الهجرة واللجوء

كيف يؤثر البرد على المهاجرين الذين يعبرون حدود أوروبا؟

: 2/12/24, 5:38 PM
Updated: 2/12/24, 5:39 PM
البرد القارس يهدد حياة اللاجئين إلى أوروبا
البرد القارس يهدد حياة اللاجئين إلى أوروبا

الكومبس – أوروبية: لم يكن “الطقس الشتوي القاسي” الذي بدأ مع مطلع العام سهلًا بالنسبة للمهاجرين الذين يسافرون في كثير من الأحيان عبر طرق سرية، بعيدًا عن المناطق المأهولة بالسكان، فإن البرد لا يمكن أن يعطلهم فحسب، بل يقتلهم أيضًا.في منتصف كانون الثاني/يناير، تساقطت الثلوج الكثيفة على جزء كبير من شمال ووسط أوروبا، حتى على ارتفاعات منخفضة، كما توقفت حركة النقل، وكانت هناك فوضى على الطرق، وتم إغلاق المطارات، مثل فرانكفورت، واضطرت بعض شبكات السكك الحديدية والحافلات إلى التوقف مؤقتًا.

ورغم ذوبان بعض هذه الثلوج ببعض المناطق حاليًا، إلا أن الطقس الحالي أصبح ماطرًا وترافق ذلك برياح قوية، ما قد يجعل السفر والنوم في الخارج مشكلة بالنسبة للمهاجرين والمتنقلين، خاصةً على ارتفاعات عالية، حيث يبقى الثلج معظم فصل الشتاء، وحتى خلال معظم فصل الصيف.

في جبال الألب على الجانب الإيطالي، يتطوع أمين، وهو من المغرب، مع منظمة On Borders التي تعمل مع المهاجرين، في 19 كانون الثاني/يناير 2024، تحدث أمين مع “مهاجر نيوز” حول أوضاع المهاجرين في هذا البرد القارس، ويقول: “هنا في أولكس، بدأ الثلج يذوب في الوقت الحالي.. لكن في كلافيير، التي ترتفع عنا بحوالي 800 متر، أصبح الثلج والجليد عنصرا ثابتًا منذ تشرين الثاني/ نوفمبر حيث الحرارة صفر أو عشرة أو 12 أو حتى 15 درجة تحت الصفر”.

لكن هذا لا يؤثر على المهاجرين بحسب أمين الذي يشرح: “بسبب تشديد الشرطة للمراقبة بالأشهر الأخيرة، يغادر المهاجرون إلى الحدود في وقت متأخر خاصة بالليل، ويتوجهون إلى أعالي الجبال، لسلوك طريقٍ أطول، لكن البرد الشديد والارتفاع لهذه الطرق يجعل جميع الأمور خطيرة للغاية بالنسبة لهم”.

فرنسا: “الموت أو البكاء بردًا”

مطلع العام 2024 وفي شمال فرنسا تحديدًا، أصدرت المحافظة المحلية “تحذيرًا برتقاليًا”، وهو التحذير حول خطورة الجليد باعتباره أحد المخاطر التي يمكن أن تؤثر على المسافرين، بينما حذرت خدمات الإنقاذ الفرنسية من أن معظم المهاجرين لن يعيشوا أكثر من عشر دقائق في درجات حرارة المياه المقاسة في القناة في هذا الوقت من العام إذا سقطوا فيها.

رغم ذلك وفي 18 كانون الثاني/يناير، قالت منظمة ” Utopia 56″، التي تعمل مع المهاجرين في كاليه وباريس، إن خمسة شبان سوريين على الأقل “ماتوا بسبب البرد” في القناة أثناء محاولتهم الوصول إلى المملكة المتحدة.

