الكومبس – تحقيقات: تسعى مصلحةُ الهجرة السويدية الى معرفة المزيد من المعلومات حول طبيعة الأوضاع الحالية في العراق، ومعرفة الدوافع الحقيقية لهجرة الناس من هناك الى السويد، رغم أن هذه الهجرة قلّت الى حدود كبيرة جداً خلال السنوات القليلة الماضية.
ومعروفٌ أن السويد لاتمنح الإقامات لطالبي اللجوء العراقيين، إلا في حالات فردية نادرة جداً، وتقوم منذ عام 2008 بإبعاد الذين حصلوا على قرارات بالرفض النهائي قسراً الى بغداد، في إطار مذكرة التفاهم التي وقعتها مع وزارة الخارجية العراقية في شباط ( فبراير ) 2008.
وخلال الأسبوع الجاري، زار وفدٌ من مصلحة الهجرة السويدية مدينة أربيل في أقليم كردستان العراق، لزيادة المعلومات حول الأوضاع هناك، ومعرفة خيارات الهجرة واللجوء، بحسب ما ذكر موقع المصلحة على الإنترنيت.
وضم الوفد ثلاثة مسؤولين زاروا مدينة أربيل عاصمة أقليم كردستان العراق، وإلتقوا عدداً من البرلمانيين ومسؤولين في قضايا الهجرة بالعراق، لمعرفة وتبادل المعلومات حول مشروع " الطريق الجديد "، الذي يموله صندوق التكامل الآوروبي، الذي يهدف الى معرفة " لماذا يهاجر الناس الى السويد".
لكن هذه الزيارة لم تشمل بغداد بحسب موقع المصلحة، ولم يكن هناك اية إشارة الى تقييم الأوضاع في وسط وجنوب العراق. كذلك لم يتم الإشارة الى تطورات الأوضاع الأخيرة.
وقالت نينا يوهانسون رئيسة وحدة أعمال مجلس الهجرة في ستوكهولم، إن المشروع خلُص الى وجود حاجة كبيرة الى المعلومات حول الخيارات المُتاحة أمام الفرد الذي يريد الهجرة الى السويد. وأضافت أن المعرفة حول العمل في السويد قليلة، وعبرت عن الأمل أن يقوم هذا المشروع بتوفير المعلومات حول سوق العمل، ورفع مستوى الوعي بالحياة والأوضاع في السويد قبل الهجرة اليها.
نينا يوهانسون في أربيل بالعراق
رؤية سويدية وواقع عراقي مختلف
إختيار أربيل بدلاً من بغداد قد يثير التساؤل لدى كثيرين، خصوصا أن مايحدث في وسط وجنوب العراق مختلف تماما عن الشمال. وإذا كان الوفد السويدي نشر في موقع مصلحة الهجرة صوراً للبناء والحياة العادية في أربيل، في دلالة على الإستقرار وإستتباب الأمن هناك، إلا أن جميع العراقيين يعلمون أن هذه الصورة مختلفة تماما في بغداد والمحافظات الأخرى.
لكن هل الدول التي تمنح اللجوء معنية بإستتباب الأمن في كل مناطق العراق؟ فبحسب عدد من طالبي اللجوء العراقيين المرفوضة طلباتهم، تحدث إليهم موقع " الكومبس " فإن الهجرة السويدية أبلغتهم في قرارات الرفض، أن بإمكانهم إذا كانوا يشعرون بوجود خطر على حياتهم، التنقل الى اقليم كردستان العراق والعيش هناك، بإعتبار المنطقة تابعة للعراق. وهذا الموقف نابع من سياقات قانونية تُتيح رفض طلبات لجوء أشخاص معرضون للخطر في بعض المناطق وليس كل البلاد.
وبحسب التقارير الإعلامية فان السكن في أقليم كردستان مُتاح لجميع العراقيين، لكن يتم وفق إجراءات أمنية معقدة، ووسط غلاء الإيجارات ومستوى المعيشة، وهي أمور تعقد كثيرا إمكانية الإستقرار فيها للاشخاص الذين صرفوا كل مدخراتهم في السفر الى اوروبا والعودة للبلاد مرة ثانية.
صورة لمدينة أربيل نشرها موقع مصلحة الهجرة
اللاجئون غاضبون
وفي تعليقات لقراء الكومبس على الفيسبوك حول خبر الزيارة قال مصطفى جباري: " هي مسرحية لطمس حقيقة المرء التي يعيشها في العراق. هذه اللجنة سوف تزور أماكن معينة محددة ومهيئة قبل اشهر لاستقبال هذا النوع من الوفود، إما تكون داخل المنطقة الخضراء أو المناطق القريبة منها أو احد مناطق المسؤولين الحكوميين التي بها الخدمات١٠٠٪ أو بمناطق كردستان العراق. وبعدها يأتي هذا الوفد ويقول ان العراق بلد امن ومستقر جدا، فهو لن يذهب الى المناطق المنكوبة والعوائل المشردة طائفيا من قبل الميلشيات الحكومية أو السجون والتعذيب الذي يلحق بالمواطن العراقي الشريف. هذه المهازل معروفة من قبل الحكومة السويدية لانها لا تعترف بهذه الجرائم لان حكومة العراق مباركة من قبل أمريكا".
أما سندس عمر ( 48 ) عاما من بغداد، ولديها ثلاثة أطفال، تعيش في السويد منذ أربع سنوات قالت: " الشرطة تطالبنا بالرحيل وتهددنا بالطرد وتقول يمكن لكم الذهاب الى كردستان والعيش هناك". تضيف: " هل تعرف الشرطة والحكومة السويدية أن الحياة في الشمال غالية جدا ولايمكن لنا العيش هناك، لاننا صرفنا كل مدخراتنا على الوصول الى السويد؟".