تقارير

مرتقى: تناقشنا حول حرق المصحف فهاجمني بسيف ساموراي

: 8/10/23, 12:49 PM
Updated: 8/10/23, 12:49 PM
مرتقى: تناقشنا حول حرق المصحف فهاجمني بسيف ساموراي

هل يتسبب سلوان موميكا بحالات استقطاب وأعمال عنف

الشرطة السويدية ضبطت المتهم والتحقيقات جارية

هل نشهد حالة استقطاب خطيرة في المجتمع السويدي، ناتجة عما أحدثه الحرق المتكرر للمصحف من تداعيات؟ هل يستفيد المتطرفون على الجانبين من هذه التداعيات لاستقطاب أفراد وجماعات وتضع بعضهم في جبهات تطرف وتعصب وعدم تقبل للآخر؟
حادثة مأساوية تعرض لها شاب عراقي من مواليد السويد، على خلفية نقاش حول موميكا وحرية التعبير في السويد، حسب ما يروي الشاب وأهله لـ الكومبس، الجاني وهو يهاجم الشاب العراقي بالسيف، اعتبر نفسه مدافعاً عن حرية الرأي في السويد، ضد من يحاولون التعرض لقدسية القانون، وفق رواية المعتدى عليه. والد الشاب العراقي تواصل مع الكومبس ورتب لنا لقاء مع ابنه مرتقى، الذي نجا من موت محقق.

بعد عام من المضايقات والإهانات اللفظية المتكررة، قرر الجاني أن يحول اعتداءاته لأفعال بإنهاء حياة جاره الشاب مرتقى جبار سهراب، بضربة سيف كادت أن تكون قاتلة. تفاصيل مرعبه عاشتها بلدة أوشا (Orsa) شمال السويد، وأسرة الشاب الذي تعرض للاعتداء، تؤكد أنها جريمة كراهية.

“نجوت من الموت بأعجوبة، رغم إصابتي، خرجت أصرخ في الشارع محاولاً تحذير الناس منه، لأنه كان في حالة مضطربة، واعتقدت أنه سيحاول قتل المزيد”، يقول الشاب العراقي مرتقى.

وأضاف “المتهم هو جاري، نعيش في نفس الطابق منذ عام تقريباً، ومن بداية معرفتي به وأنا أتعرض دوماً لمضايقات وإهانات عنصرية متكررة منه، كان يوجهها لي ولضيوفي وحتى لعائلتي حين تزورني، ومع ذلك كنت لا أرد عليه، وأعتبر أنه سلوك شخصي من شخص سيء، لم أحاول التصادم معه احتراماً لحسن الجوار، لكوننا نسكن في نفس المبنى وبابه بجانب باب منزلي”.

موميكا وحرق القرآن

مرتقى سهراب، الذي التقته الكومبس في مدينة أوبسالا حيث يتابع علاجه، أوضح مجريات الحادثة قائلاً:

“قبل الواقعة بيومين التقينا عند موقف السيارات، وسألني الجاني عن موقفي من سلوان موميكا وحرقه للقرآن، وجوابي كان مختصراً بأنه يعبر عن نفسه، ولكن لا يفترض به أن يسيء للآخرين، فغضب جاري وأخذ يصرخ في وجهي ويقول، لن تغير القانون هو يمارس حقه القانوني…. لم أجادله أنهيت النقاش وعدت إلى منزلي”.

وقال مرتقى: “في يوم الحادثة بتاريخ 19 يوليو، كانت البلدة تشهد احتفالات سنوية تقام في موسم الصيف والشوارع مليئة بالناس والأمن، زارني أصدقائي وقررنا الخروج قبل منتصف الليل، لاحظت عند خروجي أن باب منزل الجاني مفتوح بشكل بسيط، استغربت!! فليست عادته …ولكني لم أتوقع أنه كان بانتظاري”.

الشاب مرتقى سهراب

ضربة بالسيف

وتابع مرتقى: “خرج أصدقائي قبلي من المبنى، وبعد أن نزلت درجتين تفاجأت به خلفي مشهراً سيف ساموراي لا يقل طوله عن المتر، وباغتني بضربة سريعة حاولت صدها بيدي ولكن شعرت بإصابة في عنقي وكأن يدي انفصلت عن جسدي الدماء غطت المكان، أدركت أنني قد أواجه الموت وأنه سيقتل المزيد، لا أعرف كيف استجمعت قوتي وخرجت أصرخ لتحذير الناس في الشارع، أصدقائي، والنساء والأطفال لم يفهم البعض ما حصل ولكن حالة رعب انتابت الجميع من مشهد الدماء، سارع باتجاهي على الفور رجال أمن تواجدوا في المنطقة، قاموا بمساعدتي وتقديم الإسعافات الأولية ولحسن الحظ كانت دوريات الشرطة قريبة”.

