قراءة في لقاء وزير الداخلية السويدي

: 3/22/20, 5:17 PM
Updated: 3/22/20, 5:17 PM
قراءة في لقاء وزير الداخلية السويدي

الكومبس – خاص: رسائل عديدة واستنتاجات مهمة يمكن الوقوف عليها من خلال متابعة اللقاء الذي أجرته الكومبس يوم الجمعة الماضي، مع وزير الداخلية السويدية ميكائيل دامبيري، لعل أهم هذه النقاط، تركيزه على أن طبيعة تصرفاتنا خلال الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في مسألة إدارة الأزمة والخروج منها. وهو يعني هنا مدى التزامنا بالتعليمات والارشادات والتوجهات التي تصدرها الجهات الحكومية المختصة.
الوزير أجاب على أهم ما يقلق الناس في هذه المرحلة.

دلالات تخصيص مقابلة لمخاطبة متابعي الكومبس من قبل أهم مسؤول مباشر عن الأزمة

قدوم شخصية مهمة تقع الآن على عاتقه مسؤوليات كبيرة، إلى استوديو الكومبس بنفسه، لمخاطبة المتابعين من أفراد وعائلات الناطقين بالعربية وبلغات أخرى، له دلالته، بهذا الظرف، فالرسائل الحكومية يجب أن تصل للجميع، ومن المهم أن يلتزم بها الجميع، أيضا لأننا موجودين على نفس المركب.
فهذا الشخص هو المسؤول الأول حاليا عن تنسيق كل الجهود المتعلقة بهذه الأزمة الجديدة، فهو مسؤول عن جهاز الشرطة وعن سلطة الطوارئ MSN وغيرها من المؤسسات، كما قدم نفسه أثناء المقابلة:

“أنا مسؤول إدارة الطوارئ في حالات مثل حرائق الغابات ومحاولات اعتداء إرهابية كالتي حدثت في ستوكهولم، الآن نحن نتصدى لجائحة وبائية منتشرة حول العالم كما في السويد، ونعمل على التنسيق بين كل دوائر الدولة للقضاء على هذا الوباء، هذه هي مسؤوليتي، كذلك انا مسؤول عن الشرطة وكل القضايا المهمة المرتبطة بالأزمة.”

يجب التعامل بجدية مع الأزمة ومع ما يصدر من تعليمات


من أهم ما جاء أيضا بهده المقابلة التركيز على ضرورة التعامل بجدية كبيرة مع الأزمة، وعدم التهاون حتى بما قد نعتبره إجراء صغير أو ليس له قيمة، كما قد يعتقد البعض.

كلمات الوزير بهذا السياق جاءت على النحو التالي:

“أهمّ رسالة أود توجيهها هو أن يأخذ الجميع المسألة بغاية الجدية، لأن ما نفعله الآن وكيف نتصرف حيال هذه الأزمة هو من سيحدد كيف سننتهي من هذه الأزمة. أهم النصائح والتوصيات الآن هي إذا شعر المرء بالمرض ولو بشكل طفيف، أنه بدأ يسعل قليلاً أو لديه حمّى أو حينها يتوجب عليه البقاء في المنزل حتى لا تنتقل العدوى، كذلك يجب علينا تجنب التواصل الاجتماعي، يجب أن نعزل أنفسنا وهذا طبعاً شيء مزعج ربما لكنه يحد من انتشار العدوى. وأهم شيء أيضاً أن نحمي كبار السن والمريضين، يجب عليهم أن لا يتواصلوا أبداً بشكل مباشر مع أحد، هذا مؤلم فعلاً لكن لابد منه، يمكننا الاتصال بهم عبر مكالمة فيديو، هاتفياً ولنحرص على عدم خروجهم للتسوق بنفسهم، أو الذهاب للصيدلية بنفسهم كما أنه ليس الوقت المناسب لإقامة ولائم الغداء العائلية ، أعلم أن ذلك مزعج فعلاً ولكن إذا أردنا أن نحمي من نحب من كبار السن في عائلاتنا يتوجب علينا فعل ذلك. وبهذا لا يتم إلقاء المزيد من العبأ على قطاع الرعاية الصحية “
الوزير أجاب أيضا على عدة أسئلة اختارتها الكومبس من تعليقات ورسائل المتابعين، منها مصير السويديين والمقيمين والمتواجدين حاليا خارج السويد، في ظل قرار إغلاق الحدود. حيث أكد الوزير على سعي السويد لإعادة الجميع، وتعاون دول الشمال فيما بينها لتأمين طائرات مشتركة لهذا الغرض، ودعوته لمحاول من يستطيع العودة بطرقه الخاصة. كما شدد على أهمية الالتزام بعدم السفر حاليا لأن أغلب دول العالم أغلقت حدودها.

