محمد محمد.. قصة كفاح بين الرياضة والتعليم

: 1/29/19, 11:21 AM
Updated: 1/29/19, 11:21 AM
محمد محمد.. قصة كفاح بين الرياضة والتعليم

الكومبس – تجارب وقصص نجاح: أن يتمكن الإنسان
من الاندماج في أي مجتمع جديد اختاره مرغماً لظروف خارجة عن إرادته، أو جاءه
راغباً فيه، فذلك يحتاج لقوة دافعة يمتلكها تؤهله ليكون فرداً ذا قيمة تشعره
بانتمائه الحقيقي والمميز في ذلك المجتمع
.

وفي السويد بحد ذاتها هنالك الكثير من قصص
النجاح التي يتفاخر صانعوها بأنفسهم حينما يقارنون بين أول يوم وضعوا فيه أقدامهم على
أرض جديدة ومستقبل مجهول لم يكن في حسبانهم كيف يمكن أن يكون شكل الحياة فيه، وبين
ما وصلوا إليه من إنجاز في مجال معين أو عدة مجالات
.

أمامنا اليوم نموذج للنشاط والرغبة في استغلال
ظروف الحياة الهادئة والمستقرة في هذا البلد الذي دائما ما يقف بجانب الطموح
الإنساني حتى يصل إلى حد تحقيق الأحلام
.

محمد إبراهيم محمد معروف عنه في مدينته
كاتريناهولم بـ (Mohammad Mohammad)،
قدم إلى السويد في العام 1984
تاركاً خلفه معاناته في بلده الأم العراق الذي لم يعرف الاستقرار منذ سنوات طويلة..

يقول محمد”
للوهلة الأولى، وعندما قدمت إلى السويد، ظننت
بأنني لن أتعلم هذه اللغة الجديدة التي اسمع ناطقاً بها طوال حياتي.. كل شيء كان
غريباً علي.. ولكن بعد أيام وعند مكوثي في (الكمب) بدأت الأمور تتساهل شيئا فشيئا،
حيث كان هناك برنامج يوجب على القادم الجديد دراسة اللغة السويدية في 240
ساعة دراسية ضمن ما يسمى AMS förlägning
في Flen،
وكانت ساعات الدراسة تلك بمثابة شهادة يعتمد عليها عند الانتقال من مدينة إلى أخرى
أو في إيجاد عمل أو سكن.

يعمل منذ العام 1986

ولرغبتي في تعلم اللغة تمكنت من التحدث بها في
وقت قصير.. كل ذلك وأنا كنت مثقلاً بالمشاكل النفسية والجسدية، حيث أنني كنت
لاجئاً في بلدي كما يقال، إذ كنت بعيدا عن أهلي لتسع سنوات وهذا بالتأكيد كان قد
ترك اثراً بالغاً في نفسي، إضافة إلى مشاكل جسدية ومنها إصابة في الركبة والتهاب
مزمن في الأذن أدى إلى إصابتي بالسحايا. وقد تمت معالجتي من هذه الأمور في مستشفى
اوبسالا وتحسنت حالتي من دون إجراء عملية في الدماغ ولكن تمت معالجة التهاب الأذن
بعملية.

استقر محمد في كاتريناهولم منذ العام 1986
ومنذ ذلك الحين وهو يعمل. ومن أهم الوظائف التي مارسها:

– مترجم (tolk) لدى بلدية كاتريناهولم.

– عمل في مصنع Elmo لصنع محركات الغسالات في مدينة فلين الذي كان يتنقل بينها وبين
كاتريناهولم بواسطة الحافلة ولمدة سنة وخمسة أشهر.

– عمل في Elektro
standard لصناعة (كيزرات الحمام) في كاتريناهولم
لأكثر من سنة. ثم ترك العمل لوجود ماكنة صوتها كان مؤذياً لأذنه المصابة.

