لا أحد يسمعهم.. سائقو “فودورا” يشتكون قلة الأجور وسوء بيئة العمل

: 3/1/23, 4:14 PM
Updated: 3/1/23, 4:14 PM
Foto: TT (تعبيرية)
Foto: TT (تعبيرية)

سائقون للكومبس: أسعار الوقود مرتفعة ونواجه خطر التعرض للمخالفات

سائق دراجة: ننتظر الزبائن تحت المطر والمشروبات تنسكب علينا

الكومبس – خاص: انتقادات حادة وُجهت لشركة فودورا، واحدة من أكبر شركة توصيل الطعام في السويد، التي تتعاون مع أغلب المطاعم في كافة المدن السويدية. الانتقادات تأتي من المطاعم نفسها ومن سائقي الشركة.

سائقو الشركة يشتكون أنها لم ترفع أجور العاملين فيها رغم الارتفاع الكبير في أسعار الوقود خلال العامين الأخيرين. ويقولون إنهم يشتكون دائماً لمديريهم عن سوء بيئة العمل وقلة الأجور لكن لا أحد يسمع صوتهم.

ويذكر أن النسبة الأكبر من العاملين في فودورا هم من القادمين الجدد إلى البلاد، والطلاب الباحثين عن عمل إضافي بجانب دراستهم.

خالد (اسم مستعار)، قدم إلى السويد منذ ست سنوات، انتهى عقد عمله ولم يجد عملاً آخر فاختار العمل مع شركة فودورا في إحدى المدن الصغيرة جنوب البلاد ليعيل نفسه وكي لا يعتمد على المساعدات. يقول خالد للكومبس “أعمل في فودورا منذ ثلاثة أشهر، أي خلال فترة الشتاء، بدايةً ومنذ اللحظة الأولى شعرت بالانزعاج من بيئة العمل، حيث لم أحصل على الملابس الشتوية الخاصة بالعمل بدعوى أن الملابس الجديدة لم تصل لمكتب مدينتنا، مع العلم أني مجبر على ارتداء الملابس التي توضح أني أعمل في فودورا، ولم أكن حينها قد حصلت إلا على قميص صيفي، وبعد شهر من العمل وصلت الملابس الشتوية وليتها لم تصل، إذ حصلت على سترة مطرية ربيعية، إن ارتديتها في الربيع فسأبرد”.

اضطر خالد لارتداء سترة شتوية خاصة، وفوقها السترة المطرية الخاصة بالشركة. ولم تكن هذه مشكلته الوحيدة فالأجور منخفضة جداً مقارنة بغلاء المعيشة وارتفاع أسعار الوقود.

Foto: Stina Stjernkvist / TT (تعبيرية)

مخاطر المخالفات

يبلغ تعويض الوقود للسائقين خمسة كرونات للكيلومتر واحد من المطعم إلى منزل الزبون، أي أن الطريق من منازل الزيائن إلى المطاعم يكون على حساب السائقين ولا تغطيه الشركة.

ألكس (اسم مستعار فضل عدم ذكر اسمه)، طالب جامعي في ستوكهولم، يعمل في إحدى بلديات العاصمة سائق توصيل طلبات، ويشتكي كسابقه من بيئة العمل. يقول ألكس للكومبس “اعمل بجانب دراستي، للحصول على دخل إضافي يعيلني، الحياة في ستوكهولم تكلف كثيراً ويحتاج الفرد للعمل بجانب الدراسة، لكن كنت أفضل لو وجدت عملاً أفضل من فودورا”.

ويضيف “يجب علينا كسائقين إيصال الطلب لمنزل الزبون مباشرةً، لكن ذلك ينطوي على مخاطر. الشركة لا توفر لنا تصاريح وقوف للسيارات في المناطق السكنية أو أمام المطاعم، وفي كثير من الأحيان نضطر لركن السيارة في مكان بعيد بعض الشيء عن المطعم أو منزل الزبون، إن قمنا بحجز موقف مقابل مبلغ مالي، فلن نستفيد من العمل، لذلك نكون في خطر دائم من الحصول على مخالفة وقوف خاطئ. تواصلت مع الشركة وشرحت لهم الأمر وقالوا إنهم سيدرسون الأمر، لكن اكتشفت لاحقاً من أحد الزملاء الآخرين أنهم يدرسون الأمر منذ أكثر من عام دون حلول”.

