15 بالمئة ممن يرعاهم السوسيال فتيات تعرضن لـ”اضطهاد الشرف”
عائشة: أعيش في سجن دون أن أرتكب أي جريمة
الكومبس – ستوكهولم: كشف تحقيق نشره التلفزيون السويدي اليوم أن كثيراً من الفتيات اللاتي يتعرضن للعنف والتهديد بالقتل بدافع الشرف محبوسات في بيوت رعاية الشباب المغلقة لحمايتهن من أسرهن.
وقالت عائشة (اسم مستعار)، إحدى الفتيات في بيوت الرعاية، إنها تعيش في مكان مثل السجن دون أن ترتكب أي جريمة.
وأعربت عائشة عن صدمتها، ليس من عائلتها التي اضطهدتها طوال حياتها كما تقول، بل من المجتمع، لافتة إلى أنها نشأت وسط ظروف القمع المرتبط بالشرف والضرب الشبيه بالتعذيب. وفي الوقت نفسه، قاومت الضغوط من أجل تزويجها.
وأضافت عائشة أن أولئك الذين يجب أن يحموها عاملوها بدلاً من ذلك كمجرمة.
وأظهر التحقيق أن بين المراهقين الذين تتولى الخدمات الاجتماعية (السوسيال) رعايتهم بسبب العلاقات الأسرية، يوجد حوالي 15 بالمئة ممن يتعرضون للقمع المرتبط بالشرف.
ومن غير المعروف عدد الأطفال الذين يعيشون وسط ظروف القمع والعنف المرتبطين بالشرف. لكن الأحكام المتعلقة بالاحتجاز القسري للأطفال بسبب مشاكل في الأسرة تظهر أن 67 من أصل 437 حكماً تتعلق بأطفال يتعرضون للقمع والعنف المرتبطين بالشرف.
وعندما تولى السوسيال رعاية عائشة، على سبيل المثال، تم إرسالها إلى بيت رعاية مغلق ليس لأنها فعلت شيئاً خاطئاً، بل لأنه لا يمكن لأسرتها الوصول إليها هناك.
وعائشة ليست مثالاً وحيداً، حيث يظهر التحقيق أنه في 20 مناسبة على الأقل في السنوات الأخيرة، وضعت الخدمات الاجتماعية المراهقين المعرضين لعنف الشرف في بيوت الرعاية المغلقة لحمايتهم من أقاربهم. ومن هذه الحالات فتيات اخترن الهرب من المنزل أو كن معرضات لخطر تسفيرهن خارج البلاد.
وقال رئيس الخدمات الاجتماعية في البلدية المسؤولة عن حماية عائشة “بشكل عام، لا نستخدم بيوت الرعاية المغلقة إلا كإجراء طارئ”.
الخدمات الاجتماعية: طريقة للحماية
وقالت الاختصاصية الاجتماعية المسؤولة عن عائشة إنهم اختاروا وضعها في دار رعاية مغلقة لحمايتها من أقاربها.
واستعرض التحقيق الصحفي حوالي 70 إدانة بالعنف والاضطهاد دفاعاً عن الشرف ووجد حالات أبلغت فيها الفتيات المحكمة بأنهن خائفات جداً من حبسهن في بيوت الرعاية مرة أخرى لدرجة أنهن يفضلن العودة إلى بيوتهن. وبالفعل أطلق سراح إحدى الفتيات واختفت منذ ذلك الحين.
وانتقد باحثون اجتماعيون وضع الفتيات في بيوت الرعاية المغلقة، مشيرين إلى أن ذلك يؤدي إلى فقدان الثقة بالخدمات الاجتماعية والسلطات التي يجب أن توفر لهن الحماية.
ما هو الاضطهاد المرتبط بالشرف؟
يتعلق الاضطهاد المرتبط بالشرف حسب موقع Hedersfortryck.se بتقديم سمعة المجموعة على احتياجات الفرد وحقوقه، ومن أمثلة ذلك:
- لا يسمح له بالمشاركة في جميع المواد والأنشطة المدرسية.
- لا يسمح بالمشاركة في الأنشطة الترفيهية.
- لا يحصل الفرد على حرية اختيار أصدقائه.
- ليس لديه أصدقاء من الجنس الآخر.
- هناك شرط معلن أو غير معلن بأن تكون الفتاة عذراء قبل الزواج.
- لا يسمح لها أن يكون لها صديق أو صديقة.
- تأثير أولياء الأمور أو الأقارب القسري على قرارات الفرد في اختيار شريك حياته.
القوانين السويدية للحد من العنف المرتبط بالشرف
حظر تشويه الأعضاء التناسلية (ختان الإناث)
منذ العام 1982، فرضت السويد حظراً على تشويه الأعضاء التناسلية، وفي 1 أيار/مايو 2020 اعتبرت كل الحالات حتى القديمة منها جريمة.
الزواج القسري وتزويج الأطفال
وفي 1 تموز/يوليو 2014، أقرت السويد قوانين لتعزيز الحماية من الزواج القسري وزواج الأطفال. وفي 1 تموز/يوليو 2016، تم تجريم التخطيط لإجبار شخص ما على الزواج. واعتباراً من 1 يناير 2019، أصبح هناك حظر على الاعتراف بزواج الأطفال الأجانب. وفي 1 تموز/يوليو 2020، زاد تشديد التشريع المتعلق بزواج الأطفال. وتعني جريمة تزويج الأطفال إجبار الطفل على الدخول في علاقة زواج أو علاقة شبيهة بالزواج.
حظر السفر
منذ 1 تموز/يوليو 2020، صار ممكناً أن يخضع الأطفال لحظر السفر عندما يكونون عرضة لخطر نقلهم إلى الخارج للدخول في زواج أو علاقة شبيهة بالزواج أو تشويه الأعضاء التناسلية. ويعتبر حظر السفر تشريعاً وقائياً لحماية الأطفال.
تشديد عقوبة الجرائم المرتبطة بالشرف
بدأ تشديد العقوبات في 1 يوليو/تموز 2020، ويعني ذلك أن المشرع يعامل الجرائم المرتكبة بدوافع الشرف معاملة خاصة.
Source: www.svt.se