نقد المصادر

مالمو تتحول ترنداً عالمياً بسبب صورة من بلد عربي

: 3/13/24, 1:09 PM
Updated: 3/13/24, 3:06 PM
الصورة أحدثت ضجة كبيرة بعد نشرها على أنها في مالمو
الصورة أحدثت ضجة كبيرة بعد نشرها على أنها في مالمو

الكومبس – خاص: تحولت صورة التقطت في قطارات القاهرة لسيدة غير محجبة وسط مجموعة من المحجبات، لترند عالمي على موقع X، حمل معه اسم مدينة مالمو السويدية، واختلطت فيه كراهية الأجانب بالإسلاموفوبيا، وانتقاد الحجاب.

وتناقلت حسابات يمينية أوروبية، وأخرى تنشر محتوى معادياً للإسلام من الهند، وسواها من البلدان، الصورة على أنها من مدينة مالمو في جنوب السويد.

وأظهر البحث عبر غوغل، معلومات متباينة حول مصدر الصورة، غير أن معظم الإجابات، أكدت أن الصورة انتشرت عبر موقع X، تويتر سابقاً، خلال الأيام الأخيرة.

نتائج غوغل: حساب عربي أول من نشر الصورة

وبيّنت نتائج البحث أن أول ظهور للصورة عبر وسائل التواصل، جاء في الأسبوع الأول من شهر فبراير الماضي. ونشر حينها حساب عبر تويتر، يحمل اسم David، الصورة مع تعليق ناقد للحجاب يقول فيه “الطيور التي تعيش في القفص تعتقد بأن الطيران جريمة”.

وقامت بعدها عدة حسابات عربية بإعادة نشر الصورة مع التعليق، وانتقد بعضها صاحب الحساب وتعليقه، معتبرين أنه يسيء للحجاب والمحجبات.

وأعاد نشر الصورة حينها حساب هندي على موقع X هو Jitendra pratap singh، يتابعه أكثر من 40 ألف شخص، مع ترجمة التعليق نفسه إلى الهندية.

حسابات يمينية أوروبية وسويدية تتناقل الصورة

وتحولت الصورة إلى ترند خلال الأيام الأخيرة، بعدما نشرتها وأعادت نشرها حسابات ناشطة في اليمين الأوروبي المعادي للمهاجرين والمسلمين.

وبين الحسابات هذه، حساب “يورو هايلاندر” الذي ينشر مواد بالسويدية والإنكليزية، والذي كتب تعليقاً على الصورة يقول “مرحباً بكم في مالمو، أول مدينة سويدية كبرى أصبح فيها العرق السويدي أقلية منذ حوالي 4 أو 5 سنوات. الآن يمكننا أن نتوقع نفس الشيء بالنسبة لمدينة يوتيبوري وسودرتاليا. والطريقة الوحيدة للخروج من هذا هو التصويت لحزب من شأنه أن يضمن لنا وقوع أزمة اقتصادية كبرى. والباقي سيحدث بشكل طبيعي”.

ونشر الصورة أيضاً حساب يحمل اسم سلوان موميكا، وموثّق بعلامة زرقاء، وهو حساب ينشر عادة فيديوهات سلوان موميكا، وصور تجمعات حرق المصحف التي قام بها، إضافة إلى منشورات تهاجم الإسلام.

ووصلت الصورة إلى ملايين المستخدمين حول العالم عبر تويتر، كما تظهر إحصاءات الموقع نفسه.

ردود وسخرية

وبعد تحولها إلى ترند، تنبّه مستخدمون إلى أن الصورة مزيفة وليست من مالمو. وبدأت حملة ردود على هذه الحسابات. وظهرت تحت البعض منها، ملاحظة Community Notes، تؤكد أن الصورة من القاهرة وليست من مالمو.

ورد مستخدمون بشكل ساخر على حملة الكراهية، التي انتشرت بشكل خاص عبر إعادة نشر الصورة من قبل حسابات هندية.

ونشر أحدهم صورة رجل يمتطي جملاً في صحراء مع تعليق ساخر ” لقد تغيّرت مالمو فعلاً”.

بينما نشر آخر صورة للحجاج حول الكعبة في مكة، مع تعليق قال فيه “تحول السويديون إلى أقلية في هذه المدينة، وقريباً سيتحولون إلى أقلية في البلد كله، في حال لم يتغير شيء”.

ولم تتمكن الكومبس من التأكد من مصدر الصورة في القاهرة. غير أن تعليقات المستخدمين، وبينهم مصريون أكدت هذا. كما أكدتها صور القطارات الخفيفة، من القاهرة والتي تحمل التصميم نفسه كما في الصورة. ولكن ما يمكن للكومبس تأكيده هو أن الصورة لم تلتقط في مالمو السويدية التي لا يوجد فيها ترام أصلاً ويقتصر النقل العام فيها على القطارات والباصات.

وأدناه مجموعة من الحسابات التي نشرت الصورة والشائعة نفسها.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.