الرد على انتقادات تتهم الحكومة بعدم عمل الكثير لمواجهة الأزمة وعدم إغلاق المدارس

المقابلة تناولت موضوع إغلاق المدارس الذي كان محمور استفسارات وتساؤلات عديدة من قبل المتابعين، إجابة الوزير جاءت على النحو التالي
أعتقد أننا يجب أن نتبع التوجهات التي يقولها خبراؤنا، هذا هو الشيء الأكثر فعالية. على سبيل المثال، لقد أغلقنا المدارس الثانوية والجامعات والطلبة يقومون بالدراسة من منازلهم بدلاً من ذلك. ومع هذا، هناك من يقول إنه لا يجب إغلاق جميع المدارس.

المشكلة ليست التنافس بين السياسيين على إصدار قرارات قد تكون غير مدروسة

ثم يقول خبراؤنا أنه سيكون من السيئ في هذه الحالة إغلاق المدارس على أولئك الذين يعملون في مجال الرعاية الصحية والطبية، أولئك الذين هم الشرطة ، أولئك الذين يعملون مع دور الرعاية ، الذين يعملون في المتاجر التي تمكن الناس من التسوق للحصول على الطعام. هم أيضا بحاجة للذهاب إلى العمل. إنه نشاط مهم اجتماعيًا ، لذا فأنت إذا أغلقت دور الحضانة ورعاية الأطفال سيكون هناك خطر من أن موظفي الرعاية الصحية لن يقوموا بمهامهم وبالتالي من الصعب التعامل مع هذه الأزمة.

إذا نصح الخبراء بإغلاق المدارس سنقوم بذلك

ولكن إذا كانت سلطاتنا المختصة تقول يجب إغلاق المدارس، فحينها نحن مستعدون لإغلاق المدارس. لا أعتقد أن الامر هو منافسة بين السياسيين في اتخاذ الإجراءات لأننا نرى أيضًا أنه سيكون هناك عواقب أخرى الآن على الاقتصاد. فإذا كنت تفضل إغلاق مجتمع ما، ماذا سيحدث للوظائف، وللشركات + كيف يجب أن تكون قادرًا على دعم عائلتك؟ لذا فإن إجراء التوازن هنا مهم. نحن في السويد، نتابع ما يقوله خبرائنا لأننا نعتقد أنهم في الواقع يعرفون أفضل طريقة للحد من انتشار هذه العدوى.

الدنمارك والدول التي تعجلت إغلاق مدارسها تواجه أزمة في عمل مؤسساتها

يبين الوزير دامبيري أن الدنمارك تواجه مشاكل أكبر فيما يتعلق بنقص العاملين
في المستشفيات ودور رعاية المسنين و مجالات أخرى، وأن السلطات السويدية لدينا رأت أن الخطر الأكبر من انتشار العدوى لم
يحدث بين الأطفال واليافعين، الخطر فعلياً على المسنين و المرضى ، هم الفئة الأكثر
عرضة لإصابة بالفيروس.

عواقب الأزمة على أصحاب الأعمال وعلى من فقد وظيفته

الكومبس: العديد من متابعينا هم أصحاب شركات صغيرة وهناك العديد ممن خسروا وظائفهم، إلى متى باعتقادك ستستمر هذه الأزمة؟

الوزير: من الصعب التكهن بذلك للغاية، لأنه يقال دائمًا أن
الأمر يستغرق عدة أسابيع قليلة. الخبراء يقولون من المحتمل أن نتوقع استمرار
الأزمة الى هذا الصيف على الأقل ، إنه وقت طويل جدًا بالنسبة لصاحب الشركة الصغيرة
الذي سيخسر بعض زبائنه . أو إذا كان لديه مطعمًا على سبيل المثال حيث سيتوقف
الناس عن الخروج وما شابه. لذلك هذا وضع صعب. ما نحاول القيام به هو البحث
في كيفية مساعدة الشركات. إحدى الاجراءات هو أن الشركات لا يتعين عليها الدفع
مقابل مرض موظفيها. فالدولة تكفلت هي بدفع تلك التكاليف. كما قلنا لرجال
الأعمال الذين دفعوا الضرائب للدولة، أو ضريبة القيمة المضافة أن بإمكانهم استعادة
ما دفعوه في غضون بضعة أشهر للحصول على بعض السيولة والمال في خزينتهم. لقد
قلنا أن البنوك لديها الكثير من المال حتى تتمكن من إقراض الشركات التي تحتاج إلى
رأس مال إضافي. لذا نحاول المساعدة، ولكن سيتعين عمل المزيد في هذا المجال.
لكن انظر حولك، الدنمارك تحديدًا. البلدان التي تم إغلاقها بالكامل ،
تواجه مخاوف مالية أكبر من السويد.
من المهم أن يكون لديك القليل من برودة
الأعصاب “الآيس كريم في المعدة” للقيام بالأشياء الصحيحة ، ولكن بالنسبة
للعديد من أصحاب الشركات الصغيرة ، أصبح الأمر صعبًا الآن. ونأمل بالطبع أن
تتمكن الدولة من تقديم الدعم المناسب، ولكن عندما لا يكون هناك زبائن لدى
بعض التجار ، يصبح من الصعب جدًا على الدولة تقديم المساعدة على طول الطريق.

