قانوني لـ”الكومبس”: هذا هو الفرق بين حرية التعبير وخطاب الكراهية

: 4/22/22, 11:28 AM
Updated: 4/22/22, 11:29 AM
من الاضطرابات التي شهدتها مالمو 

Foto: Johan Nilsson / TT
من الاضطرابات التي شهدتها مالمو Foto: Johan Nilsson / TT

“أفضل طريقة للتعامل مع المتطرفين تجاهلهم”

الكومبس – خاص: أثارت الاضطرابات الأخيرة في السويد بعد إقدام المتطرف اليميني راسموس بالودان على إحراق نسخ من المصحف، جدلاً قانونياً في السويد حول الحدود الفاصلة بين حرية التعبير من جهة، والتحريض على الكراهية من جهة أخرى، خصوصاً فيما يتعلق بازدراء الأديان.

وقال المحامي مجيد الناشي لـ”الكومبس” إن “ازدراء الأديان هو ضمن حرية الرأي و التعبير منذ السبعينات في السويد، مما يعني أن الأفراد لديهم كامل الحرية بالتحدث عن الأديان سواء المسيحية أو الإسلام أو غيرهما. ونفس هذا الحق يسمح لنا كأفراد أن نقول مثلاً “حزب اليمين المتطرف” أو “الحزب العنصري”، لكن إذا تكلمنا عن المسيحيين أو عن المسلمين كأفراد فهنا يكون الحد الفاصل، بمعنى أن ذلك يتحول قانوناً إلى خطاب كراهية موجه للمسلمين أو المسيحيين كأفراد، ويصبح هجوماً وتحريضاً على مجموعة من الناس”.

لكن ألا يعني التعبير عن كراهية دين معين كراهية من يتبعه أيضاً؟ ألا يهدف بالودان لاستفزاز المسلمين وإغضابهم بحرق كتابهم المقدس، فلماذا لا يعتبر ذلك كراهية ضد المسلمين؟ يجيب الناشي “هذه المشكلة الرئيسة في الموضوع أن القانون لايرى ماوراء الأمر. برأيي الشخصي أن المشكلة تكمن هنا في هذه الثغرة، أعتقد بأنه من المفترض على الجهات المعنية بتشريع القانون إتاحة دراسة كل قضية على حدة بشكل فردي وأن يلاحظوا الفرق، أي أن يدرسوا الحالة وعواقبها وتاثيراتها على المدى القصير والطويل. شخصياً أرى أن ما حدث من قبل المتطرف اليميني هو “كراهية”، فحرية الرأي و التعبير يجب ألا تتجاوز حدودها بأذية أفراد آخرين”.

هل يعني ذلك أن بلاغات الأفراد لن تأتي بأي نتائج ملموسة؟ يقول الناشي “أنا لست مع فكرة عدم تقديم بلاغات. شرطة مالمو قدمت بلاغاً لأنها أعتبرت أن الأمر تجاوز حرية الرأي والتعبير وتطور إلى كراهية. الهدف من تقديم البلاغ هو القول إننا كأفراد نرى أن ماقام به راسموس بالودان هو “كراهية”، وكثرة البلاغات من المحتمل أن تجعل الجهات المعنية التي تشرع القانون تفكر بالأمر بشكل جدي وتبدأ الأحزاب إعادة دراسة الأمر”.

بعد الاضطرابات وأعمال العنف الأخيرة، هل يمكن أن يحدث تغيير؟ يجيب الناشي “حالياً أصبح الاحتمال ضعيفاً برأيي الشخصي لأنه إذا حدث تغيير فسيكون ذلك وكأنه مر عبر بوابة العنف والشغب، حتى لو كان من المقرر حدوث تغيير فهذا الاحتمال أصبح بعيداً بسبب الخوف من استخدام العنف كوسيلة لتحقيق الغايات”.

ويضيف “اليوم أفضل طريقة للتعامل مع المتطرفين بكل وسائلهم هو تجاهلهم ومواجهتهم باللا مبالاة، لأن هدف اليمين المتطرف هو الحصول على ردة فعل سلبية، لذا أرى من الأفضل ألا يستجيب أحد لغاياتهم لأن العنف مطلبهم ليثبتوا إدعاءاتهم على الدين”.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.