– عمل في شركة أريكسون لمدة 14
عاماً في مخزن الصادرة والواردة.

إلى هنا لم ينتهِ مشوار الطموح لدى محمد، أي أن
الحصول على العمل لم يكن يشبع رغبته لما يرى في نفسه من مؤهلات، ففي العام 2002
فكر بأن ينخرط في مجال التعليم، ولأنه وطوال سنوات الأعمال التي كان قد مارسها كان
يعمل مدرباً للتنس في Katrineholms tenes klob وبشكل طوعي، ولذلك لم يكن صعباً عليه الحصول على وظيفة معلم رياضة في
اعدادية devuholm عندما
قرأ إعلاناً في الجريدة المحلية للمدينة، وكان النادي قد أرسله إلى عشرات الدورات
التدريبية في مجال التنس وكيفية التعامل مع الأطفال والشباب.

واستطاع محمد ان يعادل تلك الدورات بخمسة
وأربعين نقطة جامعية. فدرس special pedagogik في جامعة مالمو. إضافة إلى دراسة تطوير القراءة والكتابة عند الأطفال
الذين يتحدثون بلغة غير السويدية. ومن ثم دراسة اللياقة البدنية وتأثير الأكل
والموسيقى عليها.

محمد إبراهيم:
شخصية العام في مدينته عام
2010

تجري العادة في كاتريناهولم ان يتم اختيار
شخصية متميزة للمدينة كل عام، وقد تم اختيار محمد كنموذج للشخصية المتميزة في
العام 2010،
وذلك بعد دوره في الحفاظ على لعبة التنس في المدينة، حيث كان نادي التنس قد أعلن
إفلاسه وكان سيتم إغلاقه، لكن محمد بادر وغامر في عدم السماح لذلك، حيث استطاع من
خلال اتصاله بالبلدية وطلب المساعدة من إعادة تشكيل النادي كي لا يحرم الأطفال
والشباب من هذه اللعبة، وكي يحافظ على هذا النادي الذي وجد منذ العام 1936.

محمد اليوم يفتخر بأنه كتب تاريخاً في مجال
لعبة التنس التي لم يمارسها في بلده الأم، بل تعلمها في السويد واتقنها وعلمها
للآخرين، واليوم في كاتريناهولم عندما يذكر لعبة التنس يذكر اسم Mohammad Mohammad معها.. وقد تم
تغيير اسم النادي إلى أكاديمية كاتريناهولم للتنس.

ان الخلفية الرياضية لدى محمد كانت فطرية، فقد
كان موهوباً في كرة القدم والجمباز في طفولته.

محمد: السويد
تدعم أصحاب المواهب في الرياضة والفن

محمد اليوم يوجه نصيحة إلى القادمين الجدد بأن
لا يتخلوا عن طموحهم، ويطلب ممن لديهم الموهبة لاسيما في مجال الرياضة والفن ان
يستمروا في طريقهم، لأن السويد تدعم تلك المواهب وحتما فإن الاحتكاك بالناس سيسهل
تعلم اللغة.. ولابد أن يتفاخر الإنسان عندما يشعر بأن لديه بلدين، الأول ولد فيه
فأحبه والثاني ساعده في أن يكون إنسانا ذا قيمة وطور إمكانياته.

محمد اليوم وبفضل الرياضة يعمل مشرفاً مدرسياً
في كاتريناهولم للقادمين الذين هم بعمر المتوسطة.

ولأنه يتقن لغات هي الكوردية والعربية
والفارسية إضافة إلى السويدية فإنه يساعد عدداً كبيراً من الطلاب الذين يشرف عليهم.

وإلى جانب نجاحه في كل هذه المجالات محمد هو أب
متميز لأربعة أبناء، يعطي وقتاً كافياً ليؤهلهم كي يكون لهم شأن كبير في المستقبل.

حاورته سكنة أحمد

الزميلة سكنة أحمد مع ضيفها محمد محمد
Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.