الكومبس – أوروبية: أقامت السلطات الفنلندية حواجز وأسلاك شائكة وأغلقت أربعة معابر حدودية مشتركة مع روسيا، فيما تجمع عشرات المهاجرين على الحدود خلال اليومين الماضيين، في ظل أزمة سياسية بين البلدين واتهامات لروسيا بأنها تدفع المهاجرين لعبور الحدود.
يتزايد التوتر على الحدود بين روسيا وفنلندا العضو في الاتحاد الأوروبي، مع توافد المزيد من المهاجرين إلى المعابر الحدودية لدخول الأراضي الفنلندية، وسط اتهامات بأن روسيا تسمح للمهاجرين بالمرور دون الوثائق المطلوبة.
السلطات الفنلندية من جهتها اتخذت إجراءات لمنع المهاجرين من الدخول إليها، وأغلقت أربعة (من أصل تسعة) معابر حدودية مشتركة مع روسيا جنوب شرق البلاد.
كما وضعت السلطات منتصف ليل الجمعة 17 تشرين الثاني/نوفمبر أسلاك شائكة وحواجز في معابر فاليما ونويجاما وإيماترا ونيرالا، فيما أفاد حرس الحدود الفنلندي أن عشرات المهاجرين كانوا عالقين يوم السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني، خلف الحواجز التي أقيمت عند نقطتي عبور نويجاما وفاليما.
وجاء قرار التشديد بعد أن اخترق شخصان الحواجز عند معبر نويجاما ودخلا إلى فنلندا، ما دفع سلطات الحدود إلى تعزيز الرقابة بحيث تمنع أي شخص من العبور.
ووصل جميع المهاجرين تقريبا إلى المنطقة الحدودية مستخدمين دراجات، نظرا لأن فنلندا تمنع عبور الحدود سيرا على الإقدام لكنها تتيح مرور الدراجات الهوائية لتسهيل حركة سكان المناطق الحدودية الذين يتنقلون بين البلدين بشكل دائم. إلا أنه منذ 9 تشرين الثاني/نوفمبر وبسبب توافد المهاجرين، قررت السلطات منع مرور الدراجات والسماح فقط للسيارات بالمرور.
فيما قررت فنلندا أن تمنح طالبي اللجوء فرصة لتقديم ملفاتهم فقط عند معبري فارتيوس وسالا الحدوديين. وأمس الأحد 19 تشرين الثاني/نوفمبر، طلب 16 شخصا اللجوء في معبر فارتيوس، وفقا لتغريدة نشرتها وحدة حرس الحدود المحلية على منصة “إكس” (تويتر سابقا).
لكن وسائل إعلام فنلندية، منها صحيفة “IltaLehti”، نقلت عن مصادر خاصة أن حكومة رئيس الوزراء بيتري أوربو قد تقرر إغلاق جميع نقاط العبور التسع على الحدود البرية مع روسيا ليلة 21-22 تشرين الثاني/نوفمبر، إذ تشترك روسيا مع فنلندا بحدود يبلغ طولها 1,340 كيلومترا.
وفيما لا تزال أعداد الوافدين إلى فنلندا منخفضة، قالت السلطات إنها سجلت وصول حوالي 300 شخص خلال الأسابيع الماضية، لكنها تتخوف من تكرار ما حصل في نهاية العام 2015، حينما عبر الحدود حوالي 1,700 مهاجر.
تحدثت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الخميس مع رئيس الوزراء الفنلندي بيتيري أوربو بشأن هذه المسألة. وقالت فون دير لايين على منصة “إكس” بعد الاتصال الذي أجرياه إن “استغلال روسيا للمهاجرين أمر مخزي. أؤيد تماما الإجراءات التي اتخذتها فنلندا. وأشكر حرس الحدود الفنلندي على حماية حدودنا الأوروبية”.
كما تخشى فنلندا من أن تشهد أزمة مماثلة للوضع على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، حيث تجمع على الحدود آلاف المهاجرين في صيف العام 2021، وكانت واجهت بيلاروسيا وروسيا اتهامات بدفع المهاجرين للعبور إلى الأراضي البولندية.
فيما نفت روسيا الاتهامات الموجهة إليها وأعرب المتحدث باسم الكرملين عن أسفه “من سلوك السلطات الفنلندية طريق تدمير العلاقات الثنائية”.
وأضاف بيسكوف أن “روسيا لم تهدد فنلندا قط في التاريخ الحديث، ولم يكن لدينا أي سبب لأي مواجهة. والآن اختاروا هذا المسار. في نظرنا، هذا خطأ كبير”.
اشتد التوتر بين البلدين إثر انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي بعد الحرب على أوكرانيا، الأمر الذي أثار غضب روسيا.