معلمون مؤهلون بلا عمل رغم النقص الهائل في المدرسين بالسويد

: 3/28/23, 2:04 PM
Updated: 3/28/23, 3:09 PM
معلمون مؤهلون بلا عمل رغم النقص الهائل في المدرسين بالسويد

الكومبس – خاص: تعاني السويد من نقص كبير في المعلمين المؤهلين. وتتوقع الحكومة أن يكون هناك نقص بحدود 12 ألف مدرس في العام 2035. وزيرة التعليم لوتا إدهولم قالت في يناير الماضي “هناك نقص في المعلمين المؤهلين وكثيرون منهم يختارون ترك المهنة قبل الأوان”.

ورغم هذا النقص الهائل فإن بعض المعلمين المؤهلين من أصول مهاجرة لا يجدون عملاً في مدارس السويد، في تناقض لا يجد له بعضهم تفسيراً، في حين وصل البعض الآخر إلى تفسيرات أقنعته بهذا الخصوص.

علي (فضل عدم ذكر اسمه)، في أوائل الخمسينيات من عمره، يحمل شهادة تدريس لخمسة مواد بين المرحلتين الأساسية والثانوية، ويقيم في السويد منذ عشر سنوات.

خلال السنوات الأولى من إقامته عمل علي على تعديل شهاداته ودراسة اللغة وإنهاء كل ما يجب إنهاءه ليحصل على شهادة معلم، وبالفعل حصل على الشهادات الخمس، وحصل بعدها على وظيفة معلم مساعد في إحدى المدارس، وبعد انتهاء عقده لم يعد يجد عملاً في مهنة التدريس.

يقول علي للكومبس “قدمت على أكثر من 20 وظيفة في مدارس مختلفة، أجريت عدة مقابلات، وكان الرد في أغلب الأحيان سنعاود الاتصال بك، وبالفعل يتم التواصل معي بعد ذلك عن طريق البريد الإلكتروني برسالة مفادها: نعتذر تم قبول شخصاً آخر في الوظيفة”.

ويضيف “في البداية لم يكن الأمر يشكل أزمة بالنسبة لي، فمن الممكن أن يُقبل متقدم آخر في الوظيفة، لكن مع تكرار الأمر بدأت أشعر بالإحباط، وكان الأمر يزداد سوءاً، لأني لا أحصل على تفسير لعدم قبولي”.

يعتقد علي بأن هناك “نوعاً من التمييز أو العنصرية في التعامل”، لم يشعر به بشكل مباشر، لكن تحليله لما يحصل لم يوصله لأسباب أخرى. ويعتقد أيضاً بأن سنّه يمكن أن يكون عائقاً أيضاً، لكنه يتساءل “لماذا نرى طلاباً في الجامعات من السويديين في عمر الأربعينات مثلاً؟ أو نرى أشخاصاً يغيرون مجال عملهم في هذا العمر ويحصلون على وظائف؟.

وفي حين لا يجد علي إجابات شافية، تروي وداد (فضلت عدم ذكر اسمها)، قصتها المشابهة مع التعليم في مدارس السويد.

تملك وداد، وهي في الثلاثينات من العمر، شهادة تدريس لثلاثة مواد في المرحلة الابتدائية منذ ثلاث سنوات، وهي مقيمة في السويد منذ سبع سنوات.

حصلت المعلمة على عمل لمدة ستة أشهر لتدريس أحد المواد، كمعلم بديل بسبب غياب المعلم الأساسي للمادة، وتعمل الآن كمعلم مساعد لكن ليس بشهاداتها، حيث قدمت على كثير من الوظائف بشهادتها لكنها لم تحصل على أي منها.

واختلفت استنتاجات وداد عما توصل إليه علي، حيث تقول للكومبس “في البداية شعرت أن هناك تمييزاً من نوع ما في التعامل لكن بعد مدة من العمل كمعلم مساعد بدأت أضع مبررات لبعض الوظائف التي لم أقبل فيها. نحن حديثون في البلاد هنا، مهما كانت لغتنا السويدية جيدة يبقى نطقنا غير متقن مئة بالمئة، لذلك من حق المدرسة ألا تقبلنا”.

وتضيف “واجهتني مواقف عدة لم يفهم علي الطلاب فيها ماذا أقول، وأنا احمل شهادات تخولني تدريس المرحلة الابتدائية، أي أن كل كلمة يحفظها الطالب بنطق غير سليم ستبقى معه”.

وعما ستفعله لتجاوز ذلك، تقول وداد “سأعمل على تحسين نطقي للحصول على وظيفة بشهاداتي، لكني أعتقد بأن البلديات أيضاً يجب أن توفر فرصاً لكافة المعلمين من خلفيات أجنبية ليتمكنوا من تحسين نطقهم، أنا حصلت على هذه الفرصة ومازال لدي الأمل في التحسن، في حين أن كثيرين غيري لم يحصلوا على وظائف وهذا يشعرهم بالإحباط بالطبع”.

وتتهم وداد الجهات المعنية بالتقصير، لأن المعلمين يقومون بما هو لازم لتحسين لغتهم، لكن ذلك، برأيها، يجب أن يكون هدفاً للطرفين، المعلمين والمدارس فـ”يد واحدة لا تصفق، نحتاج يداً أخرى لتساعدنا”.

وكانت الحكومة قدمت يناير الماضي مشروع قانون بشأن الحوكمة الوطنية لتطوير كفاءات المعلمين ومديري المدارس. وتهدف الحكومة إلى جذب مزيد من الناس ليصبحوا معلمين. في حين لم يشمل اقتراح الحكومة بنداً واضحاً يخص المعلمين من أصول مهاجرة.

علاء يعقوب

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.