كاتبات عربيات في ضيافة المكتبة الدولية في ستوكهولم

: 11/11/15, 3:44 PM
Updated: 11/11/15, 3:44 PM
كاتبات عربيات في ضيافة المكتبة الدولية في ستوكهولم

الكومبس -ثقافة: بدعم من المعهد السويدي للثقافة استضافت المكتبة الدولية في ستوكهولم، ثلاث كاتبات عربيات متخصصات في أدب الأطفال، وبحضور عدد من الأطفال وعائلاتهم في مكتبة (شارهولمن)، إضافة إلى القائمين على هذا المشروع من المكتبة الدولية.

وقدمت الكاتبات الثلاث قراءات في كتبهن بطريقة مشوقة، تتناسب مع ذهنية الأطفال وتقبلهم لهذا النوع من السرد القصصي، السيدة تغريد النجار أعطت عرضاً إلكترونياً لقصة “جدتي نفيسة”، وقرأت السيدة سمر البراج قصتين هما: “جدتي ستتذكرني دائماً” و “خط أحمر”، أما الآنسة يارا بامية فتحدثت عن ثنائية الرسم والكتابة في قصة “السر الصغير”.

وقد تفاعل الجمهور مع طريقة التقديم الحكواتي وشكل العرض، ودخل البعض منهم في حوارات عديدة مع الكاتبات، حول طرق وأساليب وتقنيات الكتابة للطفل، وأهمية تكرار مثل هذه اللقاءات مع الأطفال العرب وعائلاتهم، وضرورة توافر عدد أكبر من كتب الأطفال باللغة العربية، والسعي لترجمة المزيد من كتب الأطفال إلى اللغة السويدية، وكذلك ترجمة بعض كتب الأطفال السويدية إلى اللغة العربية.

unnamed

الكومبس تحدثت مع الكاتبات العربيات الثلاث، وعن تجربتها في الكتابة للأطفال.

الكاتبة تغريد النجار

كاتبة قصص للأطفال منذ فترة طويلة، وبدأت الآن تكتب للفتيان والكبار، درست التربية والتعليم والأدب الإنكليزي في الجامعة الأمريكية في بيروت، وعملت لفترة وجيزة في التعليم، بعدها توجهت إلى الكتابة وما زالت مستمرة، تملك داراً للنشر منذ زمن بعيد “دار السلوى للدراسات والنشر”، أسستها وسجلتها لدى الدوائر المختصة، في وقت لم تكن منتشرة في الأردن دور نشر للأطفال، وكان من الصعب جداً أن تنشر كتباً في ظل الأوضاع السائدة آنذاك، وأعادت تسجيلها مؤخراً وبدأت بالنشر لها وللآخرين، وأول كتب صدر للنجار عن هذه الدار، هو كتاب “جدتي نفيسة”، تعيش في الأردن وهي من أصول فلسطينية، وتجيد اللغة الإنكليزية، ترجمت كتبها: “ما المانع” إلى اللغة الإنكليزية، و “عندما دق الباب” إلى اللغة السويدية، و “جدتي نفيسة” إلى اللغة التركية.

هل هذه الندوات الثقافية التي تقدمونها في السويد، موجهة إلى أطفال من المهاجرين العرب فقط، أم أنها موجهة أيضاً إلى الأطفال السويديين؟

في الحقيقة إن الغرض من هذه الندوات، هو التواصل مع الأطفال والعائلات العربية، فعندما يعرف هؤلاء الأطفال، أن هناك أدباء جاءوا من أجلهم، يتولد لديهم شعور بالتواصل مع الوطن، وأنا أقدر وأحترم القائمين على هذا المشروع، وقد اكتشفت أن السويديين يؤمنون، بأن لكل طفل الحق في أن يتعلم لغة الأم، وهم يوظفون العديد من المعلمين لهذا الغرض، وأيضاً لهؤلاء الأطفال الحق، في أن يلتقوا بأدباء من بلدهم الأصلي، ولهذا الغرض نحن هنا في السويد، ونحن نتمنى أن تقدم مثل هذه الندوات للأطفال السويديين، وأن نكون هنا من أجل الأطفال السويديين أيضاً، لأجل أن يتعرفوا علينا ويتعرفوا على ثقافتنا، وهذا التوصل يخدم الجميع، فنحن في مجتمعاتنا الشرق أوسطية، نعرف عن المجتمعات والثقافات الأجنبية، أكثر مما هم يعرفون عنا، نعرف عن احتفالاتهم وعائلاتهم ومشاكلهم، وكل هذا من اطلاعنا على أدبهم، وبنفس الوقت هناك تغييب كامل لأدبنا، والآن أصبح نوعاً من الترجمة لا بأس به، وأنا سعيدة جداً بأن المكتبة الدولية في ستوكهولم، بدأت تترجم بعض الكتب العربية، وهذه الكتب المترجمة من الممكن أن تعجب الأطفال العرب، لكن وفي نفس الوقت، أنا أتمنى أن تقوم المدارس السويدية بقراءتها للأطفال السويديين، حتى يتعرف الطفل السويدي على الأدب الآخر، ويتذوق الأدب غير السويدي.

