مقال في صحيفة سويدية: المساس بحق المرأة في الحجاب مساس بالديمقراطية

: 12/7/22, 1:24 PM
Updated: 12/7/22, 1:24 PM
من مظاهرة للدفاع عن المحجبات في ستوكهولم (أرشيفية)

Foto: Jessica Gow / SCANPIX /TT
من مظاهرة للدفاع عن المحجبات في ستوكهولم (أرشيفية) Foto: Jessica Gow / SCANPIX /TT

“اتجاه شعبوي عنصري لقمع المرأة المسلمة في السويد”

” يريدون أن يقرروا للمرأة المسلمة ما هي الملابس التي يمكنها ارتداؤها”

الكومبس – ستوكهولم: قال الدكتور في الإنثربولوجيا الاجتماعية هاريس آجيك إن هناك اتجاهاً شعبوياً عنصرياً في السويد يقوده سياسيون لقمع المرأة عبر الدعوة لحظر الحجاب.

وكتب آجيك مقالاً نشرته صحيفة يوتيبوري بوستن اليوