قانون الإبلاغ

مشافي ترفض رعايتهم..مقيمون بلا وثائق بين ألم المرض والخوف من الترحيل

: 9/17/23, 6:55 PM
Updated: 9/17/23, 11:07 AM
تعبيرية
Foto: Fredrik Sandberg / TT
تعبيرية Foto: Fredrik Sandberg / TT

الكومبس – أخبار السويد: نشرت صحيفة افتونبلادت، تقريرا تحدثت فيه عن معاناة بعض اللاجئين الذين لا يمتلكون أوراقاً ثبوتية أو رقماً وطنياً سويدياً في الحصول على الرعاية الطبية واشارت في تقريرها إلى ضغط الحكومة على البلديات بضرورة الإبلاغ عن أي مقيمين غير شرعيين .

وتنقل الصحيفة عن أحد المقيمين، الذين لا يملكون وثائق سويدية وصفه صعوبة الحصول على الرعاية.

ويقول الشخص ويدعى محمد، 26 عاماً: “أريد أن أعمل ثم أحتاج إلى رقم وطني للحصول على الرعاية”.

ووفق الصحيفة، فإن محمد، الذي يحاول الحصول على علاج لقدمه المكسورة، يحلم بالبقاء في السويد.

وقد أجرى عملية جراحية على قدمه ذات مرة في إيران عندما كان طفلاً، قبل أن يفر إلى السويد، وهنا تقدم بطلب اللجوء، لكن طلبه رُفض، وتوجه إلى ألمانيا التي أعادته إلى السويد. والآن يخضع محمد لعملية لجوء جديدة وقد عاد الألم من جديد لقدمه.

يقول كلاس يتربرينك نوردنسكيولد، أحد الأطباء الذين يعملون كمتطوعين في مركز رعاية صحي بضواحي االعاصمة ستوكهولم: “يأتي المهاجرون الضعفاء من الاتحاد الأوروبي والمهاجرون غير الشرعيين إلى المركز كل يوم خميس، وهم يعانون من كل شيء بدءًا من نزلات البرد الشائعة وحتى إصابات الحرب التي يصعب شفاؤها. وقد تعرض البعض لحوادث في مواقع البناء حيث يعملون بشكل غير قانوني حيث لم يمنحهم رب العمل التأمين. والبعض الآخر يعاني من الألم في كل مكان. غالبًا ما يعيشون في ظل ضغوط مستمرة وينامون في الغابات”.

وتابع: “يمكن أن يكون الأمر يتعلق بألم في الجسم بعد الجلوس في الشارع لمدة يوم كامل والتسول للحصول على المال”.

من جهته، يتحدث كريستر نوردلينغ، الذي يعمل في مجال الدعم للأشخاص الذين يعانون من ضغوط نفسية في المركز: “عندما يلتقي هؤلاء بشخص عاش تحت تهديد الترحيل لمدة 16 عامًا. فيبدأون يعانون الكثير من الاكتئاب والأفكار الانتحارية”.

وتابع: “لا يمكنك تحمل هذا الأمر لفترة طويلة”.

الوضع تغير في السويد

وفي السنوات الأخيرة، تغير الوضع في غرف الانتظار بالمراكز الصحية والمشافي السويدية، ففي كثير من الأحيان يتم رفض المساعدة للأشخاص غير المسجلين، على الرغم من أن لديهم الحق في الحصول على المساعدة.

وقد تلقى البعض، فواتير ضخمة مقابل الرعاية في المستشفى – مثل الأم التي ولدت حديثًا وهي لا تملك وثائق سويدية، حيث طالبها المشفى بمبلغ 105000 كرون سويدي مقابل الرعاية.

ويقول كريستر نوردلينغ: “إنهم يشعرون بتحولات جديدة في الطريقة التي يتحدث بها الناس، وفي المناقشات والمقترحات بين السياسيين”.

ويضيف: ” ما يخبرنا به البعض من هؤلاء هو أنهم يخضعون لرقابة مشددة من قبل الشرطة أكثر من ذي قبل. يشعرون بالاضطهاد”.

