الكومبس – خاص: تنتشر هذه الأيام، إشاعات ومعلومات كثيرة، يجري تناقلها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، بشكل غير دقيق وغير مسؤول، تفيد بأن السويد فتحت باب اللجوء الجماعي للعراقيين، وأصبحت تعاملهم كما تعامل السوريين.
وتصل “الكومبس” بشكل يومي، رسائل وإتصالات وإستفسارات، حول حقيقة ما يجري تداوله، عن أن السويد تمنح الآن الإقامات الى العراقيين بسهولة، وبشكل جماعي، كما يحدث للسوريين، حتى أن جزء من هذه المعلومات يتحدث عن “فتح لم الشمل” الجماعي، الذي يتيح للعراقي المقيم في السويد، لم شمل إخوانه وأخواته وحتى أقاربه.
تتزامن هذه الإشاعات مع أزمة اللاجئين، وفتح بعض الدول، مثل ألمانيا والنمسا لحدودها بشكل نسبي لهم، وكذلك مع ازدياد ظاهرة الهجرة من جميع مناطق العراق تقريبا، بما فيها أقليم كردستان العراق، ومناطق الجنوب، الهادئة أمنيّا.
معلومات غير صحيحة
يمكن التأكيد بشكل قاطع، أنه لا يوجد أي تغيير في كيفية معالجة قضايا العراقيين من قبل مصلحة الهجرة السويدية، التي لم تصدر أي شيء رسمي بذلك، ولا تزال تعالج القضايا، بحسب آخر تقييم أصدرته الإثنين 20 تشرين الأول ( أكتوبر ) 2014، (إنقر هنا لقراءة التقييم ).
كذلك لم تقر السويد أية إستثناءات للذين لديهم بصمات في دول أخرى وفق إتفاقية دبلن، لا للعراقيين ولا حتى للسوريين، كما فعلت ألمانيا، بل على العكس من ذلك تماما، أعلن وزير الهجرة السويدي بشكل واضح ان السويد لا تزال متمسكة بتطبيق هذه الإتفاقية.
هل يكفي ان تكون من مناطق غير خاضعة للحكومة العراقية للحصول على الإقامة؟
بحسب التقييم الذي أصدرته مصلحة الهجرة، فان طالبي اللجوء القادمين من المناطق التي تقع تحت سيطرة داعش لهم فرص أكثر من غيرهم في الحصول على الحماية، لكن هذا لا يعني أن كل من يأتي من هناك سيحصل على الإقامة، فقد رفضت مصلحة الهجرة العديد من طلبات اللجوء لأشخاص من الموصل على سبيل المثال، بحجة ان بإمكانهم العودة للعراق والعيش في مناطق آمنة أخرى، مثل أقليم كرستان أو مناطق الوسط والجنوب.
هل يحصل أبناء الأقليات القومية على الإقامة؟
رغم أن مصلحة الهجرة تدرس قضايا الأقليات القومية والدينية العراقية، كالمسيحيين والإيزيديين والأرمن وغيرهم بشكل فردي، إلا أنها لا تمنح الإقامات للعديد منهم، وتبلغهم في قرارات الرفض ان بإمكانهم العيش في مناطق أخرى من العراق. ولا تمنح السويد الحماية على الأغلب لأبناء هذه الفئة القادمين من أقليم كردستان العراق، وكذا الحال بالنسبة الى طالبي اللجوء الأكراد فهم يعاملون بشكل فردي. ( المقصود بشكل فردي، ان التحقيق يركز على الأسباب الشخصية الفردية لطالب اللجوء، وليس الوضع العام، حيث تعتبر مصلحة الهجرة العراق بلد يشهد صراعات لكن ليس نزاعا مسلحا، وهو ليس في حالة حرب، رغم الأوضاع الأمنية في بعض المناطق).