الكومبس- خاص: تشهد مدينة يوتيبوري منذ هجوم السابع من أكتوبر وحرب غزة مظاهرات عديدة في ساحة “غوستاف أدولف” كل يوم أحد الساعة الثانية بعد الظهر، وذلك وفقاً للترخيص الذي حصل عليه منطمو هذه المظاهرات من قبل الشرطة. المظاهرات التي دعت إلى وقف الحرب على غزة وإطلاق سراح المعتقلين ستزال مستمرةً رغم دخول الهدنة بين إسرائيل وحركة (حماس) حيز التنفيز منذ 19 من هذا الشهر الجاري.

خالد أحمد، وهو أحد القائمين على تنظيم هذه المظاهرات منذ بدايتها تحدث للكومبس عن أبرز المحطات البارزة في رحلة التنظيم وعن الانتقادات أو المشاكل التي واجهتهم خلال هذه الفترة وعبر عن فرحه بالهدنة في غزة الذي اعتبرها أنها لا تعني تحرير فلسطين خاصة مع توسيع إسرائيل لعملياتها العسكرية لتشمل الضفة الغربية وآخرها في مدينة جنين يوم أمس.”

أحمد أجاب عن سؤال الكومبس حول أبرز المشاكل التي تواجههم كمنظمين لهذه المظاهرات، إذ قال “نحن نقسّم المشاكل التي نتعرض لها إلى قسمين، الأول هو المشاكل التنظيمية، حيث قد نواجه بعض المتظاهرين، الذين لا يرغبون باتباع تعليماتنا، التي تسعى إلى حمايتهم بالدرجة الأولى، حيث أننا نمنع التدخين أثناء سير المظاهرة، كما أننا ننبه المتظاهرين حول ضرورة السير في المكان الصحيح لئلّا يعرضوا حياتهم للخطر أثناء السير في مكان يحتوي على حركة مرور كحركة القطارات والسيارات.” وفقاً لكلامه.

وعن “المشاكل الخارجية”، التي تواجههم قال خالد: “الصحافة اليمينية العنصرية تحاول استفزاز المتظاهرين عبر الاقتراب منهم ومحاولة استفزاز مشاعرهم من أجل تصويرهم أثناء الرد على هذه الاستفزازات والقول بأنهم متطرفون وعنيفون. لقد نبهنا أكثر من مرة حول هذه الحيلة ولكن يوجد بعض الأشخاص الذين لا يستطيعون ضبط مشاعرهم مع كل هذا الضغط.”

لماذا يتم رفع أعلام حماس وحزب الله؟

الكومبس سألت خالد عما إذا كانت هناك معايير يتبعوها كمنظمين لمنع أو السماح برفع أعلام منظمات مصنفة على قائمة الإرهاب وفقاً للاتحاد الأوروبي، فأجاب: “القانون السويدي لا يجرم رفع أي علم، ونحن كمنظمين للمظاهرات لا يمكننا دائماً منع المتظاهرين الذين يرغبون بإظهار دعمهم لحزب الله وحركة حماس من رفع أعلامهما، لأنها من وجهة نظرهم تدافعان عن قضية الشعب الفلسطيني ضد قوات الاحتلال، وبالتالي من حيث المبدأ فإن لهم الحق بالتظاهر وإبداء رأيهم، ولكن كمنظمين، فنحن لا نوزع هذه الأعلام ونوزع فقط العلم الفلسطيني، ولكن أيضاً كما ذكرت سابقاً بأننا لا نعترف بتصنيف هذه الحركات على أنها إرهابية، لأن هذا التصنيف مزدوج المعايير أيضاً وأمريكا التي صنفت نيسلون مانديلا كـ”إرهابي” هي التي اعتمدته، ولكنه في النهاية حصل على جائزة للسلام.” وفقاً لرأيه.

التعرض للاعتقال من قبل الشرطة

خالد أحمد، ذكر للكومبس أن الشرطة قامت باعتقاله أكثر من مرة أثناء المظاهرات الداعمة لفلسطين أحدها أمام جامعة يوتيبوري أثناء إزالة المخيم الطلابي، حيث أظهرت صور نشرتها وكالة TT آنذاك قيام الشرطة السويدية بإبعاد متظاهر على الأقل بالقوة، ونقله إلى سيارة تابعة للشرطة، والتي وفقاً لخالد فإنه هو الشخص الذي يظهر في الصورة التي التقطتها عدسة مراسل الوكالة السويدية للأنباء.

وعن أسباب هذه الاعتقالات المتكررة قال خالد:” للأسف إن الشرطة لا تتعاون معنا دائماً، ففي مظاهرة الليبراليين التي أُقيمت أمام جامعة يوتيبوري أثناء إزالة المخيم الطلابي تم اعتقالي فقط لأننا كنا على مقربة من مكان تجمعهم، ولكن الشرطة لا تفعل شيئاً عندما ترى الصحفيين اليمينيين يحاولون استفزاز المتظاهرين مع توجيه كلمات عنصرية ضدهم.” وفقاً لرأيه.

يذكر أن تغطية الإعلام السويدي للمظاهرات الداعمة لفلسطين تتنوع في كثافتها ونقاط تركيزها في مدينة يوتيبوري كسائر المدن السويدية، ولعل آخرها تغطية صحيفة “يوتيبوري بوستن” لاحتفالات المتظاهرين في المدينة بعد ساعات قليلة من إعلان الهدنة بين حماس واسرائيل.

راما الشعباني

يوتيبوري