الكومبس – أخبار السويد: تُعد عملية زرع الشبكة البلاستيكية أسفل مجرى البول (ما يُعرف بـ “السلينغ”) وسيلة شائعة لعلاج السلس البولي عند النساء، وتلقى هذه العمليات إشادة كبيرة من الأطباء، إذ أظهرت الدراسات أن المضاعفات الخطيرة نادرة الحدوث. غير أن تحقيقاً استقصائياً أجراه SVT كشف أن عدد النساء اللاتي يعانين من آلام مزمنة بعد العملية قد يكون أكبر بكثير مما يُعتقد.
سوزان: ألم لا يُحتمل
وسرد التحقيق قصة سوزان التي كانت تعاني من تسرب البول عند ممارسة الرياضة. وخضعت لعملية زرع الشبكة العام 2023. لكنها لم تتلقّ، حسب قولها، معلومات كافية عن مخاطر العملية.
وبعد العملية، أصبحت سوزان غير قادرة على التبول بشكل طبيعي، وعندما حاول الطبيب تخفيف الضغط عن الشبكة البلاستيكية، تمزقت واضطر لقصّها، ما تسبب لها بألم دائم.
تقول سوزان “الألم لا يمكن وصفه، كان دائماً وفظيعاً”.
مضاعفات خطيرة
في الحالات النادرة التي تظهر فيها مضاعفات، يمكن أن تدخل الشبكة البلاستيكية داخل المثانة أو مجرى البول، أو تظهر من خلال المهبل، ما يؤدي إلى آلام عند الجماع أو آلام مزمنة في الحوض والفخذين.
ورغم أن الجراحة لوضع الشبكة بسيطة، فإن إزالتها في حال حدوث مضاعفات قد تكون معقدة وخطيرة وتسبب أضراراً إضافية.
النظام الصحي لا يسجل جميع الحالات
تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن 2 من كل 100 امرأة قد تعانين من مضاعفات خطيرة، لكن البيانات الصحية لا تتبع المريضات لأكثر من عام بعد العملية. كما أن كثيراً من النساء يتوجّهن إلى أطباء المسالك البولية بدلًا من أطباء أمراض النساء، ما يُبقي حالاتهن خارج السجلات الطبية الرسمية.
وأقرت جمعية أطباء النساء بوجود حالات ألم مزمن بعد العمليات، لكنها قالت إن مدى انتشار المشكلة لا يزال غير معروف بدقة.
جدل دولي وتعويضات بالملايين
وشهدت دول أخرى موجات من الجدل القانوني حول هذه العمليات، ودُفعت تعويضات مالية ضخمة للنساء المتضررات. بينما قررت بعض الدول حظر استخدام الشبكات البلاستيكية تماماً.
ويخشى أطباء سويديون أن تؤدي هذه التطورات إلى حظر العمليات بشكل شامل، ما قد يحرم نساء كثيرات من علاج فعّال.
وتقول اختصاصية أمراض النساء بمستشفى لينشوبينغ الجامعي إيفا أوستال “أخشى أن نحرم النساء من هذه الوسيلة الفعالة، كثيرات يتخلصن من السلس ويستعدن حياتهن الطبيعية”.