الكومبس – مالمو – علي العبدالله : عرض د. محمود آغا، مدير شبكة الكومبس الإعلامية، رؤية الشبكة وقصة نجاحها كوسيلة إعلامية ناشئة، وذلك أمام أكثر من 150 صحفي مشارك في ندوة “سودراس” أقامها اتحاد الصحفيين السويديين قسم الجنوب SJF ظهر السبت في مدينة مالمو، بعنوان:” بالتأكيد يوجد أمل”.
برنامج الندوة تضمن عدة حلقات نقاش، خصصت إحدى الحلقات للتعرف ومناقشة خبرات وتجارب وسائل الإعلام الناشئة في السويد، حيث اختيرت شبكة الكومبس إلى جانب موقع بارومترين http://www.barometern.se/ السويدي للحديث عن تحديات تأسيس وسائل إعلام جديدة في الوقت الراهن وعوامل نجاح واستمرار هذه المشاريع الإعلامية، وخصصت الندوة ساعة كاملة لهذه الحلقة، عرض مدير شبكة الكومبس إلى أهم العوامل التي وضعت الشبكة ضمن أهم المواقع الإعلامية التي تحظى بمتابعة واهتمام ملحوظة،
وأكد محمود آغا في حديثه للصحفيين المشاركين أن شبكة الكومبس حققت حضوراً وإهتماماً لافتين بين الناطقين باللغة العربية المتواجدين في السويد والبالغ عددهم حوالي 400 ألف شخصا. من خلال المصداقية والحياد والمهني الصحفية، لافتاً إلى أن الشبكة لا تتوجه للقارئ العربي في موقع جغرافي محدد على نطاق السويد، وليس لها أي توجهات إثنية أو عرقية أو دينية معنية بل تطرح نفسها كوسيلة إعلام محايدة ومستقلة وتتوجه إلى كل أطياف وشرائح المجتمع الناطقين بالعربية.
وتابع آغا قائلاً:” لقد نجحنا في التوجه لمن يتكلم اللغة العربية ليس فقط في السويد فحسب بل في العديد من الدول العربية، بعد أن تزايد الاهتمام في البلدان العربية لمعرفة المزيد عن السويد، بسبب تزايد موجات الهجرة، والرغبة من قبل البعض بالسفر للسياحة أو الدراسة أو العمل، وتزايد الاهتمام بمعرفة المزيد عن السويد بعد أن أقدمت ستوكهولم أيضا على خطوة الاعتراف بفلسطين،
ورداً على سؤال يوناس نوردلنغ، رئيس اتحاد الصحفيين فيما يتعلق بمصادر تمويل شبكة الكومبس في ظل ما تعانيه وسائل الإعلام من ضعف الموارد المالية أجاب آغا قائلاً:” ليس لدينا دعم أو معونة من قبل الدولة، ولكننا نأمل في الوقت نفسه ذلك، كما نمول أنفسنا مما يأتينا من إعلانات، هذا فضلاً عن الدعم الذي تقدمه عدة مؤسسات وسلطات سويدية للكومبس مقابل نشر معلومات عنها باللغة العربية بهدف الوصول إلى القارئ العربي “.
