قوارب الموت … هل من بديل؟

: 4/24/15, 12:09 PM
Updated: 4/24/15, 12:09 PM
قوارب الموت … هل من بديل؟

الكومبس – خاص: العديد ممن وصلوا إلى السويد خلال فترة الثلاث أو الأربع سنوات الأخيرة، مروا هم أو عائلتهم بتجربة ركوب البحر بقوارب متهالكة لعدة أيام من أجل الوصول إلى الشواطئ الأوروبية، بحثا عن حياة أفضل، والعديد أيضا ممن استطاعوا أخيرا الوصول، قد يخططون لجلب بقية أفراد أسرهم بنفس الطريقة. فإلى الآن لا يوجد بديل ثالث لخيارين أحلاهما مر، إما البقاء في مخيمات اللاجئين بلا أمل أو التعرض لخطر المجازفة بالوصول إلى هذا الأمل.

غرق قوارب الموت وسط البحر المتوسط أو بالقرب من شواطئه، ليس بالأمر الجديد، لكن ارتفاع عدد ضحايا هذا النوع من الموت، المتزايد بشكل غير مسبوق، مع بداية العام الحالي استصرخ العديد من المنظمات المدنية ووسائل الإعلام في أوروبا، لحث المسؤولين في الاتحاد الأوروبي على معاودة البحث في حلول أكثر جدوى لوقف أو التقليل من عدد الضحايا في البحر المتوسط.

ثمن لفت أنظار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، مرة أخرى إلى قضية “قوارب الموت” كان باهظا، فقد غرق أكثر من 1600 شخص خلال 10 أيام فقط، سبقت اجتماع وزراء العدل والخارجية الأوربيين في 20 من شهر أبريل/نيسان، إضافة إلى رقم مشابه، لضحايا غرقوا وهم في طريقهم خاصة إلى الشواطئ الإيطالية، منذ بداية العام الحالي.

التحرك الأوروبي الجديد والذي أسفر عن معايير جديدة بالتعامل مع الهجرة غير الشرعية، لا يزال غير كافيا ولا يفي بحل المشكلة من جذورها.

978006103.jpg

المعايير الجديدة للإتحاد الأوروبي

فمن ضمن ما توصل إليه وزراء العدل والخارجية في الاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين 20 أبريل/ نيسان، للحد من أزمة قوارب المهاجرين: تحسين إجراءات الإنقاذ ومضاعفة الموارد المالية، وتسريع البت في طلبات اللجوء، على أن لا تتجاوز الشهرين، من تاريخ تقديم الطلب، وتشمل النقاط الأخرى أخذ بصمات المهاجرين وتسجيلهم وتقديم محفزات لهم للعودة إلى أوطانهم.

إضافة إلى تعزيز حملات خفر السواحل التي تحمل اسم “تريتون”، كما سيسعى الاتحاد إلى الحصول على تفويض عسكري لإطلاق النار، كطلقات تحذيرية أو لتدمير قوارب المتاجرين في البشر، عند فرارهم، وترك اللاجئين يواجهن مصيرهم في عرض البحر.

المفوضة الأوروبية، فيدريكا موغيريني اعتبرت الإجراءات الجديدة رد قوي من قبل الاتحاد للحد من مآسي البحر المتوسط قائلة “إن حزمة الإجراءات التي اتخذها الاتحاد تتكون من عشر نقاط، وهي رد قوي من الاتحاد الأوروبي حيال هذه المآسي، وهذا الرد يظهر قدرة جديدة على التعامل مع الأوضاع المستجدة وتوفر إرادة سياسية”.

ولكن هل فعلا يوجد إرادة سياسية لحل مشكلة الهجرة غير الشرعية وركوب قوارب الموت؟ وهل يجب ذهاب هذا العدد الكبير من الضحايا في كل مرة، لكي يجتمع القادة والمسؤولين الأوربيين لاستصدار معايير وإجراءات جديدة؟

المسؤولة في المجلس الاستشاري الاوروبي آسبازيا بابادوبولو، وهو المجلس المختص بشؤون الهجرة والمهجرين والمنفيين انتقدت في حديث مع محطة يورونيوز الإخبارية سياسة الاتحاد الأوروبي الذي لم يتعامل دوما بجدية مع مسألة المهاجرين، حسب قولها، وقالت إن هناك بلدان أوروبية لا تبالي بإنقاذ الناس في البحر المتوسط. مضيفة إن الأوروبيين لم يركزوا على ترتيب استقبال المهاجرين وغالبيتهم من سوريا او اريتريا ولم يعملوا من أجل وضع حد لتهريب البشر، وطالبت الاتحاد الأوربي بتأسيس سياسة واضحة للهجرة وبإعطاء فرصة للهجرة الشرعية.

المسؤولة الأوروبية اعتبرت أيضا نظام دبلن حملا ثقيلا على بعض الدول الأوربية، موضحة ضرورة ابتكار نظام جديد مختلف يؤَمِّن المسؤوليات ويوزعها بين الدول الاعضاء في الاتحاد بشكل متكافئ. مع الأخذ بالاعتبار كيفية توزيع اللاجئين بما يتناسب مع مكان إقامة أقاربهم او معارفهم ليكون لهم مستقبل أفضل.

10490207_10152125226400952_1366082278_n-2.jpg

السويد: تفاعل وردود فعل رسمية

في السويد تفاعلت الصحافة والأحزاب السياسة مع وتيرة ارتفاع عدد ضحايا قوارب الموت، رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين وصف حوادث غرق المهاجرين في مياه البحر الأبيض المتوسط خلال الأيام القليلة الماضية، بالمأساة التراجيدية والكارثية.

