فيروس كورونا: الإغلاق أم التجربة السويدية؟ صحف بريطانية تحاول الإجابة

: 5/23/20, 12:19 PM
Updated: 5/23/20, 12:19 PM
STOCKHOLM 20200522
Socialt distanserade solbadare vid Smedsuddsbadet under fredagen.
Foto: Henrik Montgomery / TT kod 10060
STOCKHOLM 20200522 Socialt distanserade solbadare vid Smedsuddsbadet under fredagen. Foto: Henrik Montgomery / TT kod 10060

نوعت عناوين الصفحات الأولى للصحف البريطانية في عطلة نهاية الأسبوع، إلا أن الكثير منها أعاد كالعادة إثارة السجال حول نجاعة الإجراءات الحكومية في الداخل البريطاني للتعامل مع وباء كوفيد19 وفيروس كورونا مقارنة مع تدابير مماثلة لدول في أوروبا والعالم خصوصاَ في السويد التي تتبع سياسة مغايرة مثيرة للجدل.

تحاول صحيفة “الغارديان” مثلا تسليط الضوء على نتائج تعامل السويد مع الوباء، وهو الموقف الذي يقع تحت تدقيق إعلامي كبيرً في الأيام الأخيرة.

ووفقا لما تنقله الصحيفة عن محررتها “تاي هون كيم” فإن الأرقام التي نشرت الثلاثاء الماضي “تشير إلى أن السويد سجلت أعلى معدل وفيات للفيروس في العالم مقارنة بعدد السكان”، فعدد الحالات المؤكدة بالبلاد تجاوز 32 ألفا بينما وصل عدد الوفيات إلى 3871 “هذه الأرقام أقل من تلك التي كانت موجودة في إيطاليا أو المملكة المتحدة ، لكنها أعلى من تلك الموجودة في البرتغال واليونان” ، وهما دولتان بحجم سكان مماثل للسويد. والأرقام بحسب الصحيفة أعلى بكثير من جيران السويد في الشمال كالنرويج والدنمارك وفنلندا.

ومن المعروف أن السويد لم تفرض أي عمليات إغلاق ولم تجر اختبارات شاملة ،حيث كانت سياستها هي إبطاء انتشار الفيروس عن طريق حث مواطنيها على ممارسة التباعد الاجتماعي الطوعي.

إلا أن الأمر لم يخل من فرض بعض القيود، مثل حظر التجمعات لأكثر من 50 شخصًا ، واشتراط أن المشروبات لا يمكن تقديمها إلا على طاولات الجلوس بدلاً من الحانات.

وبحسب الغارديان فإن الحياة اليومية في السويد ليست كما كانت من قبل “فهناك عدد أقل من الناس في مراكز التسوق ووسائل النقل العام ، وأصبح العمل من المنزل هو النظام الطبيعي الجديد لأولئك الذين يستطيعون. لكن الناس كانوا يواصلون الاختلاط في الهواء الطلق بحرية ، بينما ظلت المدارس الابتدائية ومصففو الشعر ومراكز التسوق مفتوحة”.

اللافت في الأمر بحسب الصحيفة أنه على الرغم من ارتفاع عدد الوفيات ، فإن حوالي 70٪ من السويديين يؤيدون نهج حكومتهم، بل أنه في الواقع ، لم يكن هناك الكثير من النقاش العام أو المعارضة المنظمة للاستراتيجية ، ما قد يعني وفقا لـ “الغارديان” أن المناقشات “تأخذ زاوية اجتماعية واقتصادية أكثر ، بمعنى آخر ، تُعزى أسباب هذه الوفيات إلى أوجه القصور الهيكلية والاقتصادية والاجتماعية ، ولكن ليس على الاستراتيجية الحكومية المتبعة نفسها”.

بريطانيا .. أين نجحت؟ وأين أخفقت؟

بشأن الوضع نفسه في بريطانيا تحاول صحيفة “ديلي ميل” إجراء تقييم لجدوى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة تفشي الوباء.

وأشارت الصحيفة إلى دراسة أجرتها مؤسسة “جي بي مورجان” اعتبرت فيها :”أن عمليات الإغلاق العام قد فشلت في تغيير مسار الوباء ، بل وتسببت في تعطيل سبل العيش لملايين البشر “.

وبحسب الصحيفة فقد قال تقرير نشرته شركة الخدمات المالية العملاقة :”إن انخفاض معدلات الإصابة منذ الرفع التدريجي لعمليات الإغلاق يشير إلى أن الفيروس من المحتمل أن تكون له ديناميكياته الخاصة لا علاقة لها بإجراءات الإغلاق غير المتسقة في كثير من الأحيان”.

وفي صحيفة “أي” ينقل ألبيرت إيفانو عن العالم الحائز على جائزة نوبل السير “بول نيرس” انتقاداته الشديدة لتعامل الحكومة مع الوباء قائلاً:” إننا بحاجة إلى قيادة تجمع بين المعرفة العلمية والعمل السياسي”.

تساءل “نيرس” أيضاَ عن من يقوم بتطوير الاستراتيجية وتشغيلها وتنفيذها؟

وقال عالم الوراثة إنه: “تم ارتكاب أخطاء في عدد من القطاعات ويجب تحسين الاتصال مع بدء المملكة المتحدة في تخفيف الإغلاق العام” مشددا على أن: “الجميع متورط ، ليس السياسيون والعلماء والأطباء فقط ، ولكن كلنا نرتكب أخطاء ، وعلينا أن نحاول أن نتعلم من الأخطاء التي ارتكبت حتى الآن”.

كانت انتقادات “نيرس” لاذعة على وجه الخصوص حيال الفشل حول إجراء الاختبار على سلامة موظفي الرعاية الصحية العاملين في الخطوط الأمامية من الإصابة حين قالً: “لقد سمحنا للعاملين في مجال الرعاية بالتواجد في الأجنحة التي من المحتمل أن يصابوا فيها بالعدوى ، ويصيبون المرضى ، ويصيبون أنفسهم ، وكان من نتيجة ذلك جعل المستشفيات أماكن غير آمنة”.

المصدر: BBC

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.