حرق المصحف

غضب عربي وإسلامي من حرق المصحف في الدنمارك

: 7/24/23, 11:14 AM
Updated: 7/24/23, 3:21 PM
مظاهرة ضد حرق المصحف في العراق السبت الماضي
. (AP Photo/Hadi Mizban)  TT
مظاهرة ضد حرق المصحف في العراق السبت الماضي . (AP Photo/Hadi Mizban) TT

الكومبس – دولية: بعد حرق المصحف في السويد الأسبوع الماضي، أثارت حادثة مماثلة قامت بها مجموعة دنماركية متطرفة أمام السفارة العراقية في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن ردود فعل غاضبة من دول عربية وإسلامية.

وأعرب البرلمان العربي عن استيائه من الواقعة التي ندد بها وزراء خارجية العراق والأردن والبحرين وسلطنة عمان وإيران وتركيا، وسط دعوات لـ”ميثاق دولي” لوقف ازدراء الأديان في ظل استمرار الغضب الرسمي والشعبي من التعدي على المصحف في السويد ثم الدنمارك.

ودعا رئيس البرلمان العربي، عادل العسومي، إلى سن قوانين تجرم الإساءة للرموز والمقدسات الدينية والكتب السماوية، ونبذ العنف والتطرف والتحريض على الكراهية، عقب توالي ردود الفعل الغاضبة من حرق المصحف والتي بدأت منذ الجمعة، عبر بيان وزارة خارجية سلطنة عمان التي نددت بإحراق المصحف، لتليها 6 بلدان أصدرت بيانات مماثلة.

وشدد العسومي على أن تلك الممارسات التي تهدد التعايش السلمي، تستدعي اتخاذ موقف حازم من المجتمع الدولي لمنع تكرارها، مطالبا الشعوب العربية والإسلامية بتفعيل المقاطعة وعدم السفر إلى الدنمارك.

ويستعد وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لعقد اجتماع طارئ لبحث ومناقشة إجراء جماعي للرد على ما حصل في السويد وتلاها في الدانمارك. وفق بيان رسمي لوزارة الخارجية العراقية.

وجاء ذلك عقب قيام أعضاء مجموعة تطلق على نفسها اسم “الوطنيون الدنماركيون” بحرق نسخة من المصحف أمام سفارة العراق في كوبنهاغن، بعد إقدام لاجئ عراقي على فعل مماثل أمام السفارة العراقية في ستوكهولم.

ورفع أعضاء الجماعة التي يصفها الإعلام الغربي بـ”اليمنية المتطرفة” لافتات معادية للإسلام مرددين شعارات مسيئة للمسلمين، زاعمين أن الوقفة رد على إحراق سفارة السويد في بغداد. وألقى المتظاهرون الدنماركيون المصحف والعلم العراقي على الأرض، وبثوا التجمع مباشرة عبر حساب المجموعة على فيسبوك.

وأثارت الواقعة غضباً شعبياً في العراق الذي شهد مظاهرة أحرق خلالها مئات المتظاهرين العلم السويدي، في بغداد احتجاجاً على السماح بإحراق المصحف مجدداً والترويج لخطاب العنصرية ضد المسلمين. وفق ما ذكرت وكالات أنباء.

وحاول المتظاهرون اقتحام المنطقة الخضراء في بغداد، وسط تشديدات أمنية في المنطقة التي تضم عدداً من السفارات الأجنبية والمقار الحكومية، عقب يومين من اقتحام أشخاص غاضبين من إحراق المصحف في السويد.

وأدانت الرئاسة العراقية، في بيان، الاعتداءات “الآثمة” على المصحف، داعية المنظمات الدولية والحكومات الغربية إلى إيقاف ممارسات التحريض وبث الكراهية مهما كانت ذرائعها.

وناشد البيان الرئاسي العراقيين إلى تفويت الفرصة على من اسماهم البيان “المغرضين والانتهازيين”.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن “إدانة واستياء المملكة الشديدين جراء رفع شعارات عنصرية ضد المسلمين في الدنمارك”، معتبرة أن ذلك نتاج “عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار حوادث التعدي على المقدسات الإسلامية”.

وقالت الخارجية السعودية، في بيانها إن هذه الأعمال المستفزة لمشاعر الملايين من المسلمين تعد “انتهاكاً صارخاً” للأعراف والقوانين الدولية.

ودعت البحرين، في بيان نشرته وزارة الخارجية، لاتخاذ إجراءات حاسمة ضد “هذه “الممارسات المسيئة التي تتنافى مع كافة القيم الإنسانية وحرية الأديان وقيم التسامح والتعايش الإنساني، وتنتهك الأعراف والقوانين الدولية”.

وفي الأردن، قال وزير الخارجية أيمن الصفدي إن إحراق المصحف يعد “مظهراً من مظاهر الإسلاموفوبيا، وأفعال الكراهية المحرّضة على العنف والإساءة للأديان”. وأضاف الصفدي، في بيان، أن “تكرار هذه الأفعال العنصرية يستلزم حشد المجتمع الدولي لجهوده لمواجتها بجدية”، مؤكدا رفض واستنكار الأردن لهذه الأفعال والتصرفات غير المسؤولة التي تستفز مشاعر المسلمين وتؤجج الكراهية وتهدد التعايش السلمي.

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها استدعت سفير الدنمارك للاحتجاج على “تدنيس القرآن في كوبنهاغن”. فيما دعا المرشد الإيراني، علي خامنئي إلى محاسبة المسيئين للقرآن واصفاً إحراق المصحف بأنه “مؤامرة خطيرة”.

واعتبر خامنئي، في بيان، أن على الحكومة السويدية أن تدرك أن دعمها للشخص المسيء إلى المقدسات الإسلامية يعني أنها تقف في مواجهة العالم الإسلامي، وفق تعبيره.

الدنمارك تدين

وأدانت الدنمارك رسمياً حادثة حرق نسخة من المصحف في كوبنهاغن، واعتبرت الحادثة “عملاً مخزياً”.

وقال بيان عن وزارة الخارجية إن “الحكومة الدنماركية تدين حرق المصحف والإساءة للرموز الدينية الأخرى”، وتعتبر الحادثة “عملاً مخزياً واستخفافاً بديانة الآخرين”. وفق ما نقلت وكالات أنباء.

وأضاف الوزارة أن الحكومة تعد الحادثة “عملاً استفزازياً يجرح مشاعر الكثير من الناس ويولد تصدعاً بين الأديان والثقافات المختلفة”.

وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اعتمد في 11 يوليو الحالي مشروع قرار تقدمت به باكستان نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي لإدانة الحض على الكراهية الدينية، رغم معارضة الولايات المتحدة وبريطانيا إقراره.

وصوتت 28 دولة لصالح القرار الذي تقدمت به باكستان نيابة عن مجلس التعاون الإسلامي، الذي يضم 56 بلداً إسلامياً، فيما عارضته 10 دول، معظمها من بلدان الاتحاد الأوروبي، على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، في وقتٍ امتنعت فيه 7 دول أغلبها من أمريكا اللاتينية عن التصويت.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.