عائلة عراقية مهددة بالترحيل الى إيطاليا تعيش رعب الإبعاد القسري يوميّا

: 10/30/15, 3:48 PM
Updated: 2/2/17, 10:19 AM
عائلة عراقية مهددة بالترحيل الى إيطاليا تعيش رعب الإبعاد القسري يوميّا

الكومبس – تحقيقات: قصة هذه العائلة العراقية، التي هربت من قبضة داعش في الموصل للسويد، وظهرت بصماتها في إيطاليا، تعكس حال الكثير من طالبي اللجوء العراقيين، الذين قدموا من مناطق لا زالت تحت سيطرة تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية ( داعش )، لكن مصلحة الهجرة السويدية لم تمنحها الإقامة، لمختلف الأسباب، منها وجود بصمات لها في دول أخرى، وفق اتفاقية دبلن.

يقول حيدر، وهو رّب العائلة لـ”الكومبس”: ” أنا شاب لعائلة من أربعة أشخاص، زوجتي تبلغ 29 عاما، ولي طفلة وطفل، الأولى فاطمة 7 أعوام، تتكلم السويدية بشكل جميل جدا، لأنها دخلت المدرسة، منذ سنة واحدة، والثاني أمين أكمل سنته الخامسة قبل عدة أسابيع، وبإمكانه أن يعد الأرقام بالسويدية الى العشرين بشكل ممتع ومضحك جدا.

كنا نعيش بسلام في قريتنا الصغيرة “تلعفر” حتى سقوط محافظة الموصل، والتي لا تبعد عنا سوى مسافة قريبة بعد أن علمنا عن اقتراب داعش قررنا الهرب وترك كل شيء، وتوجهنا أولا الى جبال سنجار، وبعد معاناة طويلة، وصلنا الى كردستان العراق، وقمنا ببيع كل ما نملك في قريتنا، من خلال صديق وشريك لي في محل لبيع الخضراوات.

فيزة شنغن مقابل 30 ألف دولار!!

في كردستان وجدنا مهربا لتهريبنا، الى هذه اللحظة لم نكن نفكر بالخروج من العراق لكن كل شيء أصبح عكس ما نريد، فقد سمعنا بان أخي وقع في يد داعش وقد تم قتله بطريقة بشعة جدا، وذلك لأنه ينتمي لمذهب اخر، والدي ووالدتي كانوا مختبئين في بيت أحد الأصدقاء.

لم يكن أمامنا سوى الخروج من العراق والبحث عن الأمان في أي بقعة أخرى من العالم، نصحنا المهرب وبعض الأصدقاء بأن السويد هي أكثر دولة تراعي مشاعر ونفسية اللاجئين الذين يخرجون من أرحام المعاناة والقهر وأن السويد سوف توفر لنا الأمان، وهذا ما نحتاجه الأمان فقط ( ولكن اتضح العكس ).

اتفقنا مع المهرب ان نعطي مبلغ 30 ألف دولار وهذا كل ما كان بحوزتنا على أن يخرجنا بأسرع وقت وبأفضل طريقة آمنة، طلب منا مهلة أسبوع حتى يحضر لنا الجوازات مع فيزة الشنغن، بعد عشرة أيام أخبرنا بأن كل شيء جاهز ولكن يتوجب علينا الذهاب الى أحد المكاتب كي نبصم على الفيزة وهذه البصمة هي مجرد روتين لا أكثر. فعلا ذهبنا معه الى المكتب وتم تبصيمنا ومن ثم قال يجب أن تصبروا مهلة أسبوع الى عشرة أيام، وبالفعل بعد أسبوع اتصل بنا وقال إن الفيزة اصبحت جاهزة ثم أتى إلينا حاملا التذاكر وكافة الأوراق وأخذ نصف المبلغ البالغ 15 ألف دولار على ان نسلم باقي المبلغ عند الوصول حسب الاتفاق”.

