الكومبس ـ خاص: “لم أكن أجرؤ على طرح الموضوع على أهلي أو المجتمع المحيط بي فغيّرت مجرى دراستي ولكنني في النهاية عدت لما أحب ” هكذا حققت الشابة كاترين أورز ، الجزء الأول من حلمها في أن تقود طائرة الـ SAS.
ولدت كاترين في طور عابدين في تركيا عام 1987 وهاجرت برفقة أهلها إلى السويد عام 1988 وعاشت في فلين ومن ثم انتقلت برفقة أهلها إلى سوديرتيليا.
تقول كاترين: كنت ابنة الست سنوات حين سافرت مع عائلتي للمرة الأولى على متن الخطوط الجوية التابعة لـ SAS وحينها قدمت الشركة للصغار، كتيبات وملصقات تحمل صوراً لثياب الطيارين، وأتذكر جيداً أنني طلبت من أمي أن تشتري لي ثياب طيّار.
تضيف كاترين: لعلي كنت تلك الصغيرة التي تتفوه بأمور لا تعي ما هي ولكنها بالفعل رافقتني طيلة حياتي وبقيت متمسكة بها إلى أن أصبحت حقيقة.
كيف استطاعت كاترين دخول مجال الطيران؟
تحقيق حلم كاترين أخذ وقتاً وجهداً كبيرين منها، حيث بدأت أولاً بدارسة الاقتصاد لأنها لم تكن تجرؤ على طرح فكرة أن تصبح قائدة طائرة، ولكنها بعد أن انتهت من الدراسة تأكدت أنه ليس المجال الذي تحب.
تقول كاترين للكومبس: لم أستطع أن ألغي فكرة كابتن الطائرة من مخيلتي وأنا أعلم أن ذلك يعتبر شيئاً أقرب للمستحيل بالنسبة لأهلي والمحيط الذي أعيش فيه. لذلك بدأت بأفكار أتحايل بها على عائلتي لأصل لما أريد.
وتتابع: في عام 2006 قررت أن أدرس في القوات الجوية وعندما قدمت أوراقي أرسلوا لي شرط الدخول وهو أن أخدم الخدمة الإلزامية في السويد وذلك أحبطني لأنني أعلم أن والداي لن يوافقا وهما شديدا الخوف عليّ وبالطبع قوبل مقترحي بالرفض من قبلهما معتبرين أن الخدمة العسكرية للشباب وليست للشابات.
وأضافت: بدأت أبحث عن طريقة أخرى للوصول إلى الطائرة فدرست سياحة مدة سنتين وبهذه الدراسة يحق لي أن أقوم بثلاث تدريبات وكل تدريب عشرة أسابيع فبدأت أولاً مع الفنادق ومن ثم مع مكتب سياحي ولكن في المرة الأخيرة خططت أن أحصل على مكان للتدريب مع شركة الخطوط الجوية SAS وبالفعل حصلت على موافقة وفرصة للتدريب في( check in) ,والأجمل أنني بعد أن أنهيت تدريبي عام 2008 حصلت على عقد عمل صيفي معهم بعد ذلك.
تضيف كاترين: بعد أن تنقلت بمجالات عدة في SAS وكان أفراد أسرتي قد تعودوا نوعاً ما على طبيعة عملي في المطار قررت أن أدرس لأصبح قائد طائرة وقلت لوالديّ إن الوقت حان ولن أتراجع عن قراري وبالطبع هما أجابا حينها بأن الطريق طويلة ومتعبة وأنه علي اختيار مهنة عادية ولكنني أصريت وبالفعل بدأت المشوار عام 2015.
دراسة طويلة ومكلفة
وتتابع كاترين حديثها مع الكومبس: واجهت صعوبات عدة في الدراسة، لم يكن الأمر بالسهل والقوانين كانت صعبة للغاية وشروط القبول كبيرة واحتجت لثلاث سنوات حتى استطعت بدء دراستي في فيستروس
أنهيت دراستي في 2020 وعملت كمختصة بمحطة SAS حتى عام 2023 ثم قدمت عملاً في شركة X FLY وبالطبع خضعت أيضاً للتدريب الإضافي والمرتبط برخصة الطيار والتدريب على فئة معينة للطائرات والتي تعتبر صغيرة نوعاً ما وهي تتسع ل 88 مسافراً وتكلفته تقدر ب 20000 يورو والتي ستخصم من راتبي تباعاً خلال عقدي مع الشركة لمدة ثلاث سنوات.
وأشارت كاترين إلى أن دراستها كلفت 970000 كرون دفعتها على ثلاث مراحل خلال فترة عملها مع SAS.
تحقيق الحلم
وتتحدث كاترين عن أول رحلة لها قائلة: أول رحلة لي كمساعدة طيّار مع SAS كانت في سبتمبر 2023 إلى أيسلاند لم أصدق حينها أنني أقود الطائرة وعلى متنها 88 مسافراً لم أشعر بالتوتر مطلقاً بل بالنسبة لي كان حلماً انتظرت تحقيقه طويلاً وحققته وكان شعوراً رائعاً وخاصة أن الطيّار والمدرب الخاص بي كانا داعمين كبيرين لي على متن الطائرة.
وتتابع: لا أصدق أنني بالفعل هنا في قمرة القيادة وأقود الطائرة وبالنسبة لعملي الآن كمساعد طيار يترتب عليَ التركيز على كل ما يخص الطائرة من فحص محركات وفحص الأمان وتتبع الطقس وكل ذلك بالإضافة لقيادة الطائرة مع الطيّار.
تضيف كاترين لدي ٣٠٠ ساعة طيران حتى الآن و سأعمل جاهدة لتصبح 1000 ساعة لأكون طيّار رئيسي ومن ثم مدربة للطيارين . لعل الأمر يحتاج وقتاً ولكنني سأستمر به. وخاصة أن أهلي فخورين بي الآن.
ريم لحدو