الكاتبة سمر براج

مؤلفة كتب للأطفال، صدر لها مؤخراً كتاب لليافعين وآخر تحت الطبع، ترجمت العديد من كتب الأطفال من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية، درست الإدارة العامة في الجامعة الأمريكية في بيروت، وعملت في الأعمال الإدارة العامة والخاصة، ثم عادت إلى الجامعة مجدداً وحصلت على شهادة في التعليم، وهناك اكتشفت أنها تستطيع أن تكتب للأطفال، لأنها أصبحت أكثر قرباً وتفاعلاً معهم، وعرفت أنهم لا يحبون الدروس العربية كثيراً، فبدأت تكتب منذ عام 2007، وأول كتاب صدر لها كان بعنوان “لم أكن أقصد”، واستمرت في التعليم عشر سنوات، ثم تفرغت للكتابة فقط، لديها الآن 46 كتاباً، كان آخرها كتاب بعنوان “خط أحمر”، وهي مواطنة لبنانية وتجيد اللغات الإنكليزية والفرنسية والإيطالية، وترجم كتابها “جدتي ستتذكرني دائماً” إلى اللغة الإسبانية.

كلنا نعلم أن خيال الأطفال واسع جداً، وأن الكتابة لهم ليست بتلك السهولة، وكل الكتاب الذين يكتبون للأطفال، يحاولون العودة إلى طفولتهم ولو لحين، كيف تكتبين أنت؟

عندما أريد أن أكتب أرجع بالزمن إلى الوراء، أفكر بالعمر الذي أريد أن أكتب له، أفكر بأولادي وتلاميذي وأرى الأمور في عيونهم بكل بساطة، أكتب بلغتهم عن مواضيع تهمهم وتهم أسرهم، ويجب أن تشكل هذه المواضيع ظاهرة يعاني منها أغلب الأطفال، وخلاف ذلك لا يوزع أو يباع الكتاب، خذ مثلاً كتاب “خط أحمر”، الذي يتحدث عن ظاهرة التحرش الجنسي ضد الأطفال، وهي مشكلة كبيرة حقاً، يعاني منها الأطفال في الكثير من بلدان العالم، فقد شعرت أن هناك حاجة لتسليط الضوء عليها، فبدأت بالأمور العامة حتى وصلت إلى الأشياء الخاصة في جسم الطفل، وإن الهدف من هذا الكتاب هو تعليم الطفل كيف يحمي جسمه، ليس بتصويره كضحية، وإنما بإعطائه الثقة بنفسه كي يكون قوياً، ولا يخجل ولا يخاف من مواجهة مثل هذه الحالات، وخذ أيضاً كتاب “جدتي ستتذكرني دائماً”، وهو عن مرض الزهايمر ويتحدث عن امرأة عجوز مصابة بهذا المرض، وعن علاقتها مع حفيدتها، ودور الحفيدة في تنشيط ذاكرة الجدة، وأود أن أقول هنا بأني أكتب في كثير من الأحيان لتسلية الطفل، وقد تكون هناك رسالة صغيرة غير مباشرة ممكن استنتاجها، فأنا لا أحب كثيراً الكتابة المباشرة.

الكاتبة يارا بامية

الكاتبة والرسامة يارا بامية رسامة كتب للأطفال، درست الهندسة المعمارية، وبدأت منذ عام 2009 بالتعاون مع بعض الكتاب ونشر رسوماتها في كتبهم، وكانت لها أول تجربة في عام 2012، أن تكتب وترسم في آن واحد، فكان كتابها “السر الصغير”، ولكنها بشكل خاصة ترسم كتباً للأطفال، ولديها في هذا المجال ثمانية كتب، وكتاب تاسع في الرسم والكتابة، وهي مواطنة فلسطينية، ولدت في رام الله وما زالت تعيش فيها، تجيد اللغتين الإنكليزية والفرنسية، عرضت رسوماتها في مهرجان الشارقة للأطفال، وعرضت عدة مرات في رام الله، وجميعها ضمن معارض الكتب، وتسعى الآن لإقامة أول معرض رسم خاص بها، وترجم كتابها “السر الصغير” إلى اللغة السويدية.

ما هو السر الصغير؟ وكيف تزاوجين بين الرسم والكتابة؟ وهل تشعرين بحرية أكبر في هذا التمازج؟

إن القصة في “السر الصغير” بسيطة جداً، وهي تحكي عن طفلة لديها سمكة صغيرة، أحبت أن تتنزه معها في المدينة بطريقة آمنة، فوضعتها في فمها وأغلقت عليها، ومن الطبيعي أنها لا تفتح فمها ولا تتكلم أبداً، كي لا تسقط منه صديقتها السمكة، لكنها واثقة من نفسها ومن حفاظها على السر الذي تحمله في فمها، الهدف من هذه القصة، أنه ليست هناك مشكلة إذا كنت تبدو غريباً ولا يفهمك الناس، وهي قصة لتشجيع الأطفال على أن يكونوا مختلفين، وبما أني أحب الرسم والألوان، وأرى أن لها خصوصية في فلسطين، لأن اللون تلاشى في حياتنا اليومية، فنرى الأشياء والطرقات والجدران رمادية، فلذلك أفضل الابتعاد عن الواقع الرمادي في قصص الأطفال، وأحب أن تكون كتبهم ملونة وفرحة، وعندما اشتغل على نص ما أفكر بالشخصية كثيراً، بعد ذلك أبدأ في الرسم وأعتمد اسلوب التجريب إلى أن أصل إلى صورة الشخصية، التي تتطابق مع روحها في النص، فأتوقف عند ملابسها وشعرها وكل شيء فيها، لأن هذه الأشياء تعطي دلالات معينة، فالرسم يعطي رسالة موازية للنص، وهناك أشياء لا تستطيع شرحها في النص، ولكن تستطيع أن تجسدها في الشكل، والنص الجاهز يعرفك على شخصيات لم تفكر بها، ويعطيك خطاً مبهماً قليلاً بين النص والرسم، لكن الكتابة والرسم منحتني حرية أكبر في التغيير ومساحة أوسع في التعبير، فأختار ما أريده أن يكون لغة في النص أو لغة في الصورة.

محمد المنصور

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.