الكومبس – ستوكهولم: اعتبرت مصلحة الهجرة السويدية أن الوضع في ليبيا من القضايا المحورية، التي يجب التركيز عليها، وذلك في إطار مراقبة وحدة الشؤون الدولية بمصلحة الهجرة للأوضاع في مختلف دول العالم، ودراسة الافتراضات والتقديرات المستقبلية المحتملة.
وكانت مؤسسة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الحدود Frontex قد أعلنت عن وجود مهاجرين في ليبيا، تتراوح أعدادهم من نصف مليون إلى مليون مهاجر يريد دخول الاتحاد الأوروبي بشكل غير شرعي.
وذكرت Frontex أن شهر نيسان أبريل عام 2014 شهد زيادة ملحوظة في عدد المهاجرين الذين وصلوا على متن قوارب من ليبيا إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وعرض موقع مصلحة الهجرة الإلكتروني، تقريراً لمؤسسة فرونتيكس كشف فيه ازدياد عدد الأشخاص الذين يصلون إلى إيطاليا عبر قوارب في البحر الابيض المتوسط خلال السنوات الأخيرة، لاسيما في العام الماضي، حيث بلغ عدد المهاجرين الذين دخلوا إيطاليا حوالي 170 ألف طالب لجوء، من ضمنهم 42 ألف من سوريا، و34 ألف من إريتريا.
وقال رئيس وحدة الشؤون الدولية في مصلحة الهجرة Anders Westerlund إن الأرقام التي عرضتها مؤسسة فرونتيكس حول أعداد المهاجرين في ليبيا، يجب أن تكون واضحة، لمعرفة الآثار السياسية المترتبة على هذه الأرقام في المستقبل.
وأشار ويستيرلوند إلى وجود ضغوط داخل الاتحاد الأوروبي، للتحرك واتخاذ إجراءات لمواجهة الأوضاع الحالية في ليبيا، وحركات الهجرة المتزايدة عبرها.
وأوضح ويستيرلوند أن شبكات تهريب البشر أصبحت تعمل بحرية كبيرة في ليبيا، في ظل الافتقار لوجود حكومة فاعلة لديها القدرة على وقف عمليات التهريب واستغلال البشر، مشيراً إلى أن عدم وجود هيئات ليبية حكومية، يؤثر على الاتحاد الأوروبي، نتيجة عدم قدرته على التواصل مع السلطات الليبية ومعالجة المواضيع الشائكة.
وبين ويستيرلوند أن قرار الجزائر بفرض تأشيرة دخول على السوريين، ساهم في خفض عدد السوريين في ليبيا بشكل كبير جداً، خاصةً وأن الطريق الأكثر شيوعاً بالنسبة للاجئين السوريين كانت السفر من سوريا إلى ليبيا عبر الجزائر.
وأضاف أن السوريين سيبحثون الآن عن طرق تهريب جديدة للوصول إلى إحدى دول الاتحاد الأوروبي، ولذلك فإن طريق العبور من تركيا إلى اليونان أصبح أكثر أهميةً من السابق، متوقعاً زيادة عدد طالبي اللجوء في شهر نيسان أبريل، مثلما حدث تماماُ العام الماضي.
وحول تزايد نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، أكد ويستيرلوند أنه بغض النظر عن النفوذ السياسي الموجود حالياً في البلاد، إلا أن مصلحة الهجرة لا ترى أي تأثير لتنظيم الدولة الإسلامية على حركة المهاجرين والمسافرين من ليبيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وبحسب موقع مصلحة الهجرة الإلكتروني فإن ليبيا تحولت منذ الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي، إلى مركز عبور رئيسي للمهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء، الراغبين بالسفر إلى أوروبا، وذلك نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا، وتنازع عدد من الائتلافات المختلفة على تقاسم السلطة فيها.
وكان مشروع Mare Nostrum المشترك بين إيطاليا والاتحاد الأوروبي، قد تم إيقاف العمل به، حيث كان يعنى بمراقبة ورصد مساحات واسعة من المياه الدولية قبالة السواحل الليبية، وإنقاذ المهاجرين في حالات الخطر.
وبدأ الاتحاد الأوروبي تنفيذ مشروع Triton بدلاً من Mare Nostrum، لكن النتائج العملية لمشروع تريتون لا تزال محدودة مقارنةً مع ماري نوستروم.