لماذا يصر البعض على إدعاء أن "انتحاري استوكهولم" فلسطيني

: 8/28/12, 12:33 AM
Updated: 8/28/12, 12:33 AM
لماذا يصر البعض على إدعاء أن "انتحاري استوكهولم" فلسطيني

الكومبس – هذا المقال وصلنا من القارئ فاضل شاهين ونحن ننشره ضمن مقالات الرأي مع التأكيد على أنه يعبر عن وجهة نظر كاتبه، وليس بالضروروة عن رأي الكومبس :

الكومبس – هذا المقال وصلنا من القارئ فاضل شاهين ونحن ننشره ضمن مقالات الرأي مع التأكيد على أنه يعبر عن وجهة نظر كاتبه، وليس بالضروروة عن رأي الكومبس :

نشرت وكالة كردستان العراق (أكا نيوز) اليوم الإثنين خبر حكم محكمة غلاسكو البريطانية على المتهم الجزائري بقضية تقديم دعم مالي لمنفذ عملية استوكهولم الانتحارية، تيمور عبد الوهاب عام 2010، ولم تنسى الوكالة وضع كلمة "فلسطيني" قبل اسم وصفات منفذ الهجوم. كما كانت بعض وكالات أنباء عراقية إضافة إلى منتديات أخرى قد ركزت في نقلها وتحليلها لخبر الانتحاري الأول في استوكهولم على إبراز "فلسطينية" المنفذ، حتى أن مراسل من مراسلي التلفزيون الرسمي السويدي وهو من أصول عراقية نقل بأحد تقاريرة أن تيمور فلسطيني من سكان العراق، قبل أن يستلم على ما يبدو إنذارا من المؤسسة التي يعمل بها بعدم استخدام معلومات غير مؤكدة والتعامل معها على أساس أنها معطيات مفروغ من صحتها.

أود هنا أن أكرر أولا الموقف الواضح من أن الإرهاب لا جنسية له ولا دين ولا مبدأ، فإن كان تيمور عراقيا صرفا أو فلسطينيا اصيلا فهذا لا يعيب العراقيين ولا يمكن أن ينقص من قدر الفلسطينيين، لأن الشعب العراقي هو أصلا ضحية للإرهاب والإرهابيين ويذوق طعمه كل يوم قبل أن يجرب السويديين رائحة هذا الوباء، وكذلك هم الفلسطينيون الذين يرزخون تحت أعتى أنواع الإرهاب منذ عقود، فهل يوجد إرهابا أعتى من إرهاب الاحتلال خاصة عندما يكون استيطانيا.

المشكلة أن وكالة كردستان العراق وقعت في خطأ مهني وأخلاقي صارخ، عندما كررت وأصرت أن تيمور الإرهابي والانتحاري هو فلسطيني دون أن تملك دليلا وحدا على ذلك، بينما أكدت كل المصادر الرسمية العراقية، خاصة الأمنية منها على عراقية تيمور عبد الوهاب وعلى وجود أسمه في سجلات النفوس الرسمية كمواطن عراقي أصيل.

لو كان تيمور عبد الوهاب شخصية علمية أو فنية أو رياضية جلبت للعراق سمعة عالمية، لكانت وسائل الإعلام هذه بحثت عن طائفته أو عشيرته أو انتمائه العرقي وأبرزته قبل إبراز عراقيته، لكن وكما سمعنا من هذه الجهات المضللة ان أسم "تيمور" أو "العبدلي" ليست من الأسماء أو العوائل العراقية المالوفة ، مع أن مكونات المجتمع العراقي ونسيجه يسمح لوجود أسماء لا تخطر على بال أحد.

من المؤكد أن ما قام به التيمور لا يشرف أحد ومن الممكن أن يكون عارا لبلده ولأهله، هذا إذا نظرنا إلى الموضوع من وجهة نظر شرقية بحته، لكن عندما قام القاتل النرويجي أندرش بيرفيك بتصفية 77 شخصا بدم بادر لم تحاول جهابذة الاعلام النرويجية البحث عن أصوله وعروقه ودمائه، بل عالجت الموضوع من وجهة نظر الظاهرة الجديدة على المجتمع، وأسبابها وعواملها، إلى جانب دوافع الجريمة النفسية والايديولوجية والسياسية.

لم يستعيب الشعب النرويجي من أن سفاحهم نرويجيا بل شعروا بالخجل ربما بأن سمح المجتمع لهذا المريض بأن ينفذ فعلته، هم استعابوا من الحادثة، كفعل يجب ان يعالج ويجب أن يمنع من التكرار مرة أخرى.

حتى في حالة الانتحاري الفاشل تيمور تصرفت الدولة والمجتمع السويدي بشكل حضاري وبروح المسؤولية واستخدمت العقل عندما فصلت الإسلام عن تصرف مسلم باسم الدين من أجل أن يقتل ويخرب، ووجه رئيس الوزراء ورساء الأحزاب رسائل إلى المسلمين خاصة وإلى الشعب السويدي، على ضرورة الفصل بين الفاعل وانتمائه الديني والعرقي، لأن القاتل والمخرب لم بستهدف الأرواح والممتلكات فقط، بل أيضا استهدف قتل الثقة بين مكونات المجتمع والقضاء على روح التسامح فيه.

وسائل الإعلام هنا ومع أنها غير مراقبة، إلا برقابة الضمير، لم تركز على جنسية الفاعل ولم تظهر هذا العنصر ضمن أعمق تحليلاتها جدية، بشكل مزعج. لكن وكالة كردستان العراق تصر على إظهار هذا العنصر بصورة كاذبة يمكن ان تحاسب عليها قانونيا وأخلاقيا

أرجوا أن يكون هذا الرأي صالح على صفحات موقع الكومبس

مع الشكر

فاضل شاهين

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.