معرض نضال سواس في ستوكهولم: 30 لوحة بتقنيات مختلفة

: 3/10/20, 2:10 PM
Updated: 3/10/20, 2:10 PM
معرض نضال سواس في ستوكهولم: 30 لوحة بتقنيات مختلفة

نضال سواس فنانة تشكيلية وأديبة سورية، كما أنها كاتبة مسرحية وشاعرة وناقدة، استطاعت عبر موهبتها أن تجمع بين عراقة وأصالة الفن الشرقي بالتقنيات المعاصرة التي ابتكرت كثيراً منها، لخلق حالة فريدة من الإبداع والإبهار والإدهاش البصري الرمزي، يحاكي الروح ويستدعي الفكر ويتحدى النمطية بطرحه اللامعقول. ما جعل أعمالها تحقق النجاحات المتتالية، سواء داخل بيئتها الثقافية الأم في دول الشرق الأوسط، أو بيئتها الحاضنة الغربية بمعاييرها وأدواتها الأكثر انفتاحاً وحداثة، من خلال مشاركاتها الفنية ومعارضها الخاصة المتعددة، فأمست سفيراً مشرفاً للفن الشرقي في أوروبا وهمزة وصل بين مدارس الفن التشكيلي على اختلافها.

هي اليوم، تنظم معرضاً فنياً جديداً، من 22 فبراير/شباط وحتى 12 مارس/آذار، في husby Gård konsthall Husby Gård kafe بمدينة ستوكهولم، تحت عنوان Nostalgia تعرض خلاله مجموعة من لوحاتها المميزة، استثارت بها فضول ورضى عديد الزوار والفنانين الحاضرين، ما دفع إدارة المعرض إلى تمديده حسب الموعد المذكور.

للحديث أكثر حول طبيعة أعمالها ومسيرتها الفنية ونجاح معرضها الحالي، التقت “الكومبس” بالفنانة سواس، في الحوار التالي:

حدثينا بإيجاز عن بدايات مشوارك الفني في
سورية؟

أنا فنانة تشكيلية وأديبة سورية من مدينة حلب، عشقت
الفنون وبدأت الرسم منذ نعومة أظفاري، كما حرصت على دراسة الأدب الفرنسي لأنال فيه
دبلوماً بالترجمة، إلى جانب دراستي للفنون الجميلة.

كان الفنان السوري الرائع لؤي كيالي أول من
شجع موهبتي، ثم تتلمذت على يد مواطنه الفنان العالمي القدير الراحل فاتح المدرس،
لأتابع بعدها مشواري الفني من خلال المشاركة بمعارض كثيرة، فضلاً عن إقامة عدة معارض
فردية في سوريا ومصر ولبنان والأردن وغيرها من البلاد العربية.

كيف استأنفت مشوارك الفني بعد الهجرة للسويد؟
وما أهم أعمالك؟

لم يتوقف مشواري الفني لحظة واحدة حتى بعد هجرتي
إلى السويد، حيث لازلت حريصة على متابعته بكل تصميم وتقديم الأفضل دائماً من خلال البحث
والمتابعة والتجربة، ما جعلني أعمل على تدريسه حالياً في ستوكهولم كما فعلت سابقاً
بسورية.

لقد نظمت داخل السويد، مجموعة من المعارض الفردية الخاصة
في مدن ستوكهولم وسندسفال وتروبسهامر. كما كانت لي مشاركة متميزة بمعرض الفنون الذي
نظمته السفارة الأمريكية.

أما على الصعيد الدولي، فأقمت عدة معارض فردية في جمهوريتي
إسبانيا وألمانيا. هذا وسيجري خلال وقت لاحق من العام الحالي، إقامة معارض أخرى مماثلة
لي بمملكتي كندا وهولندا.

إن علاقتي مع
الفن التشكيلي ليست محصورة في مجال الرسم والنحت فقط، بل تتعداها إلى الدراسات
الفنية النقدية، فأنا أكتب بالنقد التشكيلي وأعمل عليه. لذا حرصت على توثيق رؤيتي
النقدية هذه من خلال كتابي (ماذا عن الفن؟). كما أعمل حالياً على كتاب أخر يختص بدراسة الفن في السويد ومقارنته بالفن
التشكيلي الشرقي.

ما أبرز خصائص معرضك الحالي؟

يضم معرضي الحالي ثلاثون لوحة منفذة بعدة تقنيات،
منها الزيتي والأكريليك، بالإضافة إلى تقنية جديدة خاصة بي، استثارت فضول ورضى
الزوار والفنانين هنا.

ما الذي يميز أسلوبك الفني؟

إنني أسعى إلى تقديم الأفضل والأجمل وبسط صورة حية
عن تحليق الروح في هذا الفضاء الرحب، حيث للون والشكل لغة خاصة، استخدم بها الرمزية
للوصول إلى أعلى درجات محاكاة الروح واستدعاء الفكر، ليكون مشاركاً في لعبة
التساؤل.

ما أبرز التحديات التي اعترضت مسيرتك في
المهجر؟

أؤمن بدور الفن من الناحية التنويرية. بالنسبة إلى بلد
المهجر، لا شك أن الصعوبات يكون أساسها قبل كل شيء، محاولة إثبات الذات داخل بلد
غريب لا يعرفون فيه عن الفنان سوى عمله، الذي يعد معيار التقييم الحقيقي له، ما
يستدعي الجدية في التعامل مع الفن كقيمة نبيلة، لها قدسيتها واحترامها، سعياً لوضع
هذه القيمة بمكانها الأسمى.

أنا أعلم تماما مدى أهمية الفن السوري الجميل
والجاد، لذا فإن دوري هو تقديم نفسي كفنانة سورية أعرض من خلال أعمالي صورة عن
الفن السوري وتطوره.

كيف أثرت بيئة المهجر على أسلوبك في
تنفيذ أعمالك؟

لا شك أن هنالك بعض الاختلاف بين البيئتين ثقافياً
وحضارياً. أما عن الفن كمفهوم خاص، أعتقد أن الإضافة وبكل تواضع، ستكون من خلال البحث
الجاد الذي أواظب على تقديمه. نحن بكل بساطة، نمتلك إمكانات فنية عالية وعلى مستوى
المنافسة، فعلى الرغم من اختلاف التقنيات، إلا أن تجربتنا وتاريخنا في الفن السوري
غنيان بالكثير، بل لدينا ما هو أشد إذهالاً. لكن في السويد تلك الفسحة من الحرية التي
تسمح بتقديم اللامعقول وربما هذا ما سيقوم عليه بحثي القادم، حيث سأعمل على تقديم
الغرابة ضمن إطار فني جميل مع استدعاء عنصر الدهشة.

ما هي خططك المستقبلية؟

أسعى إلى استخدام مواد مغايرة لما اعتدت عليه سابقاً،
فقد استطعت استنباط بعض الخصوصية الجديدة الأكثر تطوراً، التي ستغدو أساساً لمشروعي
الجديد.

للاطلاع على مزيد من أعمال الفنانة نضال سواس: الموقع الإلكتروني:

حوار: قسم التحقيقات – عمر سويدان

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.