وبنفس اليوم، نشرت Utopia 56 رسالة على موقع X قالت فيها: “الثلج يتساقط، هناك عشرات الآلاف من الأشخاص ينامون في الشارع وليس لديهم أي مكان يمكنهم النوم فيه”، كما اتهمت المنظمة السلطات الفرنسية “بالاحتفاظ بمئات الأماكن خالية في الملاجئ بينما تُرك آلاف الأشخاص في الشوارع في درجات حرارة انخفضت إلى ما دون الصفر”، وبحسب المنظمة فإن “الأماكن [في الملاجئ] موجودة، لكن الإرادة السياسية أقل وضوحًا بكثير”.

كما نشرت المنظمة مقطع فيديو من باريس يظهر طفلاً صغيراً “يبكي من البرد”، وقال متطوعوها إنهم “كانوا يرون هذا بشكل يومي، وكانوا يرونه منذ سنوات”.

بولندا: “الحرارة قد تنخفض إلى -27 درجة”

في بولندا، على الحدود مع بيلاروسيا، “من المتوقع أن تنخفض الحرارة إلى -27 درجة تحت الصفر”، توضح ماريانا* (اسم مستعار)، وهي عاملة إنسانية تساعد المهاجرين في المنطقة كجزء من مجموعة Grupa Granica، وتقع القرية التي تعيش فيها على بعد كيلومترين فقط من الحدود.

وقالت ماريانا لمهاجر نيوز: “ما يجعل الأمر صعبًا هنا هو أنه لا يمكنك التنبؤ بما قد تفعله درجات الحرارة. قد تبدأ رحلتك عند درجة الصفر، ثم بعد يوم أو يومين يمكن أن تصل درجة الحرارة إلى 20 تحت الصفر أو حتى 27 تحت الصفر.. لدينا الكثير من الثلوج، ربما يصل ارتفاعها إلى متر في بعض الأماكن، وكانت الرياح شديدة. وتتساقط الثلوج كل يومين ولا تذوب. على الرغم من أننا نتوقع بعض درجات الحرارة الأكثر دفئًا قريبًا.”

تعمل ماريانا مع المجموعة منذ عام 2021. وللمساعدة في تمويل دعمهم للمهاجرين على الحدود، أنشأوا مؤسسة، FundacjaBezerkres (مؤسسة Boundless)؛ ويقول موقعهم على الإنترنت إنهم يمثلون “مساعدة لا حدود لها، وخيال لا حدود له، وتسامح لا حدود له، ورحمة لا حدود لها”. توفر المجموعة الماء والغذاء والملابس والأدوية والإسعافات الأولية والأطعمة والمشروبات الدافئة للأشخاص المتنقلين الذين يجدونهم في الغابة.

أوضحت ماريانا إنهم في المجموعة صادفوا مهاجرين غير مجهزين بشكل جيد للظروف الجوية التي واجهوها. وتتذكر ماريانا: “كان البعض يصلون بحذاء غير مناسب، أو حتى بدون أحذية، وكنا نجدهم في الثلج، لكن في هذا الشتاء، مقارنة بالشتاء الماضي، هناك عدد أقل من الأشخاص الذين يصلون بشكل عام ومعداتهم أفضل قليلاً. في الشهر الماضي، لم نتلق أي مكالمات تقريبًا، وكانت هناك عمليات رد أكثر من تلك التي تلقيناها من المكالمات. هناك الكثير من حرس الحدود ويقومون بصد كل شخص تقريبًا على الحدود”.

تتابع ماريانا بحديثها لـ”مهاجر نيوز”: إنهم أجروا مؤخرًا بعض الاتصالات مع مجموعة موجودة على الجانب البيلاروسي، لكنهم لا يستطيعون فعل الكثير لمساعدتهم هناك، وتقول: “آمل فقط أن تسمح لهم السلطات البيلاروسية بالعودة إلى مينسك، لأن الجو بارد جدًا هناك، ووضعهم صعب للغاية، وأحيانًا لا يسمح لهم الحراس على هذا الجانب بالعودة ويجبرون هؤلاء الأشخاص على عبور الحدود.. مرة بعد مرة.”

