمت بتأسيس المركز الثقافي للأطفال في مدينة مالمو، حدثنا عن هذه التجربة؟ وما سر توجهك نحو أعمال الأطفال؟

بداياتي كانت مع المركز الثقافي بيت الأحلام وفكرة العمل مع الطفل كانت شيء طبيعي بعد خسارات الحروب والدمار الذي سببه الكبار، فالهروب إلى عالم الطفولة والتعامل مع البراءة والعفوية هو تعويضاً تلقائياص لما خسرناه بسب الكبار، هذا الموضوع قد يقودني أحيانا لتجارب فنية تاريخية مثل المدرسة الدادائية التي تأسست كرد فعل للركود الثقافي بعد الحرب وكلمة دادا هي أول ما ينطق به الطفل، وكانت البراءة والعفوية هي عنوان هذه الجماعة التي استخدمت عنصر الدهشة لتأسيس حراك ثقافي مبني على القاعدة وليس على النخبة، بالنسبة لي شخصياً رحلتي مع الطفل والطفلة أعطتني الكثير من الفرح والبراءة والحريّة في العمل وأبعدتني إلى حد ما عن صراع الثقافة والمثقفين.

كيف تجد فكرة إقامة المعارض الفنية خارج القاعات المغلقة، وهل تلقى هذه المعارض تفاعلاً من قبل المهتمين؟

العمل خارج القاعة فيه الكثير من المجازفة ويحمل الكثير من التحديات، فهو يحتاج الى دعم كبير من المؤسسات، فالعمل التركيبي هو مشروع خاسر بالمعنى المادي وقد تصل تكاليفه لأرقام كبيرة لا يستطيع تحملها أي فنان بالعالم، فقد كانت بداية أعمالي في الفضاء من خلال مشاركتي في المهرجان الثقافي لمدينة مالمو وهو مهرجان سنوي يستمر أسبوعاً كاملاً تتحول فيه المدينة إلى كرنفال بمعنى الكلمة، كل شوارعها وأزقتها تنبض بأنواع النتاج الثقافي الإبداعي من الموسيقى والفن التشكيلي والسينما والشعر الخ.

هذه المناسبة أصبحت جزء مهماً من حضوري في الحِراك الثقافي، فمنذ العام ١٩٩٨ حرصت على تقديم شيئ ما وبحجم كبير وسط المهرجان، وهذا ما أعطاني الخبرة في التعامل مع المتلقي بشكل مباشر وسماع آرائه ومحاورته وإدخاله في العملية الإبداعية ليكون جزءاً منفذاً ومساهماً وليس متفرجاً فقط، وأنا أومن بما قاله جوزيف بويز بهذا الخصوص “كل إنسان فنان”، فالعمل المباشر في فضاءات مفتوحة فيه متعة والمواجهة مع الجمهور فيها فرح.

ما هي أهم الأعمال والمشاريع التي قدمتها بمسيرتك الفنية، وما أهم الجوائز التي حصلت عليها؟

قدمت معرض مالمو كوم Malmö kom عام ٢٠١٣ في متحف التصميم وسط مدينة مالمو كانت تجربة رائعة، شارك أكثر من ألفي شخص في تنفيذه في المكان وزاره أعداد هائلة، حصلت على جائزة أفضل تصميم ديكور لمسرحية الدب للكاتب الروسي تشيخوف وتم بعدها تعيني في مسرح الدراما السويدي كسينوغراف وقمت بتصميم ديكور عمل فني قدم في قاعة الحبكة عام ١٩٩٧.

كيف تقيم حركة الفن التشكلي العراقي في أوروبا، وهل لدينا تجارب سلط الإعلام السويدي عليها؟

العراقي يولد معه الفن، نحن أبناء ثقافة الطين الأقدم، بعد خروجنا الجماعي وتركنا لبلدنا صارت توجهاتنا فردية بحكم الظرف والزمان والمكان، أعداد هائلة من المبدعين العراقيين ينتجون ويتفاعلون ويؤثرون في بلدان لجوئهم أو بلدانهم الثانية لنقل هكذا، وما حصل في الثلاثين سنة الأخيرة من هجرة قسرية سببها القمع سيكتبه التاريخ وسيكون له ردة فعل إيجابية كبيرة لأن العالم سيتوحد بالنتيجة شئنا أم أبينا وسيكون للتاريخ وقفة أخرى.

كيف ترى تفاعل المثقف العراقي مع أوضاع البلد؟ وهل بإمكانه إحداث أي تغير في الواقع؟

اعتقد أن تفاعل المثقف العراقي في الخارج كان سلبياً في العشرين سنة الأخيرة، فقد كنّا غارقين في الحلم والرومانسية بانتظار أن تحدث المعجزة، إن تحركنا كان بطيئاً مما أعطى الفرصة لشلة من الرعاع للسيطرة على البلاد والعباد لمدة ١٢ عام ولكن أنا أرى أن الصحوة قد بدأت من الجذور.

حاوره: عمار السبع

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.