عقوبة زواج المصلحة تصل الى السجن! الزواج الصوري وسيلة لا تزال سائدة لاستغلال القانون للحصول على الإقامة

: 3/10/16, 3:24 PM
Updated: 3/10/16, 3:24 PM
عقوبة زواج المصلحة تصل الى السجن! الزواج الصوري وسيلة لا تزال سائدة لاستغلال القانون للحصول على الإقامة

الكومبس -تحقيقات: “الزواج الصوري”، أو ” زواج المصلحة”، تعبير شائع، يُطلق على تلك الحالات التي يجري فيها، استغلال القوانين، واستخدام حق الإنسان في السويد بالعيش مع شريك حياته الي يختاره، من أجل تسهيل حصول آخرين على تصاريح الإقامة الدائمة، ومن ثم الجنسية السويدية، حيث يلجأ العديد من المهاجرين إلى هذه الطريقة غير القانونية، لأسباب كثيرة، منها، أحيانا الحصول على مال، أو التحايل من أجل لّم شمل أقارب، لا تسمح القوانين بإعادة لم شملهم، إضافة الى أسباب كثيرة أخرى.

ورغم تشديد السلطات من اجراءاتها القانونية لمنع هكذا زيجات صورية، الا انها “ما زالت أفضل طريقة لحل مشكلة الإقامة وبالتالي الحصول على الجنسية، بنظر البعض، كما يقول الشاب (عامر)، في العشرينات من عمره، الذي رفض نشر أسمه الصحيح، معبراً عن استياءه من صعوبة ايجاد رب عمل في السويد، يرغب بمنحه عقد عمل قانوني يتيح لشاب مثله البقاء في البلاد والاقامة فيها دون اللجوء للأساليب الملتوية الأخرى، بحسب تعبيره!

ويقول عامر بكل صراحة، إن مسألة الاقتران بفتاة اوروبية او سويدية بشكل جدي، تضرب عرض الحائط بكل المعايير الاجتماعية التي تربى عليها في بلده! وذلك للاختلافات التي يعتقد أنها جوهرية في معتقدات كل منهما، خاصة فيما يصفه بمسألتي “الاخلاص والوفاء” من منطلق فهمه وثقافته لهذين المفهومين.

وهكذا فان خيار ما يسميه بـ ” الزواج الابيض” يبقى الخيار الافضل له ولأمثاله كما يقول، مبدياً في الوقت نفسه تخوفه من الاقتران بامرأة تقوم باستغلال حاجته لأوراق الاقامة فتمارس عليه عملية الاستنزاف المادي”، وفق قاله.

تقدم السويد، كما هو معروف للمقيمين فيها، العديد من الاعانات والخدمات الاجتماعية من أجل تأمين عيش كريم لهم. لكن كل ذلك لا يمنع بعض الأشخاص من الاقبال على مثل هكذا زيجات صورية للاستفادة المادية من الطرف الاخر الساعي وراء تسوية وضعه في البلاد.

جو: “الفتيات لا يريدن الارتباط الجدي بمن لا إقامة له”

هكذا عبّر جو، الحانق على الوضع السياسي الصعب في بلده الأم والذي أجبره على مصارعة أمواج الموت في مركب مع عشرات من أمثاله ليصل الى السويد، حيث تراءى له أنه ما ان يصل هنا سيجد العمل والمال وتحقيق الاحلام.

لكن ما ان طلب اللجوء في البلاد حتى وضع في مخيم للجوء بين أمثاله وفرض عليه العمل ليسد احتياجه. فأتته فكرة ايجاد فتاة ليمثل أمامها أدوار الحب بعد أن استحالت عليه فكرة تأمين مبلغ كبير من المال ليتزوج اسميا من فتاة تأمن له حق الاقامة. وعن انتظاره لتلك الفتاة يقول جو، إنه أقام علاقات عديدة مع فتيات ومثّل كذباً مشاعر الحب على كثيرات لكن جميعهن لم يصلن الى درجة القبول بالزواج. الفتيات هنا في (اغلبهن) كما يعتقد، لا يحبذن فكرة الارتباط الجدي. هن يرغبن بالسهر والخروج والاستمتاع بالعلاقة فقط! كما يرى، اما إذا كان الارتباط صوري ولأجل المال، فهناك الكثيرات! “لكن من اين سآتي بمئتي ألف كرون! لو كان لدي المال لما اتيت أصلا إلى هنا”.

