الكومبس – أخبار السويد: أثار فشل تعيين مستشار الأمن القومي الجديدتوبياس تيبيري، موجة من الغضب داخل حزب المحافظين، حيث استقال من منصبه بعد أقل من 12 ساعة من توليه المنصب.
ووفقاً لتقارير من صحيفةSvD، كانت استقالة المستشار نتيجة لنصيحة من مجهول فَجّرت فضيحة داخل الحكومة السويدية، ما تسبب في توجيه انتقادات شديدة لرئيس الوزراء أولف كريسترشون وفريقه. حيثُ تم إرسال صور عارية له من تطبيق مواعدة بشكل مجهول إلى مكتب الحكومة، وهي صور لم يذكرها أثناء التدقيق الأمني. ورغم أن الصور قديمة ولا تعني بالضرورة رفضه من المنصب، فإن المشكلة تكمن في أنه لم يكشف عنها.
انتقادات شديدة داخل الحزب
وعبرت مصادر داخل حزب المحافظين عن غضبها الشديد، حيث وصفت ما حدث بأنه “مخطط فاشل”. و أن “الناس غاضبون ويتساءلون عن كيفية إجراء هذه التعيينات. لا يمكننا أن نفشل في هذا النوع من التعيينات، فهذا يضر بالحزب وخصوصاً برئيس الوزراء الذي جعل هذا المنصب مشروعه الشخصي”.
و كان كريسترشون وعد في السابق بإنشاء هذا المنصب عندما كان في المعارضة، وعندما أصبح رئيساً للوزراء نفذ وعده، لكن لم تسر الأمور كما كان مخططاً لها حتى الآن، حيث اضطر أول مستشار للأمن القومي وصديق كريسترشون، هنريك لاندرهولم، إلى الاستقالة بعد سلسلة فضائح حول تصرفات شخصية اعتبرت مخلة بالأمن مثل نسيان وثائق مهمة وهاتفه الشخصي في أماكن عامة. وبعد أربعة أشهر من استقالة لاندرهولم عين كريسترشون توبياس تيبيري الذي اضطر للاستقالة بعد ساعات قليلة من تعيينه.
انتقادات حادة من المعارضة
وانتقد سياسيون في المعارضة، منهم بيتر هولتكفيست من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، كريسترشون وفريقه، معتبرين أن هذا الفشل قد يضر بالعلاقات الدولية السويدية ويؤثر سلباً على التعاون الاستخباري مع الدول الأخرى. وقال هولتكفيست “هذا يسبب صدمة في التعاون الاستخباري الدولي الذي تشارك فيه السويد مع العديد من الشركاء، وفي هذه السياقات تكون الثقة أمراً بالغ الأهمية”.
“مجموعة من الهواة”
كما وجهت الانتقادات أيضا إلى فريق كريسترشون المقرب، حيث وصفه سياسيون بأنه “مجموعة من الهواة”، في إشارة إلى أن العديد من الأشخاص المقربين من رئيس الوزراء لا يمتلكون الخبرة الكافية. وأشار أحد المصادر إلى أنه “من الواضح أن هناك حاجة لإعادة تقييم فريق العمل حول أولف. هذه المجموعة من الأشخاص التي جمعت بين يديه قد تكون هي السبب في تكرار مثل هذه الأزمات”.
“الصين وروسيا ربما حصلتا على الصور الحساسة”
وقال أستاذ الاستخبارات في أكاديمية الدفاع يورغن هولملوند لصحيفة يوتيبوري بوستن إن ما حدث مع الصور الحساسة لمستشار الأمن القومي السابق هو أمر مؤسف جداً، خصوصاً على المستوى الشخصي. ولفت هولملوند إلى أن من المحتمل أن تكون قوى أجنبية، مثل الصين وروسيا، قد تمكنت بالفعل من الحصول على الصور الحساسة المتعلقة به.
وأضاف هولملوند أن العديد من الدول تتبع هذه الأساليب في جمع المعلومات. وقال “هذا النوع من المعلومات المجمعة بكميات ضخمة هو بالضبط ما تركز عليه أجهزة الاستخبارات في الدول الكبرى. “النجوم الصاعدة” في العشرينات من العمر الذين يعملون في وزارات مثل الخارجية والعدل والدفاع والقوات المسلحة. إذا كانوا موجودين على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن جمع المعلومات عنهم يتم بشكل آلي”.
وتابع “المعلومات التي يتم جمعها عادة ما تكون ذات قيمة كبيرة في المستقبل. قد لا نراها بهذا الشكل في السويد، لكن يجب أن نكون واعين للطريقة التي ترى بها الدول الأخرى هذا الأمر. هناك ضرورة ملحة لأن نكون دقيقين للغاية، وفهم مسبق بأننا لا يمكننا مشاركة كل شيء”.