الكومبس – خاص: إحتفلت المدارسة السويدية اليوم، بإنتهاء فصلها الدراسي الأول، وبدء عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، التي تزيد مدتها عن أسبوعين، وتشبه عطلة “نصف السنة” كما جرت العادة في عدة بلدان عربية.

وفي السُويد، تودع إدارات المدارس الطلاب، بفعاليات إحتفالية جميلة، تسودها البهجة والسرور، بحضور أولياء أمور التلاميذ، وذلك لتعزيز الروابط الإجتماعية بين التلاميذ والمدرسة والعائلة.

وتلتزم المدارس بنظام خاص من العطل في السنة الواحدة، جاء بعد دراسات وخبرات طويلة من قبل الجهات التربوية المختصة، يشمل جميع المدارس في البلاد، والهدف منه هو منح الطلبة فرصة لإستجماع قواهم والقدرة على مواصلة دراستهم بنشاط، وخلق أوقات يتمتعون بها مع ذويهم، لممارسة تقاليد العطل في المجتمع.

يقول عضو اللجنة اللغوية في مجلس هودنكه Huddinge البلدي بستوكهولم، أستاذ اللغة العربية والمرشد الدراسي في مادتي العلوم والرياضيات جبار زيادي لـ “الكومبس ” إن عدد أيام دوام طلبة المرحلتين الإبتدائية والمتوسطة في السويد ضمن العام الدراسي الواحد محددة بـ 179 يوماً من الدوام الفعلي الذي لا تُحتسب فيه أيام العطل والمناسبات، حتى يومي العطلة الأسبوعية.

ويضيف ان الفصل الدراسي الأول، يشمل عطلة واحدة، هي عطلة الخريف، تقع في الغالب اواخر شهر تشرين الأول (أكتوبر) ومدتها أسبوع واحد، تعقبها عطلة الأعياد، وهي بمثابة عطلة نصف السنة لدى مدارس بعض البلدان، وتستمر لفترة تزيد عن الإسبوعين.

ويتباين موعد بدء عطلة عيد الميلاد ورأس السنة من مدينة الى أخرى، إلا انها عموما تبدأ بشكل تقريبي من 20 كانون الأول (ديسمبر) وحتى 6 كانون الثاني (يناير). وهي أطول عطلة لطلبة المدارس خلال عام دراسي كامل، وتستفاد الكثير من العائلات من طول الفترة، للهرب من ظلام وبرد الشتاء والسفر الى البلدان المشمسة، رغم إرتفاع أثمان بطاقات السفر في مثل هذا الوقت من العام.

4534

Foto: Gustaf von Dewall

عُطل الفصل الثاني

وبحسب زيادي، فأن الفصل الدراسي الأول في السويد، الذي يطول قرابة الأربعة الأشهر أقصر من الفصل الدراسي الثاني الذي قد يزيد او يعادل الخمسة أشهر.

واعتادت المدارس السويدية، بدأ فصلها الدراسي الأول في النصف الثاني من آب (أغسطس) تقريباً، ويستمر حتى الفترة نفسها من كانون الأول (ديسمبر)، فيما يبدأ الفصل الثاني من أوائل شهر كانون الثاني (يناير) وحتى أوائل شهر حزيران (يونيو).

يقول زيادي، ان عطل الفصل الثاني، الذي يطول فيها النهار تدريجياً ويبدأ الظلام بالتراجع، تتحدد بعطلتي الرياضة sportlov وعطلة عيد الفصح påsklov، حيث يُعطل الطلبة عن الدراسة لمدة أسبوع لكل مناسبة.

وتقع عطلة الرياضة ضمن أحد أسابيع شهر شباط (فبراير)، وتختلف بحسب النظم المعتمدة من قبل مجالس البلديات، فيما تكون عطلة عيد الفصح موحدة في جميع المدارس السويدية، وتقع تقريباً خلال الأسبوع الأول من شهر نيسان (إبريل).

وبحسب موقع skollov.nu، فإن عطلة عيد الفصح للعام القادم 2015، ستصادف تقريباً في جميع أنحاء البلاد، الأسبوع 15، فيما ستصادف في بعض مجالس البلديات مثل بلدية أنغلهولم، الأسبوع 14.

وتتباين عطلة الرياضة بين الأسبوع 7 – 11 في جميع أنحاء السويد ولجميع الأعوام.

وينتهز كثيرون عطلة الرياضة في السفر الى المناطق الجبلية من السويد وممارسة رياضة التزلج على الجليد، التي ينتظرها كثيرون بفارغ الصبر، وينصح هذا العام، بالسفر خلال الأسبوع العاشر او الحادي عشر، لممارسة هذه الرياضة.

وبالإضافة الى العطل الرسمية التي تضمها السنة الدراسية، يوضح زيادي، قائلاً: هناك أيام أخرى، لا تتجاوز 3-4 أيام، موزعة على الفصلين الدراسين، يطلق عليها studiedag، يجتمع فيها المعلمون لبحث القضايا المتعلقة بالعملية التعليمية، ويُعطل فيها الطلبة، بالإضافة الى أيام العطل الرسمية المعتمدة في السويد، كاليوم الوطني وعيد القديسة فالبورجا.

5353466

Foto: Webbstjärnan .SE

فرصة لإلتقاط الأنفاس

ولا يعتقد الزيادي ان تلك العطل تؤثر سلباً على المستوى التعليمي والدراسي للطالب، ويقول: “انها على العكس من ذلك، تمنح الطلبة الفرصة لإلتقاط أنفاسهم، وخاصة في المرحلة المنتهية من الدراسة الإبتدائية وصفوف المرحلة المتوسطة، السابع والثامن والتاسع، الذين يحتاجون الى بذل المزيد من الجهد لجمع النقاط المدرسية التي تؤهلهم لإستكمال دراستهم ضمن المجال المرغوب لديهم”.

وفي نهاية كل فصل يجري توزيع النتائج الدراسية على الطلبة، للإختبارات التي قاموا بتأديتها خلال فصلهم الدراسي، حيث وفي خطوة لاحقة يجري وبتعاون المدرسة وأولياء الأمور، تقييم مستوى الطالب ومراجعة الخطة الدراسية له على إنفراد مع المعلمة والوالدين وفيما اذا كان قد حقق ولو بشكل تقريبي الأهداف، التي تكون بالضرورة قد حددت في لقاء سابق.

وكانت مصلحة مفتشية المدارس في السويد، قد شددت في السنوات الثلاث الأخيرة، من منح الإجازات للطلبة، إذ يقول زيادي: يجب ان تكون هناك أسباب قوية لموافقة المدرسة على منح إجازة مدرسية للطلبة، كالمرض او الحالات الطارئة او مشاكل عائلية قوية.

وأياً كانت تسمية العطلة المدرسية وطول مدتها، فأن ما يلاحظ لدى القسم الأعظم من تلاميذ وطلبة السويد، إنتظارهم بلهفة وشوق، العودة الى مقاعدهم الدراسية والإختلاط بزملاءهم من جديد، ربما للأساليب التربوية الحديثة التي تتبعها السويد والتي لا توفر جهداً في محاولة توفير الأجواء الدراسية الأنسب والتعامل الأفضل مع الطلبة، حيث يصعب تعميم الإستثناءات التي قد تحصل بين الحين والآخر.

لينا سياوش