ماذا عن نقص بعض الأدوية ومستلزمات التعقيم؟

الكومبس: حالياً يبدو أنه لا توجد مشكلة في نقص المواد الغذائية ولكن ربما هناك نقص بالأدوية ومعقم الأيدي وأشياء أخرى يحتاجها المرء أثناء هذه الأزمة ، ما الذي يجب أن تفعله الدولة حيال ذلك ؟

الوزير: نحن نفعل الكثير. على سبيل المثال فيما يتعلق معقم اليدين الذي وشك على الانتهاء من الأسواق والمراكز الطبية، قابلت مسؤولين في شركة Absolut، الشركة التي تصنع مشروب الفودكا، إنهم ينتجون الكثير من الخمور، لكنهم قرروا الآن تغيير أجزاء من إنتاجهم بحيث يقومون بإنتاج كحول نسبته بنسبة 96 في المائة ليكون صالحا كمعقم لليدين هذه الشركة أنتجت الآن ما مجموعه 200 ألف لتر من المواد المعقمة وهم على استعداد لتزويد مصنعي معقمات الايدي بها حتى يتمكنوا من توفيرها لمراكز الرعاية الصحية لدينا تعاون آخر مع أولئك الذين ينتجون كمامات الفم. لقد توصلنا أمس إلى اتفاق على إمكانية انتاج المزيد من كمامات الفم التي تحتاجها الرعاية الصحية في الوقت الحالي. قالوا لنا أنهم على استعداد لإنتاج 200 ألف كمامة إضافية في كل شهر للسويد.
إذا الدولة تعمل بشكل ممنهج ونحن نعلم مسبقاً عن المنتجات الضرورية المعرضة للنقص تنقص، ونرى إذا كانت هناك شركة سويدية يمكنها تأمين ذلك النقص للتعاون معها، هناك شركة تبرعت بمواد لقطاع الرعاية الصحية وقالت نحن لسنا بحاجة لتلك المواد الآن ، وهذا ما يحتاجه قطاع الرعاية الصحية و دور رعاية المسنين، إن كان أحد ما لديه ما يتبرع به يمكنه فعل ذلك عن طريق هيئة الطوارئ MSB إنها تتلقى حالياً اي مواد يحتاجها قطاع الرعاية الطبية

إيقاف الشاحنات التي تحمل الأدوية والمستلزمات الأخرى أمر خطير

الكومبس: ولكن هل هذا سيأخذ وقتاً طويلا؟

الوزير: بعض الأمر تسير بسرعة. يمكن الحصول على معقمات الايدي
وكمامات الفم بسرعة كبيرة. لقد واجهتنا بعض المشاكل، لأنه تم إيقاف عدد من
الشاحنات في أوروبا. بعد أن أغلقت بعض البلدان حدودها. مع أنه يجب عدم إعاقة حركة
هذه الشاحنات، هذا أمر خطير. في هذه الشاحنات كانت هناك أدوية أو معدات واقية. لذا
فنحن نعمل مع هذه الدول ، ونقول لهم أنه يجب ألا تتصرفوا بهذه الطريقة. يجب أن نحصل على هذه المعدات.
فنحن أيضًا يمكننا إرسال المساعدة إليهم إذا كانوا بحاجة إلى منتجاتنا التي تصنع
في السويد.

تحمل المسؤوليات المشتركة أهم من إرسال الجيش للشوارع لفرض حظر التجول

الكومبس: هل ستفرض الحكومة حظر تجول؟

الوزير: ليس لدينا مقترحا الآن بفرض حظر التجول. من المهم حالياً أن نتحمل أنا وأنت مسؤوليتنا. يجب التأكد من عدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة إذا شعرنا بالمرض.. نتأكد من حماية الأكبر سنًا، حتى لا يقضوا الوقت مع الكثير من الناس. والتأكد من عدم التجمع ضمن أعداد كبيرة، كحفلات وما شابه ذلك. هذا هو أهم شيء يمكننا القيام به الآن. هناك دول استخدمت نوعا ما من منع التجول بمساعدة الجيش. ولكن هذا الإجراء غير صالح لفترة قصيرة إذا كان هذا الفيروس سيستمر حتى الصيف، عندها يجب أن يمتد الحظر بشكل دائم. وليس لمدة يومين أو ثلاثة أيام.

