" فرَّان النَّدم" الديوان الرابع للشاعر وليد هرمز

: 10/7/12, 11:32 AM
Updated: 10/7/12, 11:32 AM
" فرَّان النَّدم" الديوان الرابع للشاعر وليد هرمز

الكومبس – ثقافة: بعد دواوينه الثلاثة: "نواقيس الكلدان"، "سالْمِيْتي"، و"رُباخ"، صدر للشاعر العراقي وليد هرمز المقيم في السويد الديوان الرابع بعنوان "فرَّان الندم" وهو عبارة عن قصيدة واحدة طويلة بمائة صفحة من القطع المتوسط .

الكومبس – ثقافة: بعد دواوينه الثلاثة: "نواقيس الكلدان"، "سالْمِيْتي"، و"رُباخ"، صدر للشاعر العراقي وليد هرمز المقيم في السويد الديوان الرابع بعنوان "فرَّان الندم" وهو عبارة عن قصيدة واحدة طويلة بمائة صفحة من القطع المتوسط .

صدر الديوان عن دار الزمان الدمشقية وقد ختِم غلافه الأخير بكلمة قصيرة للشاعر السوري سليم بركات جاء فيها: "سَرْدٌ إنشاءٌ بحَصَالةٍ من سيرةِ الواقعيِّ، التي تُخْلي، في خيال الشاعر وليد، مشاغلَ صوَرها لسيرةِ قلبه يُراكمُها، نُقْلةً نقلةً، بحيطةٍ أحياناً، وباسترخاءٍ أحياناً، أميناً لخاطِرِ المصادفة إِنشاءً شِعراً. إنه يمضي بحرِّيةِ الشاعر فيه إلى حرِّية الشعريِّ ومصافاته".

من أجواء الديوان اخترنا هذا المقطع

لاتتَّكِئ كمرايا الحيطانِ.

لاتتَّكِلْ على جبلٍ يتَّقي الرِّيحَ.

تتسلى بالإنتظار في فسحة المعدومين:

من الفُقْرِ؛

من حنين الأفكارِ المكتظةِ بالعِنادِ؛

من عشقٍ دار ذهبَتْ نهباً للمعاولِ الخرساءِ؛

من بقيةِ أوزارٍ لاصخبَ لنعمتها الماجنةِ.

راوِغْ علاماتِ الطُّرُقِ المرفوعةِ على نُحاسِ العَراء. كُلَّما بطَرقةٍ تهوي بها خفيفاً على إسْفَلتِ بروقكَ يتشظى دويُّ حنجرتكَ، ويتشقَّقُ صَليلهُ جاذباً شهوةَ المُرْضِعاتِ حليبَ طَيْشِكَ. كُنَّ المُرصَّعاتِ بنياشينِ الكِتْمانِ، إليكَ يرْفعْنَ نهودهنَّ مثلَ رَجْفةِ القدَّاحِ أمامَ كفَّيْكَ الهائمتين بوداعتهما، فيُرينَكَ مالم يُرِهِ لكَ الموجُ المنتفضُ حولَ أصابعكَ المُضرَّجِةِ بزئبقِ القلقِ.

ألَمْ أُنْبِئْكَ بغواياتِ التَّيْه قبلَ الأوان؟ لكنكَ أشحتَ عني نهارَ رفعتُ لكَ غصناً مرطَّباً يبكي اقتلاعَهُ فتكفلتُ أن أسبقكَ إلى أرضِ الندمِ المُهرِّبةِ أحلامنا قبلَ أقدامِنا. ألَمْ أُنبِئْكَ أن لاتتكِئَ على جذعٍ أدْمنَ المِلحَ وأعلنَ الهُدنةَ معَ فسائِلَ ترتطِمُ بقبري الذي أؤجلهُ من عام لعام؟ ألَمْ أُلبِسْكَ ردائي المزركشَ بنجومِ الظهيرةِ علَّها تَأتيكَ بشفقِ وميضٍ كوميضِ الأباريق الكنسية يَختمرُ فيها نبيذُ السديمِ، وبالمراثي الوديعة التي لاصخبَ يدفعُ عنها الوجوه المغسولةَ بنوافيرِ المواجِعِ؟ أيُّ طِباعٍ خجولةٍ رشَشْتَ ملحها في دمي؟ أيُّ طِباعٍ نحيلةٍ كأنَّما وشقٌ يبحثُ عن عزلةٍ بين الفراشاتِ التي انفضَّتْ مذعورةً من وميضِ النار؟ أيُّ طِباعٍ كلَّما هلَّ رغيفُ الغروبِ أمامَ عيني انتفضتْ تهذي أرقَها وتعضُّ على قلقي المتوَّجِ بشروخٍ صدأتْ نِصالُها المعلَّقةُ على حائطٍ يذرفُ شُقوقهُ؟.

مثْلي أنتَ

تتَّكِئُ على

شناشيلٍ تتشبَّثُ

بشُرفاتها الآيلةِ

إلى النَّدَمْ.

وكُنْتَ، قابَ عثرةٍ، تكادُ تتَّكِئُ على كبد الأرضِ، ورؤاكَ رؤى اليابسةِ تمشي على قفا نهري فتخرجُ بليغاً من ِمجونِ المتاهات السبع، منسلاًّ منها كبخار العصافير في فجرٍ ثلجي.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.