الكومبس – ستوكهولم: عبرت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم عن قلقها العميق من النظر الى تصريحاتها حول القضاء في المملكة العربية السعودية على إنها إنتقاد للإسلام، في الوقت الذي أعلنت فيه السعودية عن وقفها منح تأشيرات دخول جديدة لرجال الأعمال السويديين.
وذكر التلفزيون السويدي، أن لقاءا عقد في وزارة الصناعة بين عدد من رجال الأعمال السويديين وفالستروم ووزير الصناعة ميكائيل دامبيري، مساء أمس.
وكررت فالستروم في إجتماعها مع رجال الأعمال السويديين مخاوفها من إنتشار مثل هذا التفسير في العالم الإسلامي المتدين.
ونقل التلفزيون السويدي عن الحاضرين في الإجتماع قولهم إن الإنزعاج بدا واضحاً على فالستروم من ردة فعل العالم العربي تجاه تصريحاتها حول وضع حقوق الإنسان في السعودية.
“من المؤسف ربط إنتقادي للسعودية بالإسلام”
ومن بين ما إنتقدت فيه فالستروم السعودية، قولها إن الحكم على مواطنيها بالجلد كما حصل مع المدوّن السعودي رائف بدوي، عمل من أساليب القرون الوسطى.
وعبرت فالستروم في مناسبات عدة خلال إجتماعها مع كبار رجال الأعمال عن خشيتها من ربط إنتقادها للسعودية بالإسلام وإنتشار ذلك في العالم الإسلامي.
وقالت في تصريح لوكالة الأنباء السويدية بعد الإنتهاء من الإجتماع، إن المؤسف هو أن إنتقادي للسعودية جرى ربطه بالإسلام أو هكذا جرى التلميح له. وهذا أمر خاطىء ومؤسف للغاية. من المهم أن نذكر أن هذه التصريحات لم تكون موجهة ضد دين.
السعودية توقف منح تأشيرة الدخول للرجال الأعمال السويديين
وفي رد فعل على تصريحات فالستروم، أعلنت السعودية، يوم أمس، وقفها منح تأشيرات دخول جديدة لرجال الأعمال السويديين.
وقالت المديرة التنفيذية لقطاع التجارة والصناعة السويدي Carola Lemne في حديثها للإذاعة السويدية (إيكوت) بعد الإجتماع: على الحكومة أن تأخذ هذا على محمل الجد، أنهم يدركون أن هناك وضعاً خطيراً. عليها أن تتحمل مسؤولية فتح حوار وإظهار أنها تريد التعاون وتصحيح سؤء الفهم الذي نشأ.
وقدم ممثلو الصناعة أمثلة ملموسة لوزيرة الخارجية ووزير الصناعة على أن الكثير قد حدث بسرعة كبيرة في العلاقات التجارية مع السعودية في أعقاب الأزمة الدبلوماسية التي يشهدها البلدان.
وذكرت Lemne للتلفزيون السويدي، أن أمور كثيرة حدثت من قبل الطرف السعودي، مثل إلغاء الإجتماعات، التحجج بالمرض او عدم وجود وقت للقاء، واصفة ذلك بردود فعل سريعة جداً لم نشهد لها مثيل في السابق، وأعربت عن قلقها من ذلك.
غير نادمة
وقالت فالستروم في حديثها لوكالة الإنباء السويدية، بأن الحكومة تعمل بشكل منهجي ومنظم لعودة العلاقات الطبيعية بين البلدين بأسرع وقت ممكن.
وعند إستفسار الوكالة من الوزيرة حول ما إذا كانت نادمة على التصريحات التي أدلت بها، قالت: ” كلا، من المعروف جيداً ما نفكر به، وأعتقد ان كلاً من الأحزاب السياسية والشعب السويدي يقفان ورائي في موضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان. هذا ما عبرنا عنه وعلينا ان نحاول الوصول الى حوار مشترك يسوده إحترام متبادل لبعضنا البعض”.