ظاهرة اختفاء فتيات وفتيان من السويد تحت مجهر السوسيال

: 12/11/21, 8:11 AM
Updated: 12/11/21, 8:11 AM
فريد الشاني
فريد الشاني

الكومبس – خاص: خلال أقل من عام تم اختفاء 8 فتيات و3 صبيان في بلدية يوتبوري فقط ، تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عاماً. وردت المعلومات المتعلقة بالأطفال في تقرير صادر عن إدارة الخدمات الاجتماعية “السوسيال” في الجنوب الغربي للبلاد ضمن دراسة استطلاعية سنوية تجريها بلدية يوتيبوري، الدراسة أظهرت أن الأطفال تم استدراجهم للسفر إلى الخارج بسبب مشاكل تتعلق بثقافة الشرف. وتعتبر البلدية أن هذه العملية من قبل الأهالي تعد “اختطاف للأطفال إلى الخارج”.

الباحث الإجتماعي فريد الشاني يقدم بعض التوضيحات والنصائح حول ظاهرة اختفاء الأطفال من السويد وتسفيرهم إلى بلدانهم، والمعروفة بمصطلح استقصاء الأطفال خارج السويد.

يقول فريد الشاني: عندما يعيش الأهل مع أطفالهم في بلد جديد مثل السويد، بالطبع سيجدون قوانين مختلفة عن البلدان الذين قدموا منها، لذلك يجب فهم قوانين البلد الجديد والالتزام بها حتى لايقع الفرد في أخطاء يترتب عليه من بعدها عقوبات، والقانون يطبق على الجميع في السويد سواءً كنت من أصول مهاجرة أم لا، يتابع فريد: على سبيل المثال المدارس في السويد ملزمة بموجب القانون أن تحقق في غياب الطفل عن المدرسة لفترة طويلة، وإذا لم يقدم الأهل التبريرات اللازمة يتم تحويل الموضوع إلى السوسيال، ومن ثم إلى الشرطة.

وبالطبع عند تلقي السوسيال بلاغاً عن تسفير أحد الأطفال خارج السويد للأسباب التي تعدها السويد جرماً مثل عمليات الختان أو الزواج القسري، يتم فتح تحقيق في الموضوع مع الأهل.

وعن الآثار النفسية التي تتركها عملية استقصاء الأطفال عليهم، يؤكد الباحث الاجتماعي فريد الشاني على الاختلاف بين كل حالة وأخرى قائلاً: كل حالة لها خصوصيتها، فالأطفال الذين يرسلون من أجل أن ينشأوا في مجتمع بعيد عن السويد، ويتم تربيتهم لدى الأقارب، تتشكل لدى الطفل مشكلة بسبب حرمانه من العيش مع الأب والأم، وفي هذه المرحلة بالتحديد يكون للأب والأم أهمية كبيرة في حياة الطفل، إذاً يجب على الأهل أن لا يتصوروا أن التريبة هي المشكلة الأكبر، وقد تؤدي إلى آثار سلبية ضارة جداً لدى بعض الأطفال عندما يكبرون مثل الكآبة والشعور بالوحدة.

وفي العودة إلى التقرير الصادر عن إدراة الخدمة الإجتماعية في يوتبوري، نجد أن من أسباب تسفير الأطفال إلى الخارج، هو ختان البنات وتشويد أعضائهم التناسلية، حيث كان من بين الفتيات المختفيات واحدة تم تسفيرها فعلاً لإجراء عملية “تشويه الأعضاء التناسلية” في حين تم تزويج أربعة منهم، وأرسل خمس أطفال إلى الخارج لتربيتهم بعيداً عن البلد.

وفي حالتين من الحالات كان السبب “غير معروف”. واختفى سبعة من الأطفال الـ11 خلال العطلات المدرسية.

وذكر التقرير أن ثمانية أطفال نقلوا إلى الصومال، واثنين إلى العراق، وطفل واحد إلى المملكة المتحدة. وفي جميع الحالات، أجرت الخدمات الاجتماعية تحقيقات، وتم إبلاغ الشرطة عن سبع حالات.

ما هو الاضطهاد المرتبط بالشرف؟

يتعلق الاضطهاد المرتبط بالشرف حسب موقع Hedersfortryck.se بتقديم سمعة المجموعة على احتياجات الفرد وحقوقه، ومن أمثلة ذلك:

· لا يسمح له بالمشاركة في جميع المواد والأنشطة المدرسية.

· لا يسمح بالمشاركة في الأنشطة الترفيهية.

· لا يحصل الفرد على حرية اختيار أصدقائه.

· ليس لديه أصدقاء من الجنس الآخر.

· هناك شرط معلن أو غير معلن بأن تكون الفتاة عذراء قبل الزواج.

· لا يسمح لها أن يكون لها صديق أو صديقة.

· تأثير أولياء الأمور أو الأقارب القسري على قرارات الفرد في اختيار شريك حياته.

القوانين السويدية للحد من العنف المرتبط بالشرف سنت السويد عدة قوانين وشددت العقوبات ضمن قوانين أخرى، في الفترة الأخيرة للحد من العنف المرتبط بالشرف، منها:

حظر تشويه الأعضاء التناسلية (ختان الإناث)

منذ العام 1982، فرضت السويد حظراً على تشويه الأعضاء التناسلية، وفي 1 أيار/مايو 2020 اعتبرت كل الحالات حتى القديمة منها جريمة.

الزواج القسري وتزويج الأطفال

وفي 1 تموز/يوليو 2014، أقرت السويد قوانين لتعزيز الحماية من الزواج القسري وزواج الأطفال. وفي 1 تموز/يوليو 2016، تم تجريم التخطيط لإجبار شخص ما على الزواج. واعتباراً من 1 يناير 2019، أصبح هناك حظر على الاعتراف بزواج الأطفال الأجانب.

وفي 1 تموز/يوليو 2020، زاد تشديد التشريع المتعلق بزواج الأطفال. وتعني جريمة تزويج الأطفال إجبار الطفل على الدخول في علاقة زواج أو علاقة شبيهة بالزواج.

حظر السفر

منذ 1 تموز/يوليو 2020، صار ممكناً أن يخضع الأطفال لحظر السفر عندما يكونون عرضة لخطر نقلهم إلى الخارج للدخول في زواج أو علاقة شبيهة بالزواج أو تشويه الأعضاء التناسلية. ويعتبر حظر السفر تشريعاً وقائياً لحماية الأطفال.

تشديد عقوبة الجرائم المرتبطة بالشرف

بدأ تشديد العقوبات في 1 يوليو/تموز 2020، ويعني ذلك أن المشرع يعامل الجرائم المرتكبة بدوافع الشرف معاملة خاصة.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.
cookies icon