فلسطيني عراقي في السويد: نُرمى مثل الكرة من بلد إلى آخر

: 4/25/23, 6:20 PM
Updated: 4/26/23, 12:02 PM
فلسطيني عراقي في السويد: نُرمى مثل الكرة من بلد إلى آخر

الكومبس – خاص: يأتي عشرات الآلاف من اللاجئين إلى السويد كل سنة، منهم من يحصل على إقامة ومنهم من يقابل برفض يتبعه قرار بالترحيل، والبعض مثل دياب بشير وهو إسم مستعار وعائلته، لا السويد تقبله عندها ولا البلد الذي يُرسل إليه يقبل استقباله.

هاجر عدد كبير من أقرباء دياب إلى السويد في السابق وحصلوا على الإقامة، بل إنهم من أصحاب الجنسية السويدية حالياً، لكن وصول دياب وعائلته إلى السويد تأخر سنوات طويلة.

مرّ دياب بشير وعائلته المكونة من زوجته وأولاده بعدة دول قبل أن يصل إلى السويد في نهاية العالم 2019.

دياب، فلسطيني الأصل، وُلد وعاش في العراق طوال عمره، وكوّن أسرته هناك. خرجت العائلة من العراق قبل 15 عاماً قضت منها حوالي الـ12 سنة متنقلة من بلد إلى آخر، بين خمس سنوات في قبرص و أخرى في تايلاند ومنها إلى السويد.

طلب اللجوء الذي تقدمت به العائلة عند قدومها إلى السويد قوبل بالرفض مرات عدة، وبعد استئناف وآخر جاء قرار الترحيل مع قطع جميع المساعدات عن العائلة.

تقبّل دياب بشير وعائلته، قرار الترحيل، لكن عندما حان موعد تنفيذ القرار كان من الصعب تنفيذ ذلك. ولم يكن لمصلحة الهجرة إلّا ترحيلهم إلى العراق، من حيث جاؤوا، غير أن السلطات العراقية أسقطت إقامة دياب وعائلته.

كتاب من القنصل العراقي إلى مصلحة الهجرة السويدية يوضح فيه إسقاط الإقامة في العراق عن دياب وعائلته

وقال دياب للكومبس “ذهبت إلى القنصلية العراقية لكي يساعدوني في العودة إلى العراق، لكنهم قالوا إنه وفقاً للقانون العراقي تسقط إقامة كل من يخرج خارج البلاد لأكثر من 6 أشهر. في السويد يعتبروننا بلا وطن (statslös) وفي العراق سقطت إقامتنا. لا إسرائيل ولا أراضي السلطة الفلسطينية ولا حتى العراق التي ولدت ونشأت فيها تقبل أن تستقبلني. فإلى أين المفر؟”.

ولفت دياب بشير إلى أن الحكومة العراقية لم تكتف بقرار اسقاط الإقامة فحسب بل إنها تمنعه وعائلته من دخول العراق بشكل دائم، مشيراً إلى أنه في بعض الحالات تسقط الإقامات لمن يخرج من العراق بعد شهر واحد فقد من تركه البلاد، حسب قوله.

ذهب دياب بكتاب القنصل العراقي، آملاً أن تأخذ مصلحة الهجرة بمحتواه كمانع للتسفير ، لكن كتابه لم يغير شيئاً، وكل ما تستطيع العائلة فعله الآن انتظار مضي خمس سنوات لفتح ملف اللجوء من جديد.

يشير دياب إلى أن هناك كثيراً من الفلسطينيين يعانون من هذا التشتت، ويريد من خلال الكومبس تسليط الضوء على الأمر، مضيفاً “لا أريد أن أحكي قصتي للحصول على استعطاف الآخرين. نحن مجموعة كبيرة مهمشة تعاني من التشرد. إذا كنت أحمل أي جنسية أخرى، لبنانية، سورية، عراقية أو أفغانية لكنت ركبت الطائرة إلى بلدي وحاولت بدء حياة جديدة، لكن نحن لا نستطيع القيام بذلك”.

ومنذ أن قطعت مصلحة الهجرة المساعدات عن دياب وعائلته يعيش عند عائلة أخرى ويعمل أولاده بشكل غير قانوني لكي يستطيعوا إعالة أنفسهم.

يقول دياب “منذ سنة أجريت لي عملية قلب مفتوح وبعد لقائي مع الأطباء المتكرر، نصحوني بمقابلة طبيب نفسي بسبب حالتي لكن حتى هذه الزيارات توقفت عنها. بالنسبة للطبيب الـ50 كرون ثمن الزيارة ليس مبلغاً كبيراً لكن بالنسبة لي ولعائلتي يمكنني بهذا المبلغ شراء ربطة خبز”.

ويختتم دياب بشير حديثه بالقول “وضع الفلسطيني يختلف عن جميع الأوضاع الأخرى. هم يصنفوننا بلا وطن وفي الوقت نفسه يريدون تسفيرنا إلى وطن غير موجود!”.

هديل إبراهيم

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.