مسؤول الملف السوري بوزارة الخارجية السويدية نيكولاس شيبون: نعمل على تشكيل مجموعة اتصال دولية فاعلة لوقف الحرب في سوريا

: 9/24/15, 11:00 AM
Updated: 9/24/15, 11:00 AM
مسؤول الملف السوري بوزارة الخارجية السويدية نيكولاس شيبون:  نعمل على تشكيل مجموعة اتصال دولية فاعلة لوقف الحرب في سوريا

الكومبس – لقاء خاص: حصلت على هاتف السفير نيكولاس شيبون من أحد الأصدقاء المشتركين، عندما اتصلت به لأعرفه عن نفسي، رحب بي، ولم يتردد في اقتراح موعد للقاء معه، تناولنا القهوة بمقهى قريب من مبنى البرلمان وتبادلنا أطراف حديث سرعان ما تطور إلى فكرة لقاء آخر، ولكن هذه المرة في مكتبه داخل بناية وزارة الخارجية، لعمل لقاء صحفي يتناول بالأخص الملف السوري وتداعياته. فهذا السفير يسمى رسميا الآن المبعوث الخاص لشؤون الأزمة السورية.

هل للسويد دور ما تقوم به لوقف الحرب الدائرة في سوريا منذ 4 سنوات، عدا استقبال من يستطيع الوصول الى أراضيها من اللاجئين؟

هل أزمة تدفق اللاجئين الجدد على السويد وأوروبا يمكن أن يعجل في إيجاد حل مناسب؟ هذه الأسئلة وغيرها كانت محور لقاء شيق مع الدبلوماسي السويدي نيكولاس شيبون، تجدونه أدناه:

هل تم تعيينك في هذا المنصب “مبعوث خاص لحل الأزمة السورية” وبالتالي مسؤول عن الملف السوري في الخارجية السويدية بسبب تصاعد الأزمة أم لأهمية هذا الملف اجمالا؟ هل سيبقى هذا المنصب إلى حين انتهاء الحرب أم لوقت محدد مسبقا؟

نعم أنا معين بشكل خاص الآن لمتابعة الملف السوري، أنا لست أول من يستلم هذه الوظيفة الخاصة بالشأن السوري، كان قبلي زملاء منذ العام 2008 عندما تم تعيين ممثل للخارجية السويدية خاص بالقضايا السورية، ولا أعلم كم من الوقت سأستمر بعملي، بالنسبة لي أنا اعتبر سوريا بلدي الثاني فقد خدمت بلادي فيها 8 سنوات منها 6 سنوات كسفير، ولدي ولدى عائلتي ذكريات طيبة عن هذا البلد وعن شعبه.

ما هو الدور الذي تلعبه أو يمكن أن تلعبه السويد فيما يتعلق بالأزمة السورية؟ ما هي المساهمات التي يمكن ان تقوم بها في إيجاد نهاية للحرب هناك؟

نحن في البداية ندين قصف نظام الأسد، الذي يقوم به على نطاق واسع ضد المدنيين، هذا ما أكده بيان الحكومة الذي ألقاه رئيس الوزراء ستيفان لوفين قبل أيام (15 سبتمبر) كما ندين التصرفات الوحشية التي يقترفها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

نعتقد أن زيادة الضغط على نظام الأسد، والدول التي تدعمه أمر ضروري لإيجاد حل سياسي للأزمة. هذا الحل الآن ومنذ فترة طويلة وصل إلى طريق مسدود على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي. السويد تحاول حاليا حشد دول الاتحاد الأوروبي من أجل دور أكثر نشاطا وفعالية للاتصال مع دول المنطقة ومن أجل دعم مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا.

نريد أيضا أن نرى “مجموعة اتصال دولية” تتشكل من الولايات المتحدة وروسيا بالإضافة إلى شركاء إقليميين لتعزيز جهود الأمم المتحدة. ينبغي على مجلس الأمن ودوله العظمى أخذ الصلاحيات، وتحمل المسؤولية من أجل وضع حد لحمام الدم في سوريا.

ماذا تعني بمجموعة الاتصال الدولية؟

ليس من المرجح أن تنتهي الأزمة في سوريا وتتفق مختلف الأطراف المتصارعة هناك على حل دون أن يجري هذا الاتفاق جنب إلى جنب مع توافق بين القوى العظمى في العالم. لذلك نرى أن مجموعة الاتصال الدولية، يمكن أن تضم أطراف فاعلين بالأزمة من خارج مجلس الامن الدولي (مثل إيران ودول الخليج) والهدف هو جمع هذه الأطراف الرئيسية المؤثرة بالأزمة للعمل معا لوضع حد لهذه الحرب.

