الكومبس -نشرت الصحف السويدية قبل يومين خبرا عن انسحابات جماعية لعراقيين من حزب "ديمقراطيو السويد" المعروف بعدائه للأجانب. هذا الخبر شكل صدمة لدى العديد من السويديين والأجانب في السويد، الصدمة ليست بسبب انسحاب العراقيين من هذا الحزب الموصوم بكراهيته للعرب والمسلمين على وجه التحديد
الكومبس – نشرت الصحف السويدية قبل يومين خبرا عن انسحابات جماعية لعراقيين من حزب "ديمقراطيو السويد" المعروف بعدائه للأجانب. هذا الخبر شكل صدمة لدى العديد من السويديين والأجانب في السويد، الصدمة ليست بسبب انسحاب العراقيين من هذا الحزب الموصوم بكراهيته للعرب والمسلمين على وجه التحديد، ولكن بسبب ما قدمه هذا الخبر من معلومات عن وجود عراقيين أصلا في هذا الحزب، واحتمال وجود عرب و جنسيات أخرى أجنبية في السويد، في حزب أسس على فكر وأيديولوجية تتغذى من كراهية الأجانب، على شاكلة أحزاب يمينية متطرفة أخرى في أوروبا، تستغل مؤشرات ظهرت مؤخرا في المجتمعات الأوروبي قائمة على التخوف من تنامي تأثير الإسلام في أوروبا.
المجموعة المنسحبة، اكتشفت فجأة أن الحزب الذي تنتمي إليه، يحمل أفكار معادية لكل ما هو غير سويدي، هذا الاكتشاف جاء ليس من خلال أدبيات الحزب الواضحة، وممارساته الفاضحة، وتصريحاته المخجلة، والتي لا تشرف الكثير من السويديين أنفسهم، بل جاءت من خلال ممارسة الحزب للتمييز ضدهم وهم أعضاء فيه.
"إنهم يعاملوننا ليس كما يعاملون السويديين داخل الحزب." يشتكي نادر حلاوي وهو أحد العراقيين المنسحبين من حزب "ديمقراطيو السويد" أو أحد المكتشفين لسياسة الحزب، ولكن من الداخل، هذه المرة.
بعض أعمدة الرأي في الصحافة السويدية علقت على الخبر، بما يعني أن حجة السويديين الذين يتصدون لسياسة الكراهية للأجانب وللعرب بشكل خاص، ضعفت وتأثرت سلبيا، لما لا؟ إذا كان الأجانب المستهدفين من فكر حزب يميني متطرف يدخلون به ويمنحوه شهادة صورية بأنه حزب منفتح.
أقلام أخرى كتبت حول الاستفادة التي يمكن أن يجنيها حزب "ديمقراطيو السويد" من انضمام أجانب إلى صفوفه، مع أن هذا الحزب لم ولن يسمح لأي منهم أن يكون له مكانة أو تأثير في أطر الحزب وقيادته لأنه وببساطة سيفقد الحزب مصداقيته أمام المجموعة التي يستهدفها داخل المجتمع السويدي، المجموعة التي تميل إلى الفكر اليميني المتطرف وإلى ضرورة بقاء الجنس السويدي الأوروبي بعيدا عن الاختلاط بالشعوب الأخرى، فكيف سيسمح الحزب بشخص يحمل اسم حلاوي أو الجلبي أو غيرها من الأسماء الأجنبية بأن يصل إلى مركز يؤثر على نمط حياتهم.
هناك صحف سويدية كتبت، تلميحا، وعلى طريقة "الخجل السويدي" بأن أكثرية العراقيين المنسحبين أو المنتمين سابقا هم من المسيحيين، وهذا طبعا غير صحيح، فهناك أيضا مسلمون، ضمن هذه المجموعة، مع أن أحد المنسحبين يقول صراحة أنه من ضمن ما اكتشفه في الحزب، حزب ديمقراطيو السويد، هو سياسة التحريض ضد الإسلام، ويقول إن الإسلام هو دين ومعتقد ومن حق أي شخص أن يكون مسلما ويمارس معتقداته بحرية، لكن الحزب وقيادته يخلطون بين الإسلام كدين وبين الإسلام كنهج سياسي. هذا طبعا اكتشاف جديد بالنسبة للمنسحبين.
الاكتشافات الجديدة بالنسبة للمنسحبين، كانت ومنذ مدة طويلة شعارات معلنة لحزب تأسس وتوسع من خلال رصده لكل ما هو سلبي يتعلق بالأجانب وتحديدا العرب والمسلمين. وتسويق هذه السلبيات في زيادة شعبيته، من خلال تخويف المجتمع السويدي من تهديدات التكيّف التدريجي مع تزايد تأثير المسلمين على الرفاهية السويدية والنمط السويدي.
فزعيم حزب "ديمقراطيو السويد" جيمي اوكيسون، أثناء حديثه في التجمع السياسي، الذي بدأ اعماله في غوتلاند، الأحد الماضي، قال صراحة إن "تكيّيف المجتمع السويدي التدريجي مع الإسلام، يهدده"، مشيرا إلى أن "المسلمين هم المجموعة المهاجرة، الأكثر تزايدا حاليا وإن على المهاجرين أن يكيفوا أنفسهم مع المجتمع السويدي وليس العكس".
أمثلة عديدة على اكتشاف متأخر لما هو واضح وصارخ من سياسات هذا الحزب المناهض للأجانب.
فقد رأى أوكيسون في حديث له مع التلفزيون السويدي أن "الهجرة تؤثر على أساسيات المجتمع السويدي والرفاهية التي تعوّد عليها،" مضيفا الى ذلك البطالة المنتشرة بين صفوف المهاجرين والمشاكل التي تثار في مناطق كثافتهم السكانية، بالإضافة إلى نفقات التعليم والصحة.
إحدى التعليقات المثيرة على خبر انسحاب العراقيين من حزب "ديمقراطيو السويد" تتساءل عما إذا كان هناك أعداد أخرى من عرب أوعراقيين أو أجانب من جنسيات أخرى يتم استخدامهم كذرائع لتغليف أفكار الكراهية والتمييز لتسهيل بيعها في سوق السياسة.