تحمل المسؤولية الجماعية أفضل من إرسال الجنود للشارع

أعتقد أن هناك مسؤولية مشتركة من المفترض أن نتحملها معًا لحماية الجدة والجد والمعرضين للمرض. القيام بذلك هو أفضل من إرسال الجيش إلى الشوارع. هذا الموضوع ليس على الطاولة للبت به لكن إذا أوصت السلطات المختصة ضرورة القيام إجراءاته جديدة، نحن في الحكومة مستعدون لإصدار قرارات جديدة

كيف نساهم في تقاسم المسؤوليات الجماعية؟

الكومبس: تصلنا رسائل عديدة من المتابعين يعرضون مساعداتهم ويريدون المساهمة في مع المجتمع في هذا الظرف، ماذا تقول لهم؟

الوزير: أهم شيء على المتابعين أن يقومون به، هو معرفة والالتزام بالتوصيات والتوجهات الضرورية مثل، إرشادات النظافة وغسل أيديهم، عدم الذهاب إلى العمل إذا كانوا مرضى، تأكدوا من عزل كبار السن. إذا كان بإمكان الجميع إبلاغ الآخرين بذلك، العائلة والأصدقاء. عندما تريد الجدة الذهاب إلى الخارج أو المتجر قل لها يمكنني مساعدتك. تأكد من وقت حضورها، بالنسبة لكبار السن، لا يريدون أن يكونوا بمفردهم. اقضِ وقتًا معهم للتأكد من أنهم لا يستطيعون الخروج في الشوارع للتنزه، ولكن ليس في مكان يوجد فيه أشخاص كثر آخرين. هذا هو الشيء الأكثر أهمية، بعد كل شيء. تحمل المسؤولية بمساعدتهم، والتسوق لهم، وشراء الأدوية لهم.

ضخ البنك المركزي أموال كبيرة للمساعدة في منح القروض للشركات

تأكد من تحمل المسؤولية الجماعية، هذا هو أهم شيء. ثم إذا كنت تعمل في مجال الرعاية الصحية فمن المهم أن تذهب للعمل إذا كنت بصحة جيدة. لأنك مهم في مواجهة هذه الازمة إذا كنت تعمل على حافلة فأذهب لعملك بحيث يتمكن الشخص الذي يحتاج إلى الذهاب إلى المستشفى من ركوب الحافلة للذهاب هناك. أن أولئك الذين يعملون في غرفة طعام مدراس للأطفال الصغار في مرحلة ما قبل المدرسة أذهبوا للعمل لضمان حصول التلاميذ الصغار على الطعام عليك أن تعلم أنه من المهم اجتماعيًا أن تستمر في العمل، لأنه إذا لم يكن ذلك ، فإن الغالبية العظمى من المجتمع سيجدون صعوبة في مساعدة أولئك الذين يحتاجون للمساعدة في الوقت الحالي.
إذا كنت بصحة جيدة، اذهب إلى العمل، حاول المساعدة قدر الإمكان. إذا كان لديك أدنى علامة للمرض، فيجب عليك البقاء في المنزل بشكل خاص.

السويد ستجتاز الأزمة ولن تحدث كارثة ولكن ربما الأيام المقبلة ستكون صعبة

الكومبس: هل السويد ستجتاز هذه الازمة برأيك؟

الوزير: إنني على قناعة تامة بأن السويد قادرة على مواجهة هذه الأزمة ، لكن هذه الازمة يمكن أن تكون أسوأ بكثير مما هي عليه اليوم. هذا ما نستعد له. لذلك ما نقوم به أنا وأنت اليوم ، سيحدد كيف سيكون وضع الرعاية الصحية في غضون أسبوع أو أسبوعين.
لذا علينا الآن أن نفكر ونفعل الأشياء الصحيحة حتى لا تزداد السويد سوءًا. سيكون الأمر أسوأ لكن لن يكون هناك كارثة.
المؤسسات ونظام الرعاية الصحية في السويد تعمل حقا بشكل جيد. الموظفون الذين يعملون في مجال الرعاية الصحية والطبية جيدون حقًا. إذا اضطر أن يأتي الجميع إلى الرعاية الصحية في نفس الوقت، فهذه مشكلة تؤثر على استمرارية عمل هده المؤسسات.
في حال أن الجميع لن يمرضوا في نفس الوقت، عندها سنتعامل بشكل أفضل مع هذه الأزمة.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.