ومع ذلك، فإن ماريانا والمتطوعون الذين يعملون مع مؤسستها وكجزء من مجموعة Grupa Granica، لديهم “أكياس نوم كبيرة وسميكة” و”خيام خاصة” من شأنها أن تسمح لأي شخص بالبقاء على قيد الحياة لليلة أو ليلتين حتى عندما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

تشير ماريانا إلى أنها، ولحسن الحظ، لم تضطر إلى التعامل مع أي شخص مات في الغابة حتى الآن، إلا أن بعض المتطوعين الآخرين واجهوا سوء الحظ في العثور على أشخاص لم يتمكنوا من النجاة من البرد، لذلك فإن جزء من مهمتهم كمجموعة هو التأكد من عدم حدوث ذلك.

جبال الألب: “رغم الشتاء العشرات يحاولون العبور يوميًا”

تغطي الثلوج الممرات في جبال الألب، حتى في أشهر الصيف، وبالوقت الحالي، يوضح أمين لـ”مهاجر نيوز” عبر الهاتف، أن “هناك حوالي 20 شخصًا في الملجأ يأملون في العبور إلى فرنسا، بينما شهدت معظم أيام شهر كانون الثاني/يناير حوالي عشرة أشخاص في المتوسط يحاولون العبور”. ويوضح أمين أن مئات الأشخاص يحاولون في أشهر الصيف عبور الحدود هنا، لأنها أصبحت معروفة لأولئك الذين يعيشون على طريق البلقان بغياب المهربين. في أماكن مثل فينتيميليا على الساحل الذي يربط إيطاليا بفرنسا، كلما زاد عدد الأشخاص الذين يرغبون في العبور، كلما ارتفعت الأسعار التي يتقاضاها المهربون، على الأقل هذا ما يخبرنا به المهاجرون، كما يقول أمين.

ويتابع المتطوع المغربي: “الكثير من الأشخاص الذين يحاولون العبور هنا يأتون من السودان. وهذه هي المرة الأولى التي يرون فيها الثلوج وليس لديهم أي خبرة بالجبال على الإطلاق، هؤلاء لا يمكنهم أن يتخيلوا أن الجو سيكون باردًا جدًا. وبنفس الوقت هم الأكثر عرضة للخطر، إذ غالبًا لا يعرفون كيفية قراءة الخرائط ويضيعون، لذلك معظم هؤلاء الأشخاص هم الذين تلتقطهم الشرطة أو فرق الإنقاذ الجبلية احيانًا، أما القادمين من إيران وأفغانستان وشمال أفريقيا، القادمين عبر طريق البلقان، فهؤلاء قد واجهوا الثلوج والجبال من قبل، وعادةً ما يكونون أفضل استعدادًا بعض الشيء”.

يوضح أمين أنهم من الناحية القانونية لا يمكنهم إخبار المهاجرين عن الطرق الأفضل، لذلك هم يستشيرون محامين للتأكد حول قانونية المساعدة التي يقدمونها، مثل توفير الملابس والطعام وتزويدهم بالمساعدة الطبية وحتى الاستشارة القانونية حول وضعهم وحقوقهم فيما يتعلق بطلبات اللجوء، ويقول أمين: “ليس مسموحًا لنا أن نخبرهم بالطريق، لكن يمكنني أن أقول لهم ألا يتسلقوا عاليًا، لأن هذا الطريق يؤدي فقط إلى القمة. يُسمح لنا أيضًا أن نخبرهم أنه بمجرد أن يبدؤوا في المشي والتعرق، يجب ألا يخلعوا ملابسهم، لأنهم سيواجهون مشكلة لاحقًا. ونطلب منهم أيضًا إبقاء هواتفهم في وضع التشغيل الكامل، حتى يتمكنوا من طلب المساعدة في حالة ضياعهم أو تعرضهم لمشكلة”.

