الكومبس – ثقافة: تعتبر جائزة «استريد ليندغرن» لأدب الاطفال والشباب، ابرز جائزة في هذه الفئة في العالم، وقد اسستها الحكومة السويدية بعد وفاة الاديبة السويدية استريد ليندغرن في عام 2002.
يطلق البعض على هذه الجائزة اسم جائزة نوبل لأدب الطفل، لأن السويد هي التي ترعاها، مثلما ترعى جوائز نوبل، واعضاء لجنة التحكيم فيها سويديون 100 في المائة، كما انها تسلم في احتفالية شبيهة باحتفال تسليم جائزة نوبل، لكنها تختلف عنها من حيث القيمة، فالحاصل على جائزة استريد ليندغرن يمكن ان يكون كاتبا او رساما او منظمة تعمل في مجال ترقية أدب الطفل ويحصل على 550 الف يورو، بينما يحصل الحائز على جائزة نوبل مبلغ 900 ألف يورو.
آسرة قلوب الأطفال
في بلاد فيفي بغرانداسييه، لا نمزح مع البطلة الوطنية، آسرة قلوب الاطفال الذين تقل اعمارهم عن 12 عاما، ولا مع الشخصيات الصغيرة التي دافعت عنهم طيلة حياتها.
واستريد ليندغرن هي من اخترع شخصية فيفي بغرانداسييه، بطلة سلسلة روايات كتبتها هذه الروائية للطفل ابتداء من عام 1945، حيث تعتبر ليندغرن من ابرز الشخصيات الادبية في السويد. وفي استوكهولم يستحيل ان يقضي السائح يوما واحدا دون ان يشاهد نسخة عن فيفي بغرانداسييه، هذه الفتاة المعروفة بتسريحة شعرها الخاصة، التي ارتبط اسمها بثلاثة اجيال في السويد والعالم ولا تزال تشد انظار الاطفال من خلال الرسوم المتحركة الى اليوم.
حين توفيت استريد ليندغرن في عام 2002، عن عمر يناهز الرابعة والتسعين، قررت الحكومة السويدية اطلاق جائزة «ألما» لتخليد ذكراها بقيمة 5 ملايين كورونا، ويشترط قانون الجائزة ان تمنح الجائزة لشخص يقترب من روح وفكر استريد ليندغرن بغض النظر عن الجنسية واللغة.
وكانت هذه الاديبة السويدية تردد دوما «الموت والحب هما اكبر حدثين في الحياة، انهما يهمان كل الاعمار، ليس علينا ان نرعب الاطفال، وانما ينبغي ان ندفعهم الى الادب مثلهم مثل الكبار»..
كتاب مع «برغر»
منذ عشرة اعوام بدأت محلات ماكدونالدز في السويد بتوزيع كتب مع وجبات الاطفال بدل اللعب، بعد ان تنازل كتاب ورسامون سويديون عن حقوق التأليف لعملاق الاغذية السريعة، الذي تكفل بطبع كتب الاطفال وتوزيعها مع الوجبات، وقد أطلقت هذه الحملة في البداية تحت شعار «كتاب مع برغر».
ففي عام 2000، لاحظت جمعية لاسروريلسان، المهتمة بالتربية، بأن عدد الآباء الذين يقرأون لأطفالهم في تراجع، فيما لاحظت عدم توافر اي كتاب في بعض المنازل السويدية، ومن هنا ولدت فكرة استهداف الاسر في الاماكن التي يترددون عليها بكثرة مما دفعها الى اقتراحها على ادارة ماكدونالدز.
في البداية لم تحظ هذه المبادرة بالترحيب في السويد، لأنها جمعت الكتاب بعلامة اميركية، كما ان بعض الكتاب رفضوها مطلقاً، لكنها اليوم اصبحت متجذرة في المجتمع السويدي وانتقلت الى بعض الدول الاوروبية. فقبل عامين قرر كل من الدانمرك وفلندا والنرويج استبدال اللعب، التي تمنح للأطفال مع الوجبات السريعة، بكتب وقصص مفيدة.
والوصول الى الاطفال، الذين لا يقرأون، من ابرز اهداف المكتبة الدولية التي تحتضنها المكتبة الوطنية في استوكهولم. ويقول لاري لامبرت مدير هذه المؤسسة: «من حق اي طفل في السويد ان يعثر على كتاب بلغته الاصلية». فهذه المكتبة تحتوي على مجموعة مهمة من قصص وألبومات الأطفال ب 120 لغة ويمكن أن يدخلها أي طفل او شاب في السويد.
كل المواضيع
وإذا كانت تظاهرات الضواحي الأخيرة هزت الرأي العام الذي عبر عن فشل سياسة ادماج المهاجرين في السويد، فإن أدب الشباب والطفل لا يزال يعتبر هناك احدى وسائل الضغط القوية لتحريك العقليات في هذا البلد الاسكندنافي، ذلك ان الحرية مكنت الأدباء والكتاب من تسليط الضوء على كل المواضيع، بما فيها الأكثر صعوبة. وجولة الى المعهد السويدي لأدب الشباب تكفي لاثبات ذلك. ففي هذا المعهد الذي تموله الدولة، نكتشف ثورة في هذا القطاع.
والمعهد يمنح ايضا حقوق الملكية الفكرية لكل المؤلفات التي تعالج قضايا الشباب.
إعداد سليمة لبال
القبس