الكومبس – يونشوبينك : إنطلاقاً من السياسة التربوية للحكومة السويدية، وفي نهاية التسعينيات من القرن المنصرم ، كانت قد باشرت المؤسسات التربوية والتعليمية على دعم مستلزمات العملية التعليمية التي سبق تطبيقها في نهاية السبعينيات فيما يخص أبناء الجاليات الأجنبية في السويد على تعليم اللغات الأم أي المتدوالة في البيت ، ليتم نعتها فيما بعد باللغة الأم. ومن جملة وسائل الدعم والإسناد على أثر شيوع دور الحاسوب في العملية التربوية أقدمت مصلحة الدولة لشؤون المدارس على تسمية بعض اللغات بغية المباشرة بالمواقع الألكترونية كتجربة أولى.
ونظراً للدور الإيجابي الذي أظهرته في خدمة التلاميذ والمعلمين، تم إستدراج وإضافة لغات أخرى ليصل عددها أكثر من ثلاثين موقعاً بلغات متفاوتة ، حيث كان من ضمنها موقع اللغة الآشورية بخطيها الشرقي والغربي. كما وإن كافة المواقع ملزمة بعقد موتمر سنوي ليوم واحد أو يومين تتخلله المحاضرات والمناقشات في المجال التربوي والتعليمي إضافة لمستجدات العمل التقني للبرامج الحاسوبية. الى جانب ذلك يُعقد ايضاً المؤتمر السنوي العام لكافة اللغات بمشاركة ممثلين رسمين عن كل لغة، وفي السنوات الأخيرة أنشأت النروج بعض المواقع على ذات الشاكلة ، ليتم عقد المؤتمر الشامل مشتركاً يقام دورياً بين سنة وأخرى في السويد والنروج.
ولكي نسلط الأضواء على موقع اللغة الآشورية لهذا العام، فقد تم عقد المؤتمر السنوي الخامس ليوم واحد بتارين 16 /10/2012 في محافظة يونشوبينغ مقتصراً هذا العام على عدد من المعلمين يمثلون ثلاث محافظات لكون بعض المحافظات اتبعت سياسة التقشف ولم يتسنى الأمر من مشاركة بعض المعلمين رغم رغبتهم في ذلك.
تقاطر المؤتمرون المشاركون صباحاً ، وعلى طاولة الإفطار يتباحثون فيما بينهم، لحين اقتراب موعد اللقاء في قاعة وحدة تعليم اللغات الأجنبية بمدينة يونشوبينغ. وفي تمام الساعة العاشرة تفضلت السيدة أيّا فيركونين مديرة الوحدة مرحبة بالحضور، وألقت الضوء على منهجية التعليم في يونشوبينغ ، ومدى أهمية اللغة الأم في الحفاظ على الهوية ، مشيرة الى مكانة اللغة الاشورية التي تتصدر المرتبة الثانية بعد العربية في مدارس المحافظة. كما وأضافت بأن اللغة الآشورية كونها من اللغات العريقة ينبغي أن يرتفع شأنها من خلال المناهج واللوازم الإيضاحية بجهود رسل التربية والتعليم والمتخصصين في الحقل اللغوي. وفي الختام تمنت نجاح المؤتمر بما يتوصل اليه من نتائج ايجابية نافعة لخدمة التلاميذ والمعلمين معاً.
وفي الفقرة التالية من البرنامج كان دور ممثل مصلحة الدولة لشؤون المدارس ومسؤول المواقع السيد ماتس فينيرهولم الذي أناب عنه السيد بيوتر كوسيلنيك الذي تأخر حضوره بسبب المواصلات ليتفضل السيد آشور عوديشو متحدثاً بشكل مقتضب ومركزعن خطوات وأهمية عملية تقييم التلاميذ في المراحل الدراسية، معتمداً بما أشار اليه آراء بعض الخبراء التربويين المُعتمدين وما تمليه أحكام وزارة التربية.
وبحضور السيد بيوتر الذي هو من اصل بولوني درس السويدية في بلده، وفي مطلع شبابه أكمل دراسته في السويد متبوءاً العديد من المناصب التربوية منها كمدير لمدرسة مكتظة بالتلاميذ الأجانب في ستولهولم، ومن ثم توليه مسؤولية وظيفة جديدة في دائرة مصلحة شؤون المدارس متحدثاً بطلاقة عن فاعلية واهمية تعليم اللغة الأم التي هي نواة لإستقبال لغة جديدة، منطلقاً في حديثه من خلال بعض النظريات التي تؤكد ما ذهب اليه.