“البرد بتر ثلاثة أصابع بيد أحد المهاجرين”

“لقد بدأت هنا في شهر مايو/أيار ولا تزال هناك قصة واحدة عالقة في ذهني. التقيت بهذا الشاب وكان قد فقد ثلاثة أصابع في يد واحدة. لقد ضل طريقه واستمر في التسلق أعلى وأعلى. على هذه الارتفاعات، حتى في شهر مايو/أيار، الثلج يتساقط. وبينما كان يتسلق، رأى اللافتة التي تشير إلى أنه تسلق بالفعل ارتفاعًا يزيد عن 2400 متر، وعند نقطة معينة، فقد قفازه في الثلج، وواصل السير بيديه العاريتين، ثم حصل على “قضمة الصقيع. كان من ساحل العاج. وتمكن من الوصول إلى فرنسا في نهاية المطاف، ولكن بأي ثمن؟”

يروي أمين قصة هذا المهاجر ويشرح: الطريق عبر جبال الألب خطير، لكنه جذاب لأنه يتجنب الحاجة إلى دفع أموال للمهرب أو احتمال الاستغلال من قبل العصابات الإجرامية. ويضيف المتطوع الشاب أن سبب قلة المهربين يعود في الغالب إلى أن عبور الحدود يقتصر على طريق واحد فقط تسيطر عليه الشرطة الفرنسية بشكل فعال، ما يدفع المهاجرين إلى الصعود إلى أعلى وأعلى في جبال الألب.

وبأسى يتابع أمين: ” هذا العام حتى الآن، والحمد لله، لم تحدث أي وفيات.. في عام 2023، مات خمسة أشخاص في الجبال. وأغلب الذين ماتوا جاؤوا من السودان. وكان أحد الذين ماتوا قد وصل أساسًا إلى فرنسا، لكن على أبواب مدينة بريانكون، قبضت عليهم الشرطة.. عندما تتم مطاردتك، تنسى أن تنتبه. لقد كانوا يعبرون جسرًا بالقرب من المدينة وانزلقوا للتو. انزلق أحدهم في الجدول ومات غرقًا. وكان الآخر معلقًا على صخرة لفترة طويلة قبل أن يتم إنقاذه في النهاية. تم العثور عليه. وانزلق شخص آخر وغرق أيضًا. وشاب آخر، لا نعرف كيف مات بالضبط، ولكن ربما أصيب بنوبة قلبية أو نوع من المرض ووجدوا جثته على الجبل. معظم هؤلاء الناس فُقدوا أو أصيبوا بالذعر وحاولوا الهروب من الشرطة وانزلقوا”.

“الموت هو الفعل الثابت هنا كل عام”

تعد محاولة الهروب من الشرطة أحد أكبر المخاطر التي يتعرض لها المهاجرون، وبحسب أمين فإن “العديد ممن سافروا عبر طريق البلقان لديهم تجارب سيئة مع قوات الشرطة على طول الطريق. الشباب الذين يأتون إلينا يخبروننا أنهم تعرضوا لهجوم من قبل الكلاب على أيدي قوات الشرطة اليونانية والبلغارية والكرواتية، لقد سُرقت أموالهم، وجُردوا من ملابسهم، وسُرقت هواتفهم”.

ويتابع: “إذا لم يكن الهاتف من صنع جيد، فسوف تقوم الشرطة بتحطيمه حتى لا يتمكن من استخدامه. وغالباً ما يتم إعادتهم عبر الحدود في البلقان بدون أحذية، أو بلا معظم ملابسهم، ربما فقط في سراويلهم، وأحيانًا عراة. لذا، فقد اعتادوا على الخوف من الشرطة. نحاول أن نوضح لهم أن الشرطة الفرنسية هنا لن تضربهم، أو تسرق أموالهم أو هواتفهم، وإذا تم إيقافهم، فلا ينبغي عليهم الهروب. إذا فعلوا ذلك، يتم إيقافهم، ويتم إعادتهم إلى إيطاليا، ولكن إذا حاولوا الهرب، فإنهم يخاطرون بالانزلاق وربما الموت”.

