محمد ريان: أعمالي في السويد تجسد روح دمشق وحاراتها

: 11/3/21, 5:25 PM
Updated: 11/3/21, 5:25 PM
محمد ريان: أعمالي في السويد تجسد روح دمشق وحاراتها

محمد ريان مهندس فلسطيني سوري، نجح في وقت قصير من وصوله إلى السويد في العام 2015، تقديم طراز العمارة العربية القديمة للسويديين، عبر تصاميم وأعمال لاقت الإعجاب، وأضفت لمسات دافئة على سلسلة مطاعم عربية انتشرت جنوب السويد.

ريان من الأشخاص الذين يحملون في جعبتهم قصص تحديات يواجهها معظم القادمين الجدد في السويد. هو مهندس معماري وكان معيداً بكلية الهندسة المعمارية في دمشق، يبلغ من العمر 42 عاما متزوج ولديه ثلاث اطفال، درس في جامعة دمشق وأكمل الماجستير في فرنسا، مارس عمله لسنوات عديدة قبل دخوله السويد في العام 2015، حيث إنه كان يتعامل مع بلدان عدة مثل قطر والامارات ومصر وتركيا لنشر ابداع تصميماته وفنه المعماري.

ريان عاش قصة اصرار، وخطى أول خطوة بارزة له في السويد، ولم يجعل للعقبات مكانا في حياته، فقد حاربها وتفوق على كل التحديات، وهو اليوم يرى أن إيمانه بنفسه يزيد كل ما زادت التحديات.

ما هي التحديات التي واجهت محمد ريان فور قدومه للسويد؟

أول تحدي بالطبع هو انتظار حصولي على الإقامة لكي أتمكن من الدراسة ولم شمل عائلتي حتى أكون مطمئن البال. بعدما حصلت على الاقامة المؤقتة واجهت تحدي آخر وهو اللغة لكنني ومثل العادة تحديت نفسي ولم استسلم للظروف واستطعت دراسة اللغة ومعادلة شهادتي وأثناء دراستي في السويد رأيت الفرق بين السويد والبلدان الأخرى من ناحية القوانين، والضوابط الهندسية حتى من ناحية أوراق القبول على أوراق البناء والتصريحات الرسمية لأن في السويد مثل هكذا امور تأخذ وقتاً طويلاً، ومن بعدها تمكنت من استيفاء شروط الإقامة الدائمة واستطعت أن أحضر عائلتي الى السويد. هنا أريد أن أقول إن قلة معارفي وأزمة كورونا هي من العقبات البارزة في حياتي المهنية في السويد لأنني عندما فتحت شركتي الخاصة لم أستطع المضي فيها بسبب الوباء واضطررت لأغلاقها.

هل لك أن تحدثنا عن مشروعك في السويد؟

سلسلة مطاعم داماس افتتحت فروعا لها في هلسنبوري ومالمو، وهذا أكبر مشروع استلمته في السويد إلى الآن فهو متجر ومطعم مساحته 700 متر ومكون من طابقين استخدمت فيه أحدث التقنيات من شاشات عرض الكترونية وأحدث التصاميم. قمت بتجديد مطعم هلسنبوري و صممت تصميم جديد للمطعم في مالمو، واستطعت أن أبهر بالتصميم والديكور زوار المطاعم العرب وحتى السويديين، فرحت بإمكانياتي على جعل السويديين يلتمسون ثقافتنا العربية والحارة الشامية التي استطعت محاكاتها بتصميمي للمطعم، خصوصا ان موضوع التصميم الثلاثي الابعاد في البداية لم يكن بالشيء السهل وعندما بدأت التطبيق قمت بإدارة عملي من مكان اقامتي الى دول اخرى مثل الصين لجلب الأدوات الكهربائية وسوريا لجلب الاثاث المحاكي للطبيعة والبيئة الشامية ومن ناحية النحاسيات في المطعم فلقد جلبته من خلال تواصلي و إدارتي مع مصر، ومن السويد اشترينا الكاميرات ومعدات تقنية متطورة أخرى، مما يعني أنني تمكنت من تنفيذ المشروع في السويد وتفصيله خارج السويد.

فكرة تصميم المطعم مثلما ذكرت هي ساحة البيت الدمشقي المكون في أغلب الأحيان من (بحرة) التي تكون في وسط البيت وايضا مكان يسمى (الليوان) بالبيوت الدمشقية يكون موجودا في العادة وهي مثل المكان الذي تجلس فيه العائلة عندما يكون الجو مشمساً. وصممت ايضا (سقفه) بشكل مميز جديد يحاكي الثقافات العديدة بالسويد من ألوان وزخارف وهذا يعكس الثقافات المتعددة بالسويد.

اليوم المطعم يستقبل الزوار من كل الجنسيات ويعمل بشكل ممتاز، أكثر ما أفتخر به هو رؤية الانبهار بعيون الزائرين للمكان وكيف استطعت ان انقل ثقافتنا العربية الى اوروبا واخذ السويديين في رحلة الى بلاد الشام.

ماذا تريد أن تقول للقادمين الجدد؟

لا تستسلم وثق بنفسك دائما وتيقن أنك بفتحك أول باب ستفتح بعده جميع الأبواب تنتقل من نجاح الى نجاح أكبر، الإصرار والمثابرة والبحث المستمر عن حلول وحتى اللجوء لأصحاب الخبرة هو بالأمر الضروري ولا يوجد فيه عيب فنحن نتعلم ونبقى نتعلم من ذوي الخبرة. بوابة العبور تجتازها بتوسيع آفاقك وتمتعك بنظرة منفتحة على كل ما هو جديد بخصوص الأعمار والقوانين ودائما ابحث عن تحديات جديدة لتأخذ افكار ربما تجد فيها مجازفة لكن لابد والمجازفة لكي تتطور وتطور معك علاقاتك الاجتماعية وتوسع دائرتك لتسهيل انتشار عملك.

كيف تنظر للمستقبل؟

اتمنى ان يكون هذا المشروع فاتحة كبيرة لمشاريع أخرى، صحيح ان هذه هي خطوتي الاولى لكني ما زلت احلم ان أؤسس شركتي الخاصة واطمح ان يكون لشركتي اسم كبير يجتاح السويد وأوروبا وتصبح هي رقم واحد بدون منازع.

ليندا الجنابي

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.