طبيب: أرفض الإبلاغ عن أي مقيم غير شرعي

ويشير تقرير صحيفة أفتونبلادت إلى حقيقة أن هذا المركز الصحي، الذي يقع في وسط ستوكهولم، يمكن أن يواجه مشكلة في المستقبل، عندما تتزايد ما يسمى بالفحوصات الداخلية التي تجريها الشرطة على الأجانب.

وفي هذا الإطار قال طبيب في المركز يدعى، كلاس يتربرينك نوردنسكيولد: “ربما يتعين على الأطباء البدء بالتجول في فرق متنقلة بدلاً من ذلك. في أسوأ الحالات، إقامة مركز استقبال للمرضى في عنوان سري”.

وتابع: “إن الوصول إلى هنا والذهاب إلى المدينة يرتبط بالمخاطر، لأن هناك ضوابط في مترو الأنفاق”.

وأكد الطبيب أنه يرفض الإبلاغ للسلطات عن المقيمين غير الشرعيين. وهو واحد من العديد من الأطباء الذين ينتقدون اقتراح الحكومة بشأن الإبلاغ الإلزامي عن هؤلاء.

واعتبر أنه قد يؤدي الاقتراح الذي يتم التحقيق فيه الآن إلى اضطرار العاملين في مجال الرعاية الصحية والمدرسين وأمناء المكتبات وغيرهم من الموظفين العموميين إلى الإبلاغ عن الأشخاص غير المسجلين.

ويقول إنه سيرفض الإبلاغ ويفضل أن يتلقى عقوبته على فعل ذلك.

وتابع: ” إنهم يحاولون اعتقال المرضى وإجبارهم على مغادرة بلدنا”.

المرضى يخشون الحصول على الرعاية

ومن ناحيتها، تقول هانا لاوستيولا، الأمينة العامة لمنظمة “أطباء العالم”، إن المرضى غير المسجلين سيخافون من طلب المساعدة للأمراض الخطيرة إذا أصبح القانون حقيقة واقعة.

وحتى الآن، يعتقد الكثيرون منهم أنه يمكنهم الحصول على الرعاية المعتادة.

وتابعت: ” إنه حقًا خوف لدينا من أن يموت الناس. كنتيجة نهائية لهذا القانون”.

وأضافت: “قانون من شأنه أن يزيد الضغط على الأطباء في العيادات. إنهم منتشرون في جميع أنحاء البلاد. يحدث أن يأتي أشخاص إلى المركز هنا بسبب نوبة قلبية مشتبه بها، لأنهم لا يجرؤون على الذهاب إلى غرفة الطوارئ في المشفى”.

تقول هانا لوستيولا: “إن هناك الكثير مما يدل على أنهم خائفون جدًا من الترحيل إلى بلدهم الأصلي لدرجة أنهم يختارون الامتناع عن طلب الرعاية”.

وتتحدث الصحيفة في تقريرها، أنها قابلت في ممر المركز الصحي الواقع بضواحي ستوكهولم، امرأة كانت هناك تنتظر دورها بفارغ الصبر.

وتشير إلى أنها تتألم بعد سقوطها على الدرج وهي في طريقها للعمل في مطعم كباب، حيث تعمل بشكل غير قانوني، مقابل 130 كرون سويدي في الساعة. لكنها لا تحصل دائمًا على هذا القدر من المرتب.

وتقول للصحيفة: ” يجب أن تحصل على المساعدة إذا كنت في حاجة إليها. لكن الناس مثلنا لا يستطيعون الذهاب إلى المستشفى”.

لقد تركت المرأة، ابنها البالغ من العمر 14 عاماً على الطريق في إيطاليا، حيث لم تعثر على عمل هناك. أما هنا في السويد فقد انتهى تصريح العمل لديها منذ عدة أشهر، وهي الآن تعيش بوضع غير واضح.

وتقول: “إنه بالنسبة للعديد من الأشخاص غير المسجلين، فإن النظام في السويد صعب والمستقبل غامض”.

Source: www.aftonbladet.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.