من أربيل الى تركيا ومنها الى ستوكهولم

يضيف حيدر القول: “أخبرنا بأن اقلاع الطائرة سيكون يوم السبت الساعة الخامسة فجرا من مطار اربيل الدولي إلى تركيا ومن ثم الى السويد وبان شخصا سيكون في انتظارنا عندما نصل المطار وبالفعل استقبلنا هذا الشخص وأخبرنا بانه يتوجب علينا صعود القطار لنصل الى مدينة يوتيبوري في السويد والتي فيها يقطن أحد أقاربي وبالفعل بعد نصف ليلة في القطار وصلنا الى مدينة يوتيبوري وكان أقاربي بانتظارنا في محطة القطار سلمنا باقي المبلغ المتفق عليه وذهبنا مع أقاربي لنقدم في مركز اللاجئين في المدينة، قدمنا كل ما بحوزتنا من مستمسكات إلى الجهات المعنية واخذو منا بصمات الأصابع وسكنا في بيت أقاربي مدة تجاوزت الثلاث أشهر وتم تسجيل أطفالي في المدارس ( وهم الآن يتقنون اللغة السويدية ) فتبين من خلال بصمات أصابعنا بان الفيزة قد صدرت من ايطاليا ويجب علينا مغادرة السويد والذهاب الى ايطاليا.

لا أمل في البقاء بالسويد

قمنا باستئناف قرار الطرد مرة ومرتين بعد ان اوكلنا محامي على نفقتنا الخاصة إلا أن قرار الطرد أصبح واقع حال وحتى المحامي لم يستطع ان يغير شيء! نحن الآن نعيش في السويد في وضع مادي ونفسي جدا عسير وليس لدينا خيار آخر سوى مغادرة السويد الى ايطاليا.

أصبحنا نعيش بقلق ورعب كل ما تمر سيارة الشرطة من قربنا، حتى الاطفال أدركوا بان والديهم يخافون من الشرطة ولكنهم لا يعرفون او يدركون سبب الخوف. في أحد المواقف المؤلمة كنت واقفا مع ابنتي في أحد الاماكن أتى رجلا لم يكن من الشرطة بل كان شخصا عاديا لكنه يرتدي ملابس عسكرية أراد ان يتلاطف مع طفلتي فأجهشت الطفلة بالبكاء خوفا واعتقادا منها بانه شرطي أتى ليلقي القبض علينا.

لا نعلم باي لحظة قد يتم القاء القبض علينا وزجنا بالسجن او وضع الاغلال بأيدينا وارسالنا الى المطار! نحن منهارون ولا نعلم ماذا نفعل الاوضاع في ايطاليا جدا رديئة وقد يرجعوننا الى الموت مرة اخرى.

فكرنا قد نترك الاطفال عند أحد العوائل وان يقوموا بالتكفل بهم لأننا عاجزون جدا على توفير ابسط شيء لهم ولكن هذا القرار ليس بالسهل كيف لنا ان نعطي اولادنا الى اناس اخرين؟ كيف نودع فلذات اكبادنا الذين ضحينا بكل شيء من اجل حمايتهم ومن اجل تربيتهم في كرامة؟ يصعب علينا ان نفعل ذلك ولكن ان ضاقت علينا الامور اكثر قد نأتمنهم عند غيرنا ليس لشيء فقط من اجل ان لا يذوقوا ما ذقناه.

“أطفالي بكفة واتفاقية دبلن بكفة”

اعلم بأن القانون لا يعترف في العواطف والأحاسيس، أنا لا اعلم بما تتفق الدول وعلى ماذا تتفق لأنني لم أكن يوماً طرفاً في السياسة ولا الحروب انا رجل ابحث عن السلام والأمان لي ولعائلتي ولكل الناس، لكن الذي أرجوه منكم أن تتعاملوا معنا بروح القانون الذي يرحم المظلوم! ولطالما كان القانون الى جانب المظلوم، أبلغني الجميع بان نسبة قبول الاستئناف منخفضة جداً ولا امل لنا فيه ولا أخفى عنكم بأنني فاقد الامل ايضاً لكن ليس لدي وسيلة اخرى احمي بها زوجتي واطفالي غير هذا القلم وهذه الورقة!

موت أربع اشخاص في كفة واتفاقية دبلن في الكفة الأخرى، هل سترجح كفة الاتفاقية ام كفة حياة أربع من البشر؟ اوكد لكم باننا محبطون جدا وقد ابلغت اطفالي باننا سوف نغادر السويد لان السويد لا ترغب في بقائنا!

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.