(تعبيرية) Foto: Tomas Oneborg / SvD / SCANPIX

ويواصل ألكس “جميعنا نعرف طبيعة المجمعات السكنية هنا في السويد عموماً، فمن غير المسموح للسيارات غير المصرح لها بالدخول بين الأبنية، وأحياناً يكون منزل الزيون بعيداً عن موقف السيارة 10 دقائق، فبجانب خطر الحصول على مخالفة، يضيع من وقت العمل عشرين دقيقة دون مقابل ونحن نعمل كأقصى حد أربع ساعات متواصلة في اليوم وسعيد الحظ هو الذي يتمكن من الحصول على وقتيين للعمل في اليوم الواحد”.

قمنا بعملية حسابية سريعة لمتوسط وقت توصيل الطلب الواحد حسب الأوقات التي قالها ألكس. يحتاج السائق بين 6 إلى 10 دقائق للوصول إلى المطعم، ويحتاج أيضاً من 6 إلى 10 دقائق للوصول إلى عنوان الزبون في المجمع السكني، وفي أحسن الأحوال يأخد وقت تسليم الطلب للزبون 8 دقائق وفي أسوئها 20 دقيقة، في المجموع يتضح أن الطلب الواحد يحتاج من السائق حوالي 20 إلى 40 دقيقة.

Foto: Magnus Hjalmarson Neideman / SvD / TT (تعبيرية)

هذا ما يحصل مع السائق في ساعة كاملة

وتتبعت الكومبس أحد سيارات توصيل الطعام لمدة ساعة كاملة لمعرفة ما يحصل على أرض الواقع، وكانت النتائج كالتالي: استطاع السائق توصيل طلبين خلال هذه الساعة، المسافة بين العناوين التي تنقل بينها السائق من المطعمين إلى الزبونين لم تكن كبيرة، وركنت السيارة خلال التنقلات الأربعة ثلاثة مرات بشكل خاطئ، واضطر السائق للمشي حوالي 20 دقيقة خلال التنقلات الأربعة. الطقس كان ماطراً، وانتظر السائق في أحد المطاعم 7 دقائق حتى حصل على الطلب الذي يفترض أن يكون جاهزاً فور وصوله، وانتظر أمام أحد منازل العملاء 9 دقائق تحت المطر حتى فتح الزبون الباب.

وفي تواصل آخر من الكومبس مع أحد العاملين في فودورا ولكن هذه المرة على الدراجة الهوائية، والذين عادة ما تعتمد عليهم فودورا للتوصيل في أواسط المدن، قال ياسر (اسم مستعار) نبذل مجهود أكبر بكثير من المردود الذي نحصل عليه، ونعاني الأمرّين من صعوبة الطقس. لا أعرف كيف لا تفرض الشركة على المطاعم نموذجاً لتسليم الطعام لنا كسائقي دراجات نحمل حقيبة الطعام على ظهرنا، لقد حملت عدة مرات مشروبات بكؤوس كرتونية غير مثبتة بشكل جيد، ما أدى لانسكاب المشروبات، لا أعلم حقاً إن كان الخطأ من الشركة وأنها لم تعطي المطاعم نموذجاً أم أن المطاعم لا تلتزم، ولكن ما أعرفه أن الشركة لم تتحرك وبقي الوضع على ما هو عليه ونعاني دائماً من هذا الخطأ”.

تعبيرية Foto: Henrik Montgomery/TT

رفض العاملون جميعاً ذكر أسمائهم خشية أن يخسروا أعمالهم، لذلك اخترنا في هذا التقرير نشر أسماء مستعارة للعاملين، وأي تطابق مع الأسماء هو من وحي المصادفة.

الكومبس تواصلت مع المسؤولة الصحفية في شركة فودورا للحصول على تعليق ولم يصل رد من الشركة حتى ساعة نشر التقرير.

علاء يعقوب

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.