تعليمات السفر

مسافرون إلى لبنان: لهذه الأسباب خالفنا تعليمات الخارجية السويدية

: 12/21/23, 3:39 PM
Updated: 12/22/23, 12:03 PM
مصدر الصور: AP/TT
مصدر الصور: AP/TT

الكومبس – خاص: أصدرت وزارة الخارجية منذ انطلاق الأحداث الأخيرة في غزة وإسرائيل، وما تبعها من توتر واشتباكات عند حدود لبنان الجنوبية، سلسلة تعليمات دعت خلالها المواطنين السويديين إلى عدم السفر إلى لبنان ومغادرته على الفور جراء القلق من تطور الاشتباكات إلى حرب واسعة قد تعطل قدرتها على مساعدتهم.

وعبّرت الخارجية في تصريح خاص للكومبس أمس عن قلقها من سفر عدد كبير من السويديين إلى لبنان خلال عطلة الميلاد ورأس السنة، رغم تحذيراتها السابقة.

وقال رئيس وحدة الشؤون القانونية القنصلية والمدنية في وزارة الخارجية سفانتي ليليغرين (Svante Liljegren) “ليس لدينا معلومات موثوقة حول العدد الدقيق للمسافرين. لكننا نعلم أن هناك أكثر بكثير مما هو مناسب. مئات المسافرين كل يوم قبل وأثناء عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة”. وذكّر المسؤول بأن تعليمات مشددة مماثلة صدرت سابقاً بخصوص السفر إلى سوريا أيضاً.

الكومبس تواصلت مع عدد من الأشخاص الذين خالفوا تعليمات وزارة الخارجية السويدية وسافروا إلى لبنان خلال الفترة الأخيرة، لاستيضاح أسباب سفرهم رغم ما قد يحمله الوضع من خطورة على سلامتهم الشخصية.

أحمد شاب من أصول لبنانية يحمل جنسية أوروبية ومقيم في السويد، سافر إلى لبنان منذ أسابيع رغم تحذيرات الخارجية السويدية، وقال للكومبس إن أسباب زيارته كانت عائلية بعد تعرض والده لوعكة صحية استوجبت وجوده إلى جانبه.

وأشار إلى أن قسماً كبيراً من الأسر في لبنان لديها أفراد مغتربون في الخارج بينما يقيم الوالدان وهم غالباً من المسنين في لبنان. وتحدث عن الوضع الاقتصادي كما وضع الرعاية الصحية الذي يحتم غالباً على الأبناء السفر لإعانة والديهم عند الحاجة.

وليد مواطن سويدي من أصل سوري سافر أخيراً إلى لبنان من ستوكهولم، بعدما صدرت وثائق لم شمل زوجته من قبل مصلحة الهجرة ما اضطره إلى السفر إلى لبنان ثم العبور إلى سوريا، لتسليمها الوثائق نظراً لعدم وجود خدمة بريدية مع سوريا.

وقال وليد للكومبس إن زوجته لا يمكنها مغادرة سوريا ولبنان وحدها باتجاه السويد، وإن زيارته كانت بحكم الضرورة لا الخيار، خصوصاً أن وزارة الخارجية السويدية تحذّر من الوضع في كل من سوريا ولبنان، ما دفعه للإسراع في استقدام زوجته خوفاً من تدهور الوضع.

أما الأسباب الأكثر شيوعاً بين المسافرين إلى لبنان من السويد وغيرها من الدول فهي حالياً لمن يريدون الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة مع أسرهم.

عبد السلام مواطن سوري مقيم في السويد تحدث للكومبس أيضاً عن سفره قريباً إلى بيروت ثم قصده سوريا للقاء أسرته في فترة الأعياد.

عبد السلام أكد أنه يدرك صدور تعليمات عن الخارجية السويدية حول محاذير السفر إلى بيروت وسوريا ولكنه يتحمل المسؤولية الشخصية عن قراره، بعدما طالت فترة الفراق عن أسرته.

الشاب اللبناني جورج بدوره قال إنه كان في السابق يسافر شهرياً إلى لبنان نظراً لوجود والديه وأسرته هناك، ولأنه لم يتمكن كذلك من إخراج أمواله من البلاد بعد الانهيار المصرفي الذي شهدته، ما اضطره إلى السفر دورياً للاهتمام بأموره المالية.

ولكنه أكد أنه التزم بتعليمات منع السفر منذ صدورها في أكتوبر الماضي، غير أن امتداد الفترة الزمنية وبقاء التوتر محصوراً نسبياً عند الحدود الجنوبية، دفعه للمخاطرة والسفر حالياً لقضاء فترة الأعياد مع أسرته.

ولفت إلى أن اللبنانيين اعتادوا على فترات التوتر والأحداث الأمنية نظراً لما مرّت به بلادهم من أزمات متلاحقة، وهو ما قد يصعب فهمه في المجتمعات التي لم تعتد على مثل هذه الظروف. ولفت إلى أن الحياة في معظم مناطق البلاد تسير كالمعتاد رغم القلق من تطور الأوضاع عند الحدود الجنوبية.

ورداً على سؤال حول أسباب عدم قدوم الأهل لزيارة أولادهم في أوروبا، أشار جورج إلى صعوبة الحصول على تأشيرات الزيارة من قبل السفارات الأوروبية، وكذلك إلى الصعوبات المادية التي تواجه الكثير من لبنانيين ما يحد من قدرتهم على دفع تكاليف السفر الباهظة في فترة الأعياد.

وكانت الكومبس تواصلت مع شركة SAS للطيران لسؤالها عن حجوزات السفر إلى لبنان حالياً، ولم تتلقّ رداً حتى لحظة كتابة التقرير.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.