الكومبس – وكالات: يصطف المئات من السوريين يومياً أمام أبواب سفارات السويد في الدول المجاورة لبلادهم آملين في الاستفادة من قرار الحكومة السويدية بمنح الإقامة الدائمة للاجئين السوريين، لكن سرعان ما تتحطم أمالهم عندما ترفض البعثات الدبلوماسية طلبهم وتواجههم بأن القرار لا ينطبق عليهم طالبة منهم الكف عن المحاولة.
وقالت محطة تلفزيون "سكاي نيوز عربية " إن أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين تقف منذ الساعات الأولى للصباح أمام سفارات السويد في مصر والأردن وتركيا في انتظار بدء العمل لتقديم استمارات طلب اللجوء.
"يأتي الناس إلى أبوابنا معتقدين أن كل السوريين سيسمح لهم بالقدوم إلى السويد، طبقا لما صرحت به شارلوتا أوزاكي ماسياس المسؤولة بوزارة الخارجية السويدية للصحافة المحلية.
ونصحت ستوكهولم السوريين بعدم الاندفاع إلى سفاراتها في محاولة يائسة للحصول على اللجوء، مؤكدة أن من توجهوا فقط إلى السويد هم الذين يحق لهم ذلك."لقد هرع المزيد من السوريين إلى سفارات السويد في الدول المجاورة لسوريا مطالبين باللجوء"، كما صرحت كاميلا إيكيسون ليندبلوم، المتحدثة باسم وزارة الخارجية السويدية.
وأكدت أنه، على الرغم من قرار السلطات السويدية، فإنه "لا يمكن التقدم بطلب اللجوء في السفارات". وقالت صوفيا أوهفال لندبرج، المتحدثة باسم هيئة الهجرة السويدية، أن السوريون لا يمكنهم التقدم بطلب اللجوء إلا بعد وصولهم إلى السويد.
السويد هي أول دولة في الاتحاد الأوروبي تمنح الإقامة الدائمة للاجئين السوريين في ضوء تدهور الوضع واستمرار الحرب الأهلية هناك. يشمل القرار كل اللاجئين السوريين الحاصلين على إقامة مؤقتة في السويد باسم الحماية الإنسانية ويعني أنهم سيمنحون تصاريح إقامة دائمة، كما أعلنت هيئة الهجرة السويدية يوم 3 سبتمبر.
قبل صدور هذا القرار، كانت السويد قد منحت الإقامة الدائمة لنصف طالبي اللجوء من السوريين بينما حصل النصف الأخر على تصاريح إقامة مؤقتة مدتها 3 سنوات. معيار التقييم هو حاجة اللاجئ إلى الحماية. واعتبرت هيئة الهجرة أن تدهور الوضع في سوريا وانتشار العنف وعدم وجود أي حل يلوح في الأفق يعني أن هذا الوضع الأمني الصعب سيستمر بصفة دائمة.
يعني القرار أن نحو 8 ألاف سوري الحاصلين على إقامة مؤقتة سيتمكنون الأن من المكوث بصفة دائمة في السويد كما سيكون لديهم أيضا حق إحضار عائلاتهم.
وأكدت السلطات السويدية أنه لا يمكن أن يتم ذلك بمجرد توجه شخص إلى السفارات السويدية وتقديمه لطلب اللجوء، حيث أن منح حق اللجوء ليس من اختصاص البعثات الدبلوماسية ولا يمنح قبل التواجد على الأراضي السويدية.
وتمنح هيئة الهجرة السويدية التصاريح بعد فحص كل حالة على حدة، أخذة في الاعتبار احتمال اندساس مجرمي حرب بين طالبي اللجوء.
"في الأسبوع ما بين 4 و11 سبتمبر، وصلتنا 2000 استمارة طلب لجوء – منهم 700 من سوريين – مقابل 600 إلى 800 طلب في الأسبوع قبل صدور القرار، وهو رقم كبير حقا"، حسب لندبرج. وأضافت أنه "من المبكر القول إذا ما كانت هذه الزيادة نتيجة القرار" بمنح اللاجئين الإقامة الدائمة".
لم تنشر السويد احصائيات رسمية عن عدد السوريين الذين توجهوا إلى سفاراتها لطلب اللجوء في الأيام التي تلت إعلان القرار، لكن وزارة الخارجية أكدت أنها عززت أطقمها الديبلوماسية للتعامل مع الموقف.
ورحب مالك ليسكر، نائب رئيس الجمعية الثقافية السورية العربية بالسويد بالقرار لكنه حذر في نفس الوقت مما قد يثيره من مشكلات. "كون السويد أول بلد تفتح أذرعها للاجئين السوريين شيء إيجابي وسلبي في آن واحد فقد يستغله من يعملون في تجارة تهريب الأشخاص وهي سوق رائجة حاليا".
كذلك أعرب ليسكر عن قلقه من إمكانية أن تزيد هذه الخطوة من لهيب الجدل المحتدم حول سياسة الهجرة في السويد. ففي عامي 2012 و2013، حضر إلى السويد 14,700 لاجئ سوري. وتعتبر السويد وألمانيا أكثر دول الاتحاد الأوروبي استقبالا للاجئين السوريين.
خلال شهر أغسطس، تقدم 4804 شخص من جنسيات مختلفة، بما فيهم سوريون، بطلب لجوء إلى السويد بزيادة نسبتها 17 بالمئة عن شهر يوليو. وتمنح السويد تسهيلات كبيرة وإعانات للاجئين وتوفر لهم السكن والمدارس للأطفال، وهي سياسة كانت قد اتبعتها مع اللاجئين العراقيين أثناء غزو العراق عام 2003 حيث منحت 40 ألف عراقيا حق اللجوء آنذاك.
ورحب بيتر كيسلر، المتحدث الرسمي للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالقرار واستبعد أن يساء استخدامه. وقال لسكاي نيوز عربية "هذا قرار مفيد للغاية ولن يسبب مشكلة ولا أعتقد أنه سيتم استغلاله بشكل سيء حيث أن السويد بلد بعيدة عن الشرق الأوسط كما أنه ينطبق على اللاجئين المتواجدين هناك".
يلوم بعض السويديين على الحكومة أنها، في عام 2010، أي حتى قبل بدء أزمة سوريا، كانت تنفق 50 مليار كرونا سويدية سنويا لإعالة اللاجئين العاطلين عن العمل وعائلاتهم وتفتح أبوابها للاجئين بينما ارتفعت نسبة البطالة في السويد إلى 24 بالمئة بين الشباب البالغ من العمر بين 15 و24 سنة.
سكاي نيوز عربية