حدث كل شيء بشكل سريع أتت الشرطة والإسعاف وتم تطويق المكان، وإلقاء القبض على المتهم الذي لم يخرج من المبنى، فدخلت قوة من الشرطة وألقت القبض عليه وكان يحمل بيده سلاح الجريمة”.

40 غرزة

التقرير الطبي الخاص بحالة مرتقى، كشف أنه سيعاني من عاهة مستديمة في يده اليمنى بعد تهشم عظمتين بشكل كامل بالإضافة لجرح غائر استلزم 40 غرزة، وجرح أقل خطورة في عنقه.

أسرة مرتقى تعيش حالة من القلق، والده جبار سهراب، أصيب بصدمة، وبحزن بالغ معبراً عن أسفه لما حصل لابنه، وقال: “تعيش أسرتي بحالة صدمة حقيقية، أطفالي الصغار يرفضون الخروج للعب أمام المنزل، الواقعة صدمتنا جميعاً نحن نعيش في البلدة منذ سنوات طويلة، ومرتقى ولد فيها لم نتخيل أن نواجه هذا العنف المفاجئ”.

وأضاف: “كثيراً ما كان يذكر مرتقى أنه يتعرض لمضايقات عنصرية وإهانات متتابعة من جاره – الجاني – حتى أن جيران مرتقى وأصدقاؤه كانوا يشهدون حجم المضايقات التي يتعرض لها ويتعامل معها بهدوء، على الرغم من الإحراج الذي كان يسببه له أمام زملائه عند شتمهم ونعتهم بألفاظ عنصرية مزعجة وحتى البصق عليهم”.

وتابع:” أخبرني مرتقى بالحديث الذي دار بينه وبين الجاني حول حرق القرآن، وعن رده الهادئ وحجم الغضب الذي انتاب الجاني”. شعرت بالقلق، ولكن لم أتخيل أن تصل الأمور إلى هذا الحد يقول الأب “خاصة وأن جميع سكان البلدة يعرفوننا، كما أن شقيقة الجاني هي زميلة ابني الصغير في المدرسة من الصعب أن نتخيل كيف انقلبت الأمور لجريمة قتل”.

لحظات مرعبة

وبحزن أضاف الوالد: “أحمد الله أن ابني بخير عشنا لحظات مرعبة، الأخبار وصلتنا بداية أنه قتل بسيف، لا أعلم كيف وصلنا إلى المشفى، عادت لنا الأنفاس حين أخبرونا أنه على قيد الحياة، اعتقدت ووالدته أننا فقدناه، لا شيء يمكن أن يصف ما عشناه ولا نزال ونحن نرى ابننا في مقتبل العمر يعاني من عاهة في يده، لأن شخصاً قرر استخدام العنف في التعبير عن رفضه للآخرين، مؤسف هذا الحال، خاصة وأنه يعمل محاسباً في محل تجاري مما يعني أن وظيفته تعطلت أيضاً، الآن نحن بانتظار استكمال التحقيقات ومحاكمة الجاني لنشعر بالأمن والاستقرار النفسي، وإن كان الأمر معقداً بعض الشيء”.

“الإجراءات الأمنية والطبية كانت سريعة وجيدة ولكن أشعر بالأسى من موقف البلدية”

مرتقى أكد أنه وخلال التحقيقات معه، ذكرت الشرطة أن الجاني لديه سجل سابق لديها، وأضاف: “أوشا “بلدتي التي أمضيت فيها عمري حزين جداً لما عشناه جميعاً من حالة رعب وقلق، أشعر بالأسى على موقف البلدية التي لم تقدم أي دعم معنوي، فالإجراءات الأمنية والتحقيقات كانت سريعة والعناية الطبية جيدة جداً، ولكن ما افتقدناه هو موقف البلدية، فأنا ابن البلدة ولدت وأعيش فيها منذ 22 عاماً، وما واجهته أثار تعاطف العديد من سكان البلدة الذين عبروا عن تضامنهم وحزنهم، ولكن المؤسف أن البلدية لم تقم بدورها المعنوي”.

التحقيقات مستمرة

مرتقى ووالده أكدوا أن الشرطة تتواصل معهم بشكل دائم، وتؤكد أن التحقيقات مستمرة، وكافة الإجراءات ستأخذ مجراها القانوني، وأوضحوا أن محامي مرتقى يتابع القضية، وسيتم إعلامهم بنتائج التحقيقات فور الانتهاء منها، للكشف النهائي عن دوافع الجريمة، التي من الممكن أن تكون جريمة محاولة قتل، لاسيما وأن الأدلة تم ضبطها في موضع الجريمة وهناك عدد كبير من الشهود الذين أدلوا بشهادتهم أمام الشرطة حول مضايقات الجاني وما كان يعاني منه مرتقى على مدار عام كامل من استفزازات الجاني وإهاناته العنصرية.
الكومبس حاولت التواصل مع المحامي، لكنه رفض الإدلاء بأي تصريح، ريثما تنتهي التحقيقات.

ندى سمارة

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.