عنصريون يعتدون بالضرب على بلال في ستوكهولم ويكسرون فكه وأسنانه ” لأنه كان ملتحيّاً “

: 3/29/16, 5:39 PM
Updated: 3/29/16, 5:39 PM
عنصريون يعتدون بالضرب على بلال في ستوكهولم ويكسرون فكه وأسنانه ” لأنه كان ملتحيّاً “

الكومبس – خاص: أن تجد نفسك فجأة على سرير المشفى، ورائحة المعقمات الطبية تفوح من حولك، وقد تغيرت بعض من معالم وجهك، فيما تشعر بنفسك غير قادر على التكلم، مشهدٌ قد تراه كثيراً في الأفلام البوليسية ! لكنه بات جزءاً من حياة بلال، الذي تعرض الجمعة الماضية الى إعتداء عنصري من قبل مجموعة من الشباب السويدي، في منطقة västerhaninge القريبة من ستوكهولم، أصيب خلاله بجروح مختلفة.

وقال بلال لـ “الكومبس” في إتصال هاتفي من المستشفى وهو يتحدث بصعوبة بسبب الجروح، إنه كان يمارس رياضة ركوب الدراجة الهوائية الجمعة، عندما تعرض الى الإعتداء، وانه قبل الحادثة بقليل صادف عددا من الشباب بينهم فتاة، وقد وجهوا له بصوت عالي خلال مروره بدراجته إلى جانبهم، بعض التعبيرات العنصرية المهينة، كـ “الأجنبي الوسخ”، “ما لذي تفعله في بلدنا”؟، الأمر الذي دعاه للتوقف والتحدث إليهم، طالباً منهم معرفة سبب هذا التصرف.

وأضاف لقد شعرت بحقد واضح من أسلوب حديثهم معي ونظراتهم إلي، حتى أن الفتاة استفزها، كما يقول رؤيته ملتحياً، وسألته ما إذا كان أحد الإرهابيين، ليرد عليها قائلاً، إنه يعيش ويعمل هنا منذ سنوات طويلة، وإنه لا يعني إذا كان ملتحيا فهو من المتشددين.

ويضيف لقد قلت لهم بتهكم، إنه يمكنهم أيضا أن يتأكدوا منه، بأنه لا يلبس حزاماً ناسفاً كما يتوهمون عن الأجانب هنا، ليغادر بعدها على دراجته، وهم مستمرون في إسماعه تعليقات عنصرية بشعة.

الإعتداء تسبب في كسر الفك الأسفل

يضيف بلال، أنه لم يدر بخلده أي مخاوف بشأنهم، خاصة أنه كان رأى دورية للشرطة في المنطقة تتحدث معهم في وقت سابق، لكن يبدو أن هذا الشعور بالطمأنينة، ربما لم يكن في محله، فبعد أن قرر أخذ قسط من الراحة والجلوس على أحد المقاعد في الشارع القريب، من محطة قطارات تلك المنطقة، أحس بلال بضربة قوية خلف رأسه، أسقطته أرضاً، ليستيقظ بعدها بساعات، وهو مسطح على فراش المستشفى، بعد إجراء عملية عاجلة له، خرج بعدها وقد تعرض فكه الأسفل وبعض من أسنانه إلى الكسر، وهو ما استدعى ربط فمه بأسلاك معدنية

كانت الصعوبة في متابعة الحديث مع بلال واضحة، وهذا ما تفهمناه، لنتابع الكلام مع صديقه أكرم الذي يعيش في ذات المنطقة، وعلى معرفة به منذ سنوات.

يقول لنا أكرم : لا استطيع أن أصف لكم كيف كانت الحالة التي رأيت صديقي فيها في المستشفى وقد بدا عليه تعرضه فعلا لضرب مبرح، متابعاً لقد تم إسعاف بلال، من قبل أحد الحراس الليلين لمحطة القطارات القريبة من مكان الإعتداء، حيث علم، أن حراس المحطة، شاهدوا شخصين يعتديان بالضرب بقوة عليه، وهما يصفانه ببعض الكلمات العنصرية، الأمر الذي دفعهم إلى التدخل وملاحقة المعتدين، حيث تمكنوا من إلقاء القبض على أحدهم وتسليمه للشرطة، فيما لاذ الآخر بالفرار.

التحقيق مستمر

وينوه أكرم، إلى إن التأكد من علاقة المعتدين، بمجموعة الشباب التي التقاها بلال قبل تعرضه للإعتداء بوقت قصير، ستتوضح أكثر خلال إستكمال التحقيق من قبل الشرطة المحلية، دون استبعاد بلال نفسه لهذا الرابط، كما يوضح أكرم، خصوصاً أن صديقه من الأشخاص الذين كما يصفهم لا أعداء له، بإعتبار أن علاقاته الإجتماعية محدودة، فهو يقضي معظم وقته بين البيت والعمل قائلاً عنه، إنه شخص طيب، يبحث عن لقمة عيشه.

الكومبس – هاني نصر

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.