الكومبس- ستوكهولم: طالب مسجد ستوكهولم، في بيان رسمي صدر في 12 يونيو، بمساءلة راديو السويد على خلفية حلقة إذاعية اعتبرها “منحازة ومعادية للمسلمين” اتهم فيها البرنامج مسجد العاصمة ومنظمات إسلامية أخرى بالارتباط بجماعة الإخوان المسلمين، وبالسعي إلى “تسلل ناعم” داخل المجتمع السويدي. البيان وصف الحلقة بأنها “خرق فاضح لمبادئ الخدمة العامة الإعلامية”، مشددًا على أن البرنامج أعاد إنتاج سرديات مؤامراتية وخطابًا شيطانيًا تجاه المسلمين دون منحهم فرصة الرد أو الدفاع عن أنفسهم.
وكان راديو السويد قد بثّ في 10 يونيو حلقة جديدة من برنامجه الوثائقي Gräns بعنوان “هكذا تتسلل جماعة الإخوان المسلمين إلى السويد“ تناول فيها ما وصفه بـ”التهديد غير العنيف” الذي تمثله الجماعة، مستندًا إلى شهادات باحثين وشخصيات سابقة في الحركة الإسلامية، بينهم بيير راني، الذي تحدث عن تجنيده سابقًا في فرنسا وتأثير الإخوان في السويد. البرنامج أثار تساؤلات حول حدود حرية التنظيم الديني، وتداخل الدين بالسياسة، وما إذا كانت السلطات السويدية تتعامل بجدية كافية مع ظاهرة الإسلام السياسي.
السجال المحتدم بين الإذاعة العمومية ومسجد ستوكهولم أعاد إلى الواجهة نقاشًا حساسًا حول دور الإعلام العام، والمسؤولية التحريرية، وخطوط التماس بين حرية التعبير وحقوق الأقليات، في وقت يشهد فيه المجتمع السويدي تناميًا في التوترات المرتبطة بالهوية والانتماء والتعددية الدينية. وهنا معلومات أكثر عن حلقة الراديو السويدي المثيرة للجدل، كما تجدون معلومات عن بيان مسجد ستوكهولم.
اتهامات بالترويج لسرديات مؤامراتية
ركزت الحلقة على ما وصفه الصحفيان كلاس أرونسون (Claes Aronsson) وكالي غلاس (Kalle Glas) بـ”التهديد غير العنيف” الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين في السويد، مستندين إلى شهادات باحثين وشخصيات سابقة في الحركة الإسلامية، من بينهم بيير راني (Pierre Reany)، الذي كشف عن تجنيده من قبل الجماعة في فرنسا خلال التسعينيات. وأثارت الحلقة تساؤلات حول حرية التنظيم الديني، وحدود تدخل الدين في السياسة، ومدى جدية السلطات في التعامل مع ظاهرة الإسلام السياسي.
وأشار البرنامج إلى أن الجماعة لا تعتمد على مقرات أو عضوية مفتوحة، بل على شبكات مغلقة وتجنيد فردي. ووفقاً للباحث آجه كارلبوم (Aje Carlbom)، فإن الإخوان يتبعون نهجاً استراتيجياً يبدأ من الأفراد صعوداً نحو التأثير البلدي والوطني، مستخدمين أدوات ديمقراطية مثل الجمعيات والمدارس، دون التزام واضح بالقيم الديمقراطية ذاتها.
كما قارن البرنامج بين السويد وفرنسا، حيث أظهر استطلاع للرأي أن 88٪ من الفرنسيين يدعمون حظر الجماعة، في حين لا يزال النقاش في السويد أقل وضوحاً. وفي معرض نقده الاجتماعي، استعاد البرنامج تقريراً تلفزيونياً من 2012 كشف عن تفسيرات دينية مخالفة للقانون السويدي في تسعة من عشرة مساجد.
ردّ غاضب من مسجد ستوكهولم
في بيانه، اعتبر مسجد ستوكهولم أن البرنامج تجاوز مبادئ الخدمة العامة، خصوصاً الحياد والموضوعية. وأكد أن الحلقة تضمنت مصطلحات مثل “التسلل”، “الأذرع”، و”الشبكات السرية”، والتي ترسم صورة تهديدية للمسلمين. وأضاف أن استخدام موسيقى درامية وإيحاءات لغوية يعمق هذه السرديات، وهو ما اعتبره إعادة إنتاج لخطاب يستخدم في الدعاية ضد الأقليات.
وانتقد البيان غياب التوازن في المصادر، مؤكداً أن البرنامج استند إلى شخصيات معروفة بعدائها للمسلمين دون تقديم وجهات نظر بديلة. كما شدد على أن المسلمين يُعاقَبون مزدوجاً: سواء نظموا أنفسهم داخل جمعيات، أو شاركوا في مؤسسات الدولة.
وأوضح أن البرنامج احتكر تعريف “الإسلام المقبول” دون إشراك علماء أو ممثلين عن المجتمع المسلم، ما يُعدّ تقويضاً لحرية العقيدة. وأضاف أن الراديو سمح لأشخاص غير مختصين بتحديد ما هو الإيمان، ما يرسّخ صورة المسلمين كمشكلة.
وفي ختام بيانه، طالب المسجد بإجراءات فورية من راديو السويد، بما في ذلك اعتذار علني، وضمان تغطيات مستقبلية أكثر توازناً وحيادية. وشدد على أن الخدمة العامة يجب أن تعكس تنوع المجتمع، لا أن تسهم في تكريس الشكوك وتشويه صورة فئة كاملة من المواطنين.
رابط البيان من مسجد ستوكهولم
Source: www.sverigesradio.se