ما هي نظرية “الاستبدال العظيم” التي يروج لها اليمين المتطرف الألماني؟

: 7/31/23, 7:22 PM
Updated: 7/31/23, 7:22 PM
تتراوح التقديرات حول أعداد المسلمين في ألمانيا بين 5.3 و 5.6 مليون.
تتراوح التقديرات حول أعداد المسلمين في ألمانيا بين 5.3 و 5.6 مليون.

حذر “مكتب حماية الدستور” الاستخبارات الداخلية من تزايد تأثير التيارات المناهضة للدستور داخل “حزب البديل من أجل ألمانيا”، مشيراً إلى تراجع نفوذ المعسكر المعتدل الذي تجلى في قائمة مرشحي الحزب للانتخابات الأوروبية المقبلة.

أشارت تقديرات المكتب الاتحادي لحماية الدستور في ألمانيا (الاستخبارات الداخلية) إلى انتشار “نظريات مؤامرة يمينية متطرفة” في الاجتماع الذي عقده حزب البديل من أجل ألمانيا في مدينة ماغديبورغ للإعداد لانتخابات البرلمان الأوروبي.

وفي تصريحات صحفية، قال رئيس المكتب توماس هالدنفانغ نشرها موقع “تاغسشاو” (Tagesschau) على صفحته الإلكترونية صباح الاثنين (31 تموز/يوليو 2023): “صحيح أنه لم يتم التصويت بشكل نهائي بعد على البرنامج الانتخابي لانتخابات البرلمان الأوروبي، لكنه اتضح الآن بالفعل أن أشخاصاً ممن لفتوا الأنظار في الماضي بمواقف لا تتوافق مع نظامنا الأساسي الحر الديمقراطي، سوف يكونون جزءاً من كتلة الحزب في البرلمان الأوروبي القادم”.

نظرية “الاستبدال العظيم”

وأعرب هالدنفانغ عن اعتقاده بأن ممثلي المعسكر السابق الأكثر اعتدالاً في الحزب لم يلعبوا دوراً تقريباً في الانتخابات التحضيرية التي جرت في العطلة الأسبوعية الحالية لانتخابات البرلمان الأوروبي المزمع إجراؤها في حزيران/ يونيو 2024، وأضاف “الأدهى من ذلك أن مرشحين عدة عبروا عن نظريات مؤامرة يمينية متطرفة، من خلال الحديث على سبيل المثال عن نظرية: الاستبدال العظيم”.

يذكر أن هذه النظرية تقول إن أغلبية السكان الأوروبيين المسيحيين البيض، قد أصبحت معرضة للخطر بسبب تنامي قدوم المهاجرين من المسلمين وأصحاب البشرة السمراء إلى أوروبا.

الاتحاد الأوروبي والهجرة

يذكر أن حزب البديل اختار خلال الاجتماع الذي عقده أول أمس السبت وأمس الأحد أول 15 مرشحاً في قائمة المرشحين التي سيخوض بها انتخابات البرلمان الأوروبي، وتم قطع الاجتماع مساء الأحد على أن يتم استئنافه يوم الجمعة المقبل لاختيار المرشحين الـ 15 المتبقين.

وسيتم تحديد البرنامج الذي سيخوض الحزب بموجبه الانتخابات بعد اكتمال قائمة المرشحين. وقد يتطلب مناقشة البرنامج وإقراراه اجتماعاً إضافياً، من المقرر عقده في شهر كانون الثاني/ يناير على أبعد تقدير.

ويطالب حزب البديل بإصلاح جذري في الاتحاد الأوروبي بحيث تعطى للدول الأعضاء المزيد من الصلاحيات في اتخاذ القرارات وسن القوانين على حساب مؤسسات التكتل. ومن الممكن أن يسود معسكر “ديكسيت” (على وزنبريكست)، الذي يدعو إلى خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي.

في خطاب ترشيحها كررت عضوة الحزب إيرمهيلد بوسدورف، التي احتلت المركز التاسع في قائمة المرشحين، مواقفها ضد المهاجرين مدعية أن الخوف لا يتعين أن يكون من “التغير المناخي الناتج عن البشر” بل من “التغير السكاني بفعل البشر”، كما أورد موقع “تاغسشاو” (Tagesschau).

معركة قضائية

وأشار رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور في ألمانيا (الاستخبارات الداخلية) توماس هالدنفانغ، إلى أن “اجتماع انتخابات أوروبا التابع لحزب البديل والذي نراجعه بوصفه حالة اشتباه (في كونه اجتماعاً يمينياً متطرفاً) يثبت مرة أخرى تقديراتنا التي تشير إلى وجود تيارات قوية معادية للدستور داخل الحزب، وأن تأثير هذه التيارات آخذ في الزيادة”.

وكان المكتب الاتحادي لحماية الدستور صنف الحزب في آذار/مارس 2021 كحالة اشتباه يمينية متطرفة، وأيدت المحكمة الإدارية في كولونيا في آذار/مارس 2022 هذا التصنيف الذي يجيز استخدام وسائل استخباراتية في تتبع حزب البديل، واستأنف الحزب قرار محكمة كولونيا أمام المحكمة الإدارية العليا في مدينة مونستر ولم يكتمل هذا الإجراء بعد.

خالد سلامة

ينشر بالتعاون مع DW

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.