الكومبس – دولية: وصف مراسلون ومحللون سويديون اجتماع يوم أمس الجمعة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي شهد مشادة كلامية بأن الأمر غير مسبوق وفريد من نوعه ولا يصدق، في حين رفض زيلينسكي الاعتذار.

ورغم المشادة الكلامية في البيت الأبيض، إلا أن الوفد الأوكراني أراد مواصلة اللقاء مع ترامب، لكن الأخير لم يرغب بذلك وحث وزير خارجيته ماركو روبيو ومستشاره للأمن القومي مايك والتز على مطالبة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومساعديه بمغادرة المبنى، بحسب ما ذكرت شبكة “سي إن إن”.

لكن الأوكرانيون احتجوا إلا أنه طلب منهم المغادرة الغرفة ثم المبنى، حسبما نقلت وكالتي فرانس برس وفوكس نيوز.

لا حاجة للاعتذار

من جهته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مع قناة فوكس نيوز إنه لا يشعر أنه بحاجة إلى الاعتذار للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد المشادة الكلامية يوم أمس. مؤكداً “لا، أنا أحترم الرئيس، وأحترم الشعب الأمريكي. أعتقد أننا بحاجة إلى أن نكون منفتحين وصادقين للغاية، ولست متأكداً من أننا فعلنا أي شيء خاطئ”.

وتابع “أعتقد أن هناك أموراً يجب مناقشتها خارج وسائل الإعلام، مع كامل الاحترام للديمقراطية وحرية الصحافة”.

ليس الخضوع الذي توقعه ترامب وفانس

وقالت كبيرة المستشارين في مركز دراسات Sieps كاتارينا إنغباري للتلفزيون السويدي SVT، إن زيلينسكي لم يتصرف بالتواضع والخضوع الذي توقعه ترامب وفانس، مؤكدة “عندما لا يلعب زيلينسكي هذا الدور، وعندما يقول إنه لا يمكن الوثوق ببوتين، فإن ذلك يتعارض مع رغبة ترامب في إزالة هذه القضية عن الطاولة وتحقيق سلام سريع”.

وأضافت “سنرى ما إذا كان الدبلوماسيون من كلا الجانبين سيحاولون إعادة الأمر إلى مساره الصحيح. لكن من الممكن أيضاً أن تقول إدارة ترامب إن الدعم العسكري لأوكرانيا يجب أن ينتهي”.

انفعاليان للغاية

أما الصحفي السويدي المختص بالشأن الروسي بيرت سندستروم نفى أن يكون الأمر مدبراً ومخططاً له، قائلاً للتلفزيون “أعتقد أن فانس وترامب انفعاليان للغاية ويتصرفان بشكل متهور، والأمر خرج عن السيطرة فقط”.

وأضاف “إن رؤية محادثة بدأت بشكل طبيعي للغاية تتدهور بشكل كامل دون أي سبب منطقي حقيقي، هو أمر لا أعتقد أنه حدث من قبل أمام ستارة مفتوحة وكاميرات دوارة”.

صانع السلام

أما مدير القسم في مركز أبحاث الدفاع السويدي FOI مايك فينرستيغ قال لـ SVT إن “المشكلة هنا هي أن الأمر برمته يؤثر في النقاش الأمريكي المسيس حول حرب أوكرانيا، حيث بدأ الجمهوريون للأسف يعتقدون أن أوكرانيا ليست حرباً، بل آلية لتهريب الأموال التي بدأها بايدن والتي يجب أن نوقفها. علاوة على ذلك، هناك حاجة إلى المال للحدود الجنوبية، هذه هي وجهة نظر حركة Maga في هذا الشأن”.

وتابع “إنه أمر مؤلم جداً أن نشاهد هذا. وليس أقلها لأنها مدفوعة عاطفياً إلى حد كبير. هنا يفترض أن يظهر الطرفين بصورة جيدة. ثم بدأ جدال حقيقي مع زيلينسكي، الذي لم يتراجع أيضاً بل رد على ذلك”.

وأكد فينرستيغ أن هدف ترامب كان أن يظهر في صورة صانع السلام، مضيفاً “لا يستطيع أن يفعل ذلك الآن وسيكون من الصعب عليه أن يفعل أي شيء مع روسيا دون أن يبدو ذلك بمثابة استسلام لبوتين”.