وأردف جو، الذي التقيته اثناء فترة عمله في صالون حلاقة في احدى ضواحي العاصمة الشمالية، أنه لو كان جواز السفر الاوروبي فعلا هو جواز سفر الاحلام، فلن يكون مالكه في حاجة ليُقبل على زواج صوري مقابل المال. وسيكون مكتفيا من الحاجة لمثل هكذا تزيف في حياته لو توفر له الاستقرار المادي الذي يسعى اليه معظم الشباب اللاهث وراء الحصول عليه.

ميسورون وتأشيرات سياحية وزواج مصلحة!

لكن في المقابل، هناك شباب يأتون الى هنا من طبقات ميسورة في بلادهم ولا يوجد لديهم مشكلة في شراء الاقامة عبر الزواج الاسمي. واغلبهم يأتون بتأشيرات سياحية بعد التواصل المسبق مع أحد من معارفهم المقيمين هنا حيث تكون الزوجة او الزوج الموعودين في انتظارهم لإتمام المراسم مقابل المال.

مثالا على ذلك، شاب من شمال العراق، رفض الافصاح عن اسمه، مر بتجربة مثيلة وأراد المشاركة في شرح تفاصيل تجربته قائلا: اتيت الى السويد في عام 2008 بعد أن قمت بمراسلة اقارب لي هنا حيث أعلموني ان أفضل طريقة للحصول على الاقامة هي في العثور على فتاة للزواج بها. وفعلا قاموا بتدبير زيجة صورية لي مقابل 200 ألف كرون. لكن بعد التفاوض معها قبلت بأن ادفع لها 150 ألف بشرط ألا أعيش معها في نفس المنزل!

وعن تلك الفترة قال انه كان دائما في حالة ارضاء لزوجته بالاسم، تحسبا من محاولتها نسف الاتفاق في حال لم يلب جميع طلباتها. وبعد مضي أربع سنوات أصبح مواطناً سويدياً من خلال التجنيس، مؤكدا ان الامر لم يكن بتلك السهولة لجهة اقناع دائرة الهجرة بان زواجهما حقيقي.

ومن الاساليب الخادعة التي اتبعاها هو تركه لبعض الملابس والاشياء الذكورية في الحمام، ومسارعته الى البيت للعب دور الزوج حال علمه بقدوم وشيك لزيارات دائرة الهجرة العشوائية.

كيف تواجه مصلحة الهجرة هذا التلاعب؟

تتبع مصلحة الهجرة بعض الإجراءات لمعرفة إذا ما كان الزواج مزيفا أم حقيقيّاً. وتقول Ulrika langels من القسم الصحفي في مصلحة الهجرة لـ “الكومبس”: “إذا رغب شخص لا يملك الاقامة الشرعية في البلاد ان يتزوج من مواطن سويدي فعليه ملئ بعض الاستمارات وتقديم بعض الوثائق التي تمكننا من التقاط بعض الاشارات حول صدقية الزواج او عدمه. وإذا تم الامر على ما يرام، عندها يحصل الشريك على تصريح اقامة مؤقتة لمدة سنتين على أن يحصل بعد مرور العامين على الاقامة الدائمة.

اما في حال كشف عملية الخداع، فانهم يسحبون مباشرة تصريح الإقامة ويجبرون الأطراف المخادعة على دفع غرامة مالية، حيث يمكن ان يصل الحكم في بعض الاحيان الى عقوبة السجن. حسب قولها.
ومهما تكن العقوبة والإجراءات القانونية، بحق المخالفين، إلا أن تكرار اكتشاف مثل هذه الطريقة للحصول على الإقامة من شأنها أن تعيق لم شمل المتزوجين الحقيقيين، بسبب تشديد القوانين والشروط والإجراءات عليهم

ديما الحلوة

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.