جريمة هزّت السويد.. قتل والدة اسماعيل عبده أنهى “الشرف بين العصابات”

الكومبس – ستوكهولم: يوجه الادعاء العام السويدية اليوم التهم إلى خمسة اشخاص بعد اكتمال التحقيقات في جريمة قتل والدة القيادي في عصابة (فوكستروت) اسماعيل عبده ، وهي الحادثة التي أدت إلى موجة عنف دموية في السويد.

وقالت صحيفة أفتونبلادت أن الادعاء سيوجه تهمة القتل إلى شابين أحدهما يبلغ 15 عاماً والآخر 19 عاماً، كما يتهم 3 آخرين بالتورط في الجريمة التي شهدتها أوبسالا مطلع سبتمبر الماضي.

وأصيبت والده عبده بالرصاص بعد إطلاق نار استهدف شقتها عند الواحدة فجراً، وهي الجريمة التي يشتبه بأن زعيم (فوكستروت) رافا مجيد أمر بتنفيذها بعد انشقاق عبده عنه.

مصدر في العصابات: تجاوز الحدود

ونقلت الصحيفة شهادة أحد المطلعين على الصراع، الذي أكد أن قتل والدة عبده شكل تجاوزاً للحدود.

وقال “في النهاية كان هناك دائماً ما يشبه ميثاق الشرف، ولكنه لم يعد موجوداً، لم يبقَ هناك شرف. العائلات مقدسة ولا يجب أن تمس، اذا كنت ستلجأ للعنف استهدف المتورطين في النزاع، لا الأبرياء”.

وكان مقتل والدة عبده أشعل حرباً دموية بينه وبين خصمه رافا مجيد، استهدف خلالها أقاربهما بتفجيرات وإطلاق نار، ما أسفر عن مقتل أكثر من عشرة أشخاص، بينهم أبرياء لا علاقة تربطهم بالصراع أو طرفيه.

وذكّرت الصحيفة بضحايا من حرب العصابات تلك، بينهم موغوس (25 عاماً)، العامل في الرعاية المنزلية والذي قتل خلال توجهه إلى عمله، على بعد كيلومترات فقط من منزل والدة عبده في أوبسالا. كما ذكّرت بسهى (24 عاماً) التي قتلت في انفجار كان يستهدف جيرانها في أوبسالا أيضاً.

إكسبريسن: شهادات المتورطين

وعرضت صحيفة إكسبريسن شهادات المتورطين في الجريمة، بينهم فتى من بوروس عمره 15 عاماً،. وقال إنه تلقى تهديدات ضده وضد عائلته من عصابة رافا مجيد، بعدما تأخر عن تسليمها أموال مخدرات. كما أمره مجيد بالتوجه إلى أوبسالا ومقابلة المتورطين الآخرين، غير أنه نفى اطلاقه النار.

كما عرضت شهادة شاب آخر من المتورطين قال فيها إن “والدة اسماعيل عبده كانت كل الحكاية”.

ونقلت الصحيفة حالة القلق التي سادت وسط أسرة عبده قبل الجريمة وبعدها، والتحذيرات التي تلقاها أقاربه لمغادرة منازلهم والتخفي خوفاً من الحرب الدائرة.

الشرطة تلقّت تحذيراً قبل الجريمة

وكشفت قناة SVT أن الشرطة تلقت قبل أيام من الجريمة، معلومات من مجهول تفيد بأنه تكليف شخص بتنفيذ عمل عنفي في أوبسالا.

وقال رئيس قسم التحقيق في شرطة أوبسالا، أندرياس باليندر إن المعلومات كانت قليلة وغير كافية لمنع إطلاق النار المميت، ولكنه كشف أن المعلومات ساهمت في القبض على المشتبه بهم في الجريمة.

تداعيات عابرة للحدود

يذكر أن الحرب بين رافا مجيد واسماعيل عبده شهدت بداية عدة أعمال عنيفة في كل من تركيا والسويد، ولكنها تفاقمت بشكل كبير بعد مقتل والدة عبده.

وإضافة إلى السويد، شهدت دول عدة أعمال عنف مرتبطة بالحرب هذه، ومنها العراق، حيث قتل قبل فترة القيادي الحليف لرافا مجيد، مصطفى الجبوري ، على يد مواطن سويدي يشتبه بارتباطه بعصابة عبده.