مؤسسة الشارقة للفنون تختتم الدورة 11 من “لقاء مارس”

: 3/20/18, 12:04 PM
Updated: 3/20/18, 12:04 PM
مؤسسة الشارقة للفنون تختتم الدورة 11 من “لقاء مارس”

الكومبس – ثقافة: اختتمت مؤسسة الشارقة للفنون (الاثنين 19 مارس 2018) فعاليات الدورة الحادية عشر من لقاء مارس السنوي، التي شهدت على مدار ثلاثة أيام عدداً من الحورات والجلسات النقاشية وعروض الأداء، شارك فيها جمع من الفنانين والباحثين في الشأن الفني والثقافي، للنظر على نحو جماعي في الثيمات التي طرحها اللقاء.

وكان “لقاء مارس” انطلق يوم السبت 17 مارس 2018 تحت عنوان “تدابير مجدية” عبر مجموعة من الجلسات، تمحورت حول إمكانية تخطي معوقات الإنتاج في الممارسة الفنية، والعمل خارج نظم الإنتاج الرسمية مثل الغاليريهات والمتاحف، إضافة لتناولها أثر الكوارث الطبيعية والسدود كإحدى معوقات عملية الإنتاج.

بينما ركزت جلسات اليوم الثاني على موضوعات ذات صلة بالسينما وإنتاج الأفلام، في تتبع لتطور السينما المستقلة ومنصات عرض الأفلام، ودعم وإنتاج الأفلام الوثائقية والتجريبية، كما ناقشت الجلسات مفهوم السينما الثقافية، والفضاءات السينمائية التاريخية وعلاقتها بتطوير نتاج صُناع الأفلام.

كما تناول اللقاء في يومه الثالث محاور متعلقة بتوظيف الفن كوسيط للبنى التحتية، وتطرقت الجلسات إلى موضوعات عن الممارسات المعمارية والتنمية الحضرية وناقشت أثر مشاريع الاستدامة والتأهيل على تشكيل المجتمعات المحلية والمدن. كما ركزت بعض الجلسات على تأثير الأوضاع الاجتماعية والسياسية على عملية الإنتاج الموسيقي. وتطرقت جلسات أخرى إلى موضوعات حول كيفية تكوين لغة من جزيئات النصوص والكلام والرسوم.

وترافقت هذه الجلسات بتقديم عدد من عروض الأداء المميزة، فقدمت الفنانة كلوديا بيجز عرض أداء قرائي بعنوان “إشكال لغوي” والذي استخدمت بيجز خلاله موسيقى غربية متنوعة كخلفية لقراءة المؤديين، وقدم العرض بالتعاون مع الموسيقي أليكس كلافيرا والمؤديان أمين مطوّع ونويلا كوفيلو، وركزت فيه على اللغة وعنصر التشارك الجماعي.

وفي سياق ختام لقاء مارس ذكرت ريم شديد نائب مدير مؤسسة الشارقة للفنون وقيّمة اللقاء: “لقد شهدت الأيام الثلاثة الماضية زخماً كبيراً في الحضور، وثراءً في طروحات المشاركين التي أضاءت جوانب عديدة من ثيمة اللقاء، وتضمّنت سرديات تحليلية حول سبل تفعيل الإنتاج الثقافي وتلمس الآليّات المجدية في التعامل مع الإشكالات والأزمات المستعصية في ظروف أو أماكن مختلفة”.. وأضافت شديد: “في كل دورة من دورات لقاء مارس يتعزز لدينا الشعور بأهمية هذه المنصة، ويتأكد حرصنا على اختيار ثيمات وموضوعات تمثل استجابة حقيقية لمتطلبات الواقع الملحة واحتياجاته الجوهرية، آملين أن تكون هذه الدورة قد حققت بعض طموحاتها المأمولة”.

كما شهدت ساحة الخط العربي حضوراً لافتاً في العرض الموسيقي المسرحي الذي قدمه الفنان وائل شوقي بعنوان “أغنية رولاند: النسخة العربية”، وقد شارك فيه 20 موسيقياً من دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة البحرين، حيث قدموا العرض باللغة العربية مستخدمين نمط “الفجري” الغنائي وهو نمط تراثي مرتبط بغواصي اللؤلؤ في الخليج العربي، وقد تنوع أسلوب الغناء ما بين الغناء المنفرد لبعض المشاركين والغناء الكورالي في أغلب الوقت، كما صاحب العرض آلات إيقاعية ورقص مستوحى من الفنون البحرية. وجمع عرض أداء شوقي بين تقاليد الشعر السردي المتباينة والغنية، وهو يستند إلى عمل فرنسي أدبي هام من القرن الحادي عشر كُتِبَ في زمن شارلمان، يمجّد فيه عهد الإمبراطور وفتوحاته إلى جانب الحرب البطولية التي شنّها ابن أخيه رولاند ضد السراسين (وهو مصطلح استخدم لوصف المسلمين العرب).

وفي سياق متصل حمل العرض الذي قدمه المؤلف والموسيقي نيو مويانغا بعنوان “نهّام – ترنيم وتطريب” طابعاً مميزاً وحضوراً كبيراً. وصاحب مويانغا في تقديم العرض 60 مشاركاً من أعمار وجنسيات مختلفة، تجاوبوا مع الدعوة العامة التي أطلقتها المؤسسة في فبراير الماضي للمشاركة في ورشة عمل تدريبية وعرض غنائي ضمن فعاليات لقاء مارس 2018. بدأ عرض الأداء بتمرينات صوتية قصيرة متقطعة مويانغا ورددها المشاركون ومن ثم قدم الكورال مجموعة من الأغاني باللغة العربية، والإنجليزية، والهندية، والتاميلية، والبرازيلية، والماليالامية، والسواحيلية، ولغة من جنوب أفريقيا. كما قدم مويانغا عرض أداء آخر بعنوان “تسوهل – جماهير ثائرة” سلط فيه الضوء على تعقيدات الحياة المعاصرة في جنوب أفريقيا في أعقاب تجربته الاستعمارية.

وبالتزامن مع لقاء مارس 2018 تم افتتاح المعرض الفني “تدابير مجدية” والذي يتضمن مجموعة أعمال من مقتنيات مؤسسة الشارقة للفنون، وعملت تقييمه ريم شديد، بحيث تحاكي الأعمال المفاهيم النظرية التي تضمنها “لقاء مارس”، وقد تضمن المعرض مجموعة من الأعمال الفنية لكلٍّ من: جون أكومفرا وبسمة الشريف وشريف واكد وهليل التندير وبحر بهباني وسيمون فتال وحازم حرب وغولنارا كاسماليفا وموراتبيك دجوماليف ومها مأمون وألماغول منليباييفا ونعيم مهيمن، ومجدي مصطفى ورائدة سعادة وعبد الحي مسلم زرارة. وستثري هذه الأعمال المحادثات التي ستجرى في لقاء مارس بشأن قضايا “المقاومة” والتنظيم والشكل وتوسيع الحوار والتفاعل لما يتجاوز أيام اللقاءات الثلاثة.

والجدير بالذكر أن معارض الفنانين محمد أحمد إبراهيم، ولطيف العاني، وزينب سديرة، وآنا بوغيغان، ومنى السعودي في مؤسسة الشارقة للفنون، مستمرة ومتاحة للجمهور لغاية 16 يونيو 2018

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.