الكومبس – مالمو: إستضاف المركز الإسلامي في مالمو اليوم، ندوة حول مكافحة الإرهاب والتطرف، وكيفية الحد من تجنيد الشباب في المنظمات الإرهابية، بدعوة من الشرطة في المدينة، وبحضور شخصيات سياسية من مؤسسات المجتمع المدني، وأكاديميين جامعيين وناشطين في هذا المجال، تقدمتهم منى سالين المكلفة من قبل الحكومة في تنظيم الجهود من اجل مكافحة الارهاب والتطرف.
وتخللت ظروف تنظيم الندوة مقاطعات وإعتراضات من قبل عدد من رجال الدين والاكاديميين تمحورت حول طريقة تنظيمها.
وشهدت الندوة محاضرات وكلمات لعدد من السياسيين ورجال الأمن وباحثين وصحفيين، تركزت حول كيفية معالجة الأسباب التي تدفع بالشباب الإنضمام الى الجماعات المتطرفة والعنصرية، وما تسببه من أضرار بالمجتمع، وتفاقم مشاعر الكراهية والعنف في أوساطه.
وقالت سالين إن الشباب الذين يلتحقون بالتنظيمات المتطرفة والعنصرية يعتقدون أنهم يمارسون عملاً صحيحاً وإيجابيّا، لذلك لابد من تدخل رجال الدين والشيوخ والشخصيات التي لها تأثير عليهم في التأثير عليهم.
وأكدت على ضرورة أن يكون لرجل الدين الذين يلقي الخُطب الدينية على خلفية علمية ودراية كافية في التعامل مع هذه الفئة من الشباب، مشيرة الى أهمية معرفة ما يجري في شبكات التواصل الإجتماعي من عمليات تجنيد للشباب والترويج للأفكار المتطرفة والإرهابية.
وشددت سالين على ضرورة رفض الأفكار السلبية لدى البعض التي يجري الترويج لها، وإلصاق تهمة الإرهاب بالعرب والمسلمين كلما “وقعت جريمة قتل أو حدثت إعتداءات، فيما لا يجري إطلاق نفس التهم عندما يمارس آخرين نفس الجرائم.
ودعت الى ضرورة توخي الحذر وعدم اللجوء الى العنف والتخريب أثناء التعبير عن رفض الجماعات المتطرفة والعنصرية، فالنتائج المترتبة عن ذلك “لن تكون محمودة” كما قالت.
إمام مالمو الشيخ سعيد عزام يقاطع الندوة
وعلمت “الكومبس” أن إمام مالمو الشيخ سعيد عزام قاطع الندوة، إحتجاجاً على طريقة تنظيمها.
وقال عزام في تصريح خاص بشبكة “الكومبس” إن “الندوة تمت من قبل الشرطة بضيافة المركز الإسلامي الذي ليس لدينا مشكلة معه، ولكن توجيه الدعوات لم يكن على أساس شخصي، فأنا لم أستلم دعوة شخصية للحضور”.
وأضاف: ” أنا مع أي جهد يُبذل في هذا الإطار، ولست ضده، ويوم أمس عقدنا في المدينة إجتماعا حضره العديد من رجال الدين في مالمو ورؤساء الجمعيات الإسلامية، وتفاجأت بأن الندوة لم توجه الدعوة لممثلي هذه الجمعيات في الحضور، رغم أنها المحور الأساسي فيها”.
وأكد أن لديه إرتباطات كثيرة مع المراكز والجمعيات الإسلامية في المدينة، ويُكنى بـ ” إمام مالمو “، الامر الذي دفعه الى عدم المشاركة وفق الطريقة التي تمت فيها تنظيم الندوة، مشيراً الى أن صيغة الندوة “هي عبارة عن محاضرات تلقين لنا وليس لنا فيها مشاركة أو حوار، وأننا مستمعون فيها فقط، لذلك وجدت أن حضوري من عدمه سيكون واحداً”.
العيد بوعكاز: “أساس المشكلة تربوي”
وأضاف:” أن عدم توفر الدور التوعوي في المدارس، وعدم إعطاء الشباب العربي المولود هنا دورا ومكانة في المجتمع، يدفعهم الى أن يجدوا أنفسهم خارج إطار المجتمع الأمر الذي يضطرهم الانخراط في التنظيمات الارهابية والاجرامية”.
ورأى أن المشكلة هي في ايجاد سبل تربوية لتربية الشباب على أسس صحيحة، وهذه ليست مهمة الشرطة والسياسيين، وان على المجتمع استعادة الثقة بالشباب واعتبارهم مواطنين فيه”.