“ليس من المعقول أن يخرّب الحزب جهود الاندماج التي دُفع فيها كثير من أموال الضرائب”
الكومبس – ستوكهولم: سلطت صحيفة داغينز نيهيتر الضوء على قضية نشر حزب ديمقراطيي السويد (SD) مواد معادية للمهاجرين ضمن ما عرف إعلامياً بالحسابات الوهمية التي كشف تحقيق على TV4 أن الحزب يديرها.
وأجرت داغينز نيهيتر مقابلة مع رئيس تحرير الكومبس محمود آغا قال فيها إن ما كشفه التحقيق التلفزيوني عن مواد معادية للمهاجرين نشرتها الحسابات الوهمية “لم يحظ باهتمام كاف من وسائل الإعلام أو السياسيين”.
وأضاف آغا “هذه الأساليب في محاولة نشر الخوف بين الناطقين بالعربية في السويد، من خلال المعلومات المضللة، يمكن أن تجعل الناس ينأون بأنفسهم عن السلطات ويعزلون أنفسهم عن المجتمع، الأمر الذي يضعف فرصهم في الاندماج”.
ولفت آغا إلى أن هناك كثيراً من أموال الضرائب التي تم دفعها لتعزيز الاندماج، معتبراً أنه “ليس من المعقول أن يأتي ثاني أكبر أحزاب السويد ليخرب سراً كل الجهود التي بذلت”.
ولفتت الصحيفة في تقريرها الذي نشرته أمس الإثنين إلى أن الكومبس، أكبر موقع إخباري باللغة العربية في السويد، بذلت جهداً لتشرح لمتابعيها ما هو الصحيح وغير الصحيح في الحملة التي استهدفت الخدمات الاجتماعية السويدية وقانون الرعاية القسرية (LVU)، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن تحقيق TV4كشف أن موظفي SD اشتروا أسماء نطاقات مثل “استيقظوا يا عرب السويد” وناقشوا خططاً لنشر معلومات مضللة تستهدف السويديين من خلفيات أجنبية برسائل مثل “الاشتراكيين الديمقراطيين يريدون أن يصبح أبناؤك مثليين”.
وذكرت الصحيفة أن عدداً من الحسابات التي يديرها SD نشرت منشورات مهينة عن المهاجرين والمسلمين في السويد. وذكر محمود آغا للصحيفة مثالاً على ذلك بصورة نشرها أحد هذه الحسابات وتشير إلى قطع رأس المرء إن قام بزيارة ضاحية خارهولمن في ستوكهولم.

وتعليقاً على ذلك قال آغا للصحيفة إن “المهاجرين جزء مهم من المجتمع السويدي، بينما جرى تصوير العرب والمسلمين على وجه الخصوص بشكل عدائي في رسائل SD وككبش فداء لمشاكل المجتمع المتعددة”.
وكان تحقيق TV4 كشف قبل أسابيع أن حزب SD يدير مجموعة من الحسابات الوهمية والمجهولة بغرض تشويه السياسيين من خصومه وحلفائه. كما كشف عن تخطيط موظفين في الحزب لإطلاق حسابات تخاطب المهاجرين وتنشر معلومات مضللة عن قضايا الخدمات الاجتماعية ورعاية الأطفال. الأمر الذي دفع حزب الوسط للمطالبة بإجراء تحقيق حول دور SD في حملات المعلومات المضللة التي استهدفت الخدمات الاجتماعية والتي عرفت إعلامياً باسم حملات LVU.
وأحدث ما كشف عنه تحقيق TV4 حول الحسابات الوهمية للحزب ضجة كبيرة في السويد. وانتقدت أحزاب البرلمان جميعها، باستثناء SD، الحسابات الوهمية. وركزت أحزاب الحكومة على ماكشف عنه التحقيق من أن الحزب يستهدف حلفاءه السياسيين، واعتبرت ذلك انتهاكاً لاتفاق تيدو الذي تشكلت بموجبه الحكومة بالتعاون مع SD. في حين انتقدت أحزاب المعارضة الحسابات الوهمية ودعت رئيس الوزراء أولف كريسترشون إلى رسم خطوط حمر لـSD. وفي مناظرة داخل البرلمان قالت رئيسة الاشتراكيين الديمقراطيين مجدلينا أندرشون إن الأمر لا يتعلق بنبرة الخطاب بين أحزاب تيدو ولا يتعلق بالنكات والسخرية بل بـ”عدد كبير من الحسابات الوهمية والمجهولة التي تنشر الكراهية وتحرض ضد الناس بسبب خلفيتهم أو معتقداتهم”.
وكان رئيس SD جيمي أوكيسون شن هجوماً مضاداً بعد الكشف عن الحسابات ووجّه خطاباً للسويديين اعتبر فيه أن حزبه يتعرض لحملة من قبل ما أسماه منظومة “اليسار الليبرالي” في السويد بالتعاون مع وسائل إعلام.
Source: www.dn.se