ودعا لوفين خلال لقاء مع الراديو السويدي إلى ضرورة إيجاد المزيد من الحلول الفعالة، وذلك عن طريق قيام أكبر عدد ممكن من الدول الأوروبية بتحمل مسؤوليتها عن أوضاع اللاجئين.

اقتراح تفعيل “الهجرة الشرعية” والبحث في إمكانية تقديم طلبات لجوء في السفارات عاد أيضا إلى واجهة تصريحات المسؤولين السياسيين، المقترح واجه انقساماً حاداً داخل الحكومة السويدية، فقد أعلن حزب اليسار والبيئة عن تأييدهما لالتماس اللجوء عبر السفارات، في حين رفضه الحزب الاشتراكي الديمقراطي. المقترح قسم أيضا أحزاب المعارضة فيما بينها فقد أيده المسيحي الديمقراطي ورفضه المحافظين “الموديرات”.

من جهته أكد المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة ديمتري أفراموبولس في أكثر من مناسبة على أهمية السماح للناس بتقديم اللجوء في السفارات الأوروبية بالخارج، عن طريق تعيين ملحق خاص بشؤون الهجرة في كل سفارة.

وقالت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم إن فكرة المقترح جيدة، لكن يجب النظر إليها من ناحية كيفية تطبيقها على أرض الواقع، خاصةً مع وجود ضغط هائل تعاني منه البعثات الدبلوماسية في الخارج.

عماد محمد بعد 18 شهرا من فقدانه 11 شخصا من عائلته:

أتابع بحزن وألم أخبار قوارب الموت

900a7d5653ced7ae2373af54f78f5509.jpg

102df57a1f30743962c250708cee3646.jpg

عبر عماد محمد الذي كان فقد 11 شخصا من افراد عائلته في حادث غرق قارب المهاجرين بتاريخ 11 تشرين الأول / أكتوبر 2013 عن صدمته من استمرار غرق المزيد من قوارب الموت، التي تسببت بفقدان أعز ما يملك.

يقول لـ الكومبس: ” أتابع بحزن وألم شديدين هذه الاخبار، التي تنقلني حتما الى ما مّر بي من شريط مأساة من الصعب أن يذهب عن مخيلتي، مع أنني أحاول قدر الإمكان تجاوز آثار هذه الأزمة”.

عماد بعد أن أخذ الإقامة خصصت له الدولة طبيبا نفسيّا لمساعدته في تخطي الأزمة التي مّرت به. يقول: ” أشكر الدولة التي ساعدتني في ذلك، لكنني استغنيت عن الطبيب لقناعتي بأنني أستطيع تجاوز هذه الأزمة من خلال إيماني بالله وصبري، والإقرار بان ما حصل هو قدر أرداه الله”.

عماد يواظب على تعلم اللغة السويدية في مدرسة SFI وهو في نفس الوقت يتعلمها من خلال التواصل مع عائلة سويدية تساعده في تعلم اللغة.

يلتقي عماد مع العائلة في أوقات مختلفة، مثلاً على كوب قهوة لتبادل الحديث بالسويدية ولمعرفة المزيد عن المجتمع السويدي وعاداته وتقاليده.

يسعى الان الى الحصول على عمل لكي يستطيع إعالة نفسه بنفسه.

عماد كان في القارب الذي غرق قبالة السواحل المالطية يوم 11 تشرين الأول ( إكتوبر ) 2013، وفقد فيه زوجته الحامل التي كادت أن تضع طفلها الجديد، وطفله الصغير، وشقيقين له مع زوجاتهم وأطفالهم. وقد أصيب في رأسه بجروح، وأغمي عليه، أثناء محاولته إنقاذ زوجته وطفله، قبل أن يتم إنقاذه، بعد ذلك من خفر السواحل المالطية

هل الوصول إلى أوروبا يستدعي المخاطرة بركوب قوارب الموت؟

طرحت شبكة الكومبس الإعلامية موضوعا للنقاش عبر صفحتها على الفيسبوك، لاستطلاع آراء المتابعين حول الثمن الذي يدفعه المهاجرون للوصول إلى السويد أو أوروبا وهل يستحق الحصول على إقامة المغامرة بحياة العائلة والأطفال؟

الموضوع لاقى تفاعلا وشهد عدة أراء نختار منها ثلاثة مساهمات:

الصديق Haytham Ayman كتب من ضمن ما كتبه:

من بين كل 10 قوارب يصل فقط 9 وبالنهاية الموت مكتوب ولكن عندما لا تجد طعاما تطعميه لولادك ولا تستطيع منحهم الدفء والحماية، وتنذل أمام عيون اهلك وتروح تتذلل لأي أحد لكي يستضيفك عندها من المؤكد أنك ستركب البحر ..

الصديق خالد خالد:

اعتقد ان الموت واحد سواء في عرض البحر او على أيدي طغاة البشر.

عندما ركبت البحر كنت مدركا تماما انه ربما ينتهي بي الامر في بطون الاسماك ومع ذلك لم اتردد.

والسبب هو ان مجرد التفكير بإحدى النهايات المحتملة لي في بلدي(سوريا) جعلت فكرة ان اكون طعاما للأسماك اكثر امانا وراحة واسهل

Hani Haj Hamdo الصديق

قد تكون فرص الموت في بلادهم اقل من فرص الموت في البحر لا شيء يستحق ان تضحي بحياتك او بحياة عائلتك من اجله.

والمصيبة الكبرى بعد ركوب البحر والمخاطرة ما بتعجبهم اوروبا.

رئيس التحرير: د. محمود صالح آغا

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.