وبعد فترة الغذاء الفكري وما بين الساعة الثانية عشرة والواحدة تمتع المؤتمرون بفترة الغذاء الجسدي في أحد المطاعم التراثية ذات النكهة اليونانية في المدينة.
وفي تمام الساعة الواحدة والربع تفضل السيد موشي داود أستاذ اللغة الآشورية في محافظة لينشوبينغ ، ومن خلال دراسته الجامعية وخبراته الأدبية ليلقي الضوء على محتوى محاضرته التي تضمنت دور وسائل الإيضاح المتمثلة بالصور في العملية التعليمية. منطلقاً من مفاهيم العديد من النظريات ذات الطابع النفسي والتربوي. ومن ايجابيات العرض المسهب الذي امتاز به من خلال الفانوس السحري ترجمته الكتابية لفقرات الشروحات باللغة العربية والسويدية لما عرضه باللغة الآشورية الكلاسيكية التي تضمنت العديد من المصطلحات العلمية والفنية والأدبية.
بعد استراحة دامت نصف ساعة تفضل السيد يعقوب شانكو من محافظة نورشوبينغ ليسرح معه المشاركون في محاضرته التي عنونها بعبارة " اللغة والهوية " مُبتدءاً بتعريف اللغة كأداة للتواصل وما تعكسه بمؤثراتها على التزام الهوية القومية. هو الآخر أبان العديد من آراء المفكرين المخضرمين لما تم عرضه بغية الإيضاح والتنوير، ليتم فيما بعد دور مداخلات بعض الحاضرين.
وبغية التواصل مع فقرات البرنامج اليومي، تقدم السيد بولص دنخا مسؤول العمل التقني للموقع وبيّن بعض الملاحظات عن البرنامج المُستعمل في الموقع بإسم " جوملا " لينتقل إلى عملية استعمال الحروف الآشورية من خلال الحاسوب، مشيراً لبعض الرموز الكتابية وطريقة استعمالها للحفاظ على ديمومة الكتابة بذات الخطوط المتداولة والأكثر شيوعاً، ليتم ارشاد التلاميذ على استعمالها.
ثم تقدم ميخائيل ممو ـ كاتب السطور ـ ليعرض ما توصل اليه من خلال بحثه المستفيض عن القواعد المتبعة في كتابة الحروف الأبجدية، إسوة بأنظمة اللغات العربية والإنكليزية في الكتابة المترابطة، موضحاً ذلك من واقع خبراته في المرحلة الثانوية من ضعف التلاميذ في الكتابة الصحيحة، كون العملية التعليمية تعتمد منذ البدء على القراءة والكتابة، حيث عرض تقسيم الحروف الى خمس مجموعات أثناء بداية كتابتها أي افقياً، عمودياً، مائلياً، قوسياً ودائرياً ، وعلى أن يكون القلم مسلطاً على السطر دوماً.
وبما أن سلامة البشر في التنقلات والمواصلات تتوقف على إتقان رموز القيادة الصحيحة والسليمة، فكذلك هي عملية الكتابة الصحيحة في ربط الحروف وتركيب المفردات والعبارات.
وفي نهاية المطاف حضرت السيدة أيّا فيركونين لتشكر الحاضرين وتثمين جهود المحاضرين بهدايا تذكارية. كما وتم توزيع استمارة تثمين المؤتمر التي أبانت نتائجه عن رضا الجميع بما تم تقديمه بتأكيد المشاركين من معلمي مرحلة رياض الأطفال ومعلمي كافة المراحل الدراسية.
بقي أن يعلم القارئ الكريم بأنه تم عرض بعض المناهج المستعملة باللغة الآشورية في المدارس السويدية، وبأن مؤتمر هذه السنة اعتمد على ذوي الخبرة من المعلمين كونهم الأقرب معرفة بظروف العملية التعليمية.
ومن التوصيات التي توصلنا اليها أن لا يتم عقد المؤتمر ليوم واحد، إضافة لدعوة متخصصين في الحقل اللغوي في المستقبل. وبغية الإطلاع على الموقع استنسخ الرابط التالي:
modersmal.skolverket.se/assyriska
بقلم: ميخائيل ممو
hotmail.com@mammoo20