وعن جريدة الكومبس الورقية، اشار آغا إلى أنه يوزع حالياً ما يقارب 25 ألف نسخة مطبوعة من جريدة الكومبس وأن هناك خطط لزيادة العدد، بعد أن تصبح الجريدة أسبوعية، هذا على الرغم من سطوة الصحافة الالكترونية، قائلاً:” ندرك أن الصحافة الالكترونية هي الطاغية حاليا، ولكن هناك رغبة لدى البعض بقراءة الاخبار وبعض المواد الإعلامية الأخرى من خلال الجريدة الورقية، التي لا تزال مطلوبة ومرغوبة من قبل الكثير خاصة كبار السن “
أسرار النجاح
وفيما يتعلق ببعض أسرار نجاح الكومبس كشبكة إعلامية ناشئة، أكد محمود آغا على أن احترام المجموعة المستهدفة والتي تتوجه لها، هو أحد المواضيع الأساسية، احترام عقل وتفكير ومشاعر الناس، إلى جانب أسلوب كتابة وتناول المواد الإعلامية باللغة العربية، واختيار أولويات الكتابة الصحفية حسب أهمية المتابعة، والتمسك بمبادئ العمل الصحفي السامية. مبينا أن الكومبس كوسيلة إعلامية مارست إلى جانب العمل الصحفي التقليدي الصحافة المعلوماتية عن المجتمع الجديد، ومؤسساته وقوانينه وعاداته وتقاليده. لأن السويد تعد مجتمعا جديدا بالنسبة للعديدين
خطط مستقبلية
وعن خطط وطموحات الكومبس في المستقبل، أشار مدير عام الكومبس إلى أن هناك نية بأن يكون لدى الكومبس، محطة تلفزيونية متطورة، يتم من خلاله عرض مواد مرئية مميزة عن السويد وموجهة أيضا للمجتمع السويدي، وقال في هذا الصدد:” ننشر على صفحة الكومبس في الفيسبوك مقاطع فيديو وقد لاحظنا أن هناك متابعات جيدة وتعليقات وردود أفعال”
كما تحدث محمود آغا عن تجربته الصحفية في العديد من الدول، وكذلك عن الخبرات التي اكتسبها من راديو السويد ليكون ذلك بمثابة نقطة انطلاقه لتأسيس موقع إخبار موجه للناطقين باللغة العربية في ظل حاجة الناطقين بالعربية لوسيلة إعلامية جادة ومهنية
موقع ناطق باللغة السويدية من الكومبس
بدوره شرح غونزالو روجياس، رئيس تحرير موقع AL-TID الناطق باللغة السويدية والتابع لشبكة الكومبس الإعلامية أهداف وماهية الموقع لجهة توجهه للقارئ السويدي واهتمامه بالأخبار المحلية السويدية، مبينا في الوقت ذاته طبيعة وشكل العلاقة التي تربطه مع جريدة الكومبس، وأكد أن عملية الاندماج يجب أن تكون مزدوجة وباتجاهين، الاتجاه الأول تعريف القادمين الجدد على المجتمع السويدي، وتعريف المجتمع السويدي على بعض من جوانب ثقافة القادمين الجدد.
جريدة بارومترين
من جانبه تحدث اندش اندستروم، رئيس تحرير جريدة بارومترين عن طبيعة العمل الصحفي في الجريدة وتوزعها في عشر بلديات وتركيزها على الأخبار المحلية، مشيداً في الوقت ذاته بأهمية ودور شبكة الكومبس الإعلامية لجهة تغطيتها الإخبارية لما يجري في السويد باللغة العربية.
كما تحدث يوناس نوردلنغ، رئيس اتحاد الصحفيين عن طبيعة العمل النقابي والصحفي في جنوب السويد، بما في ذلك المضايقات والتهديدات التي يمكن أن يتعرض لها الصحفيين، خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي وقعت في فرنسا .
وأشار نوردلنغ إلى أن اتحاد الصحفيين وصحفيوا جنوب السويد يتضامنون مع الصحفيين العاملين في صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية قائلاً:” نتضامن مع الصحفيين وأهاليهم، كما نقوم بجمع التبرعات لأهالي الصحفيي “.
أسئلة من الحضور
هذا وقد تلقت الكومبس ثناءاً من أحد الصحفيين العرب المشاركين في الندوة لجهة حضورها الإعلامي اللافت في بعض الدول العربية ومنها سورية، وقد جاء ذالك في سياق سؤال الصحفي الموجه لمديرها العام، فيما يتعلق بطريقة تفاعل الموقع مع الأحداث ذات الطبيعة الحساسة في المنطقة العربية وخاصة سورية
وقد أجاب محمود آغا على السؤال قائلاً:” الموقع يركز على الحقائق المتعلقة باهتمامات الناطقين بالعربية في السويد، بما في ذلك القضايا التي تتعلق بالاندماج والقادمين الجدد إضافة إلى الأخبار المحلية السويدية، كما أن الموقع ليس مسيّساً ولا يقف إلى جانب طرف سياسي دون الآخر ”.
هذا فين حين عرضت آنا بيسين، صحفية في جريدة اكسبريسن خبرتها وتجربتها في الصحافة الطبية والمصاعب التي تواجد هذا النوع الصحفي وكذلك أهمية التطرق لمواضيع تتعلق بالصحة واللياقة والغذاء نظرا لاهتمام القارئ السويدي بمواضيع تتعلق بصحته .
هذا وكما عرض المشاركين في الندورة مهارتهم وخبراتهم فيما يخص الصحافة العلمية وكيفية تقديمها للقارئ السويدي بشكل مبسط بعيداً عن التعقيدات، إضافة إلى تعاطيهم مع الأبحاث والباحثين كمصدر للمعلومة .