هل السويد على علاقة مع طرفي النزاع في سوريا أم فقط مع المعارضة؟ وماهي الجهة أو الجهات التي تتواصلون معها في المعارضة؟

لدينا اتصالات مع مختلف ممثلي منظمات المجتمع المدني السورية، كما لدينا اتصالات مع من يتحاربون فيما بينهم. ولكن لا يزال لدينا أيضا بعثات دبلوماسية تزور دمشق إلى الحد الذي يسمح به الوضع الأمني، ويمكن لهذه البعثات الاتصال مع النظام إذا رأينا أن ذلك يمكن أن يفيد ويعمل على إيجاد حل سياسي. كما أن لدينا اتصالات مع جهات وعناصر مختلفة من المعارضة السياسية، وهذا أيضا من أجل المساهمة في إيجاد حل سياسي عندما تتهيأ الظروف لذلك.

إلى أي حد تعتقد أن القوى الإقليمية تؤثر على الوضع الحالي في سوريا؟ هل تساهم هذه القوى في عرقلة الحل ووضع نهاية للأزمة وللحرب المستمرة؟

منذ بداية الصراع الداخلي في سوريا أخذ الانجرار يتزايد وراء الارتباط بالصراع الإقليمي، حيث يدعم جانب النظام في سوريا فيما تتلقى المعارضة المنقسمة، أو جزء منها، دعما من أطراف أخرى. هل تعرقل هذه القوى وضع حد للحرب؟ الجواب نعم، لأن التوافق فيما بينها يمكن أن يهيأ باعتقادي، أجواء حل ويحسن آفاق انهاء الحرب بشكل كبير، ولكن السؤال الآخر هو هل لا يزال هناك مجال للتوافق بين الأطراف السورية المتقاتلة، قد يكون ذلك ليس بهذه السهولة بعد أربع سنوات من سكب الدماء.

هل تعتقد أن استمرار تدفق اللاجئين إلى أوروبا من شأنه أن يعجل الأطراف الفاعلة في إيجاد حل للمسألة السورية؟

ليس لأن هذا السبب لم يكن موجودا في السابق: المعاناة الإنسانية والدمار في سوريا، وتزايد خطر انتقال الحرب الى دول أخرى مجاورة أسباب موجودة وملحة لإيجاد حل، وهذا ما دعا دول مثل السويد لتقديم المساعدات لضحايا الحرب، والآن نجد أن التعجيل بالحل أصبح ضروري أيضا بعد تصاعد التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والمقاتلين الأجانب الذين يحاربون معه.

في المجمل، نعم، انا اعتقد وأتمنى أن تؤدي زيادة المأساة المحيطة بتدفق اللاجئين إلى زيادة الوعي حول حقائق الصراع الأساسي في سوريا وكيفية وضع حد له.

ما هي إيجابيات وسلبيات تواجد السويد داخل الاتحاد الأوربي على فعالية عملها وتفاعلها في السياسة الخارجية؟

أنا اعتقد أن الكفة التي رجحت قرار انضمامنا إلى الاتحاد الأوروبي العام 1995، هي أننا وجدنا أن احتمال ما يمكن نفقده في تقييد امكانياتنا للتحرك بشكل فردي في السياسة الخارجية، يمكننا أن نعوضه في فرص أكبر للتأثير على إدارة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، ونحن أثبتنا جدارتنا بذلك.

هل زيادة المشاركة الشعبية والاهتمام العام بما يخص الحرب في سوريا يمكن أن يكون له تأثير على المناخ السياسي وعمل الحكومة؟

نعم صحيح سيكون من السهل على الحكومة تنفيذ توجهاتها إذا كان الرأي العام إلى جانبها. زيادة المشاركة الشعبية والضغط من قبل المواطنين والجهات المدنية يلعب دورا في التأثير على عمل الحكومة.

حاوره رئيس التحرير د. محمود الآغا

لقراءة اللقاء بالسويدية على موقع Altid.se إنقر على الرابط التالي:

HUR BIDRAR SVERIGE TILL ATT HITTA ETT SLUT PÅ KRIGET I SYRIEN?

20150916_120916

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.