ويشرح أمين لـ”مهاجر نيوز”: “من هنا، تنقل الحافلة الناس إلى كلافيير، وهي آخر مدينة حدودية في إيطاليا، ثم يتعين عليهم السير من هناك إلى بريانكون. وتبلغ المسافة حوالي 18-20 كيلومترًا. لذا، يستغرق معظمهم حوالي ثماني إلى عشر ساعات. وعندما توقفهم الشرطة، يتم نقلهم إلى مركز شرطة النقطة حدودية في مونتجينفرو. هناك، ستتصل الشرطة الفرنسية بالشرطة الإيطالية لمعرفة ما إذا كانت بصمات أصابعهم قد تم أخذها في إيطاليا. إذا كانوا قاصرين غير مصحوبين بذويهم، فستأخذهم الشرطة الفرنسية، حيث لا يُسمح لك بإرجاع هؤلاء، أما إذا كانوا بالغين وسجلت الشرطة الإيطالية بصماتهم، فسيتم إعادتهم إلى أولكس، إلى ملجأنا، غالبًا بواسطة شاحنة يديرها الصليب الأحمر. وهنا يمكنهم الاستحمام وتناول شيء ما والراحة”.

التسجيل الخاطئ للعمر يمكن أن “يدمر الحياة”

على الرغم من أن كل معبر حدودي له تحدياته الفريدة، وأنظمة الطقس والوضع، إلا أنها جميعًا مرتبطة بالرحلات المنتظمة التي يقوم بها المهاجرون. يوضح أمين أن ما يحدث عند معبر سابق يمكن أن يؤثر على ما يحدث لاحقًا.

ويقول: “إحدى أكبر المشاكل التي نراها في هذا المجال هي أن الكثير من الشباب يتم تسجيلهم كبالغين عند وصولهم إلى لامبيدوسا. لذلك، على الرغم من أن أعمارهم قد تكون 16 أو 17 عامًا فقط، إلا أنه يتم تسجيلهم كبالغين في النظام وبالتالي يتم إعادتهم على أي حال، وتدمر حياتهم، حيث ليس لديهم الحق في الدراسة أو الحصول على الدعم من قبل السلطات بسبب خطأ في تسجيل أعمارهم”.

ويتابع المتطوع الشاب الشرح بأن معظم الناس يحاولون عبور الحدود مرتين أو ثلاث أو أربع مرات. ويقول: “نحاول أن نشجع الناس على قضاء ليلة واحدة على الأقل للتعافي في الملجأ قبل محاولة العبور إلى فرنسا مرة أخرى”. “معظم الأشخاص الذين يتم القبض عليهم يبقون مستيقظين طوال الليل في الجبال. لا يوجد مكان للنوم عندما تقبض عليهم الشرطة. لا يعطونهم أي شيء يأكلونه، أو أي مكان للنوم، لذلك عندما يعودون إلى هنا، يكونوا في أسوأ حال.”

وفي الوقت الحالي، وبسبب الطقس، يصل عدد أقل من الناس إلى الجبال، كما يقول أمين. “الطقس غالبًا ما يكون قاسيًا للغاية في البحر الأبيض المتوسط، وحتى أولئك الذين يسافرون عبر طريق البلقان يعوقهم الشتاء، معظم المهاجرين يعرفون أنه بمجرد عبورهم هذه الحدود هنا، فإن بقية الحدود من فرنسا تصبح أقل سيطرة. على سبيل المثال، إذا كانوا يريدون الوصول إلى إسبانيا أو ألمانيا. ولكن بالنسبة للرجال السودانيين الذين يمرون من هنا، فإن معظمهم لا يستطيعون التحدث بالفرنسية ويأملون في الوصول إلى المملكة المتحدة”.

مهاجر نيوز 2024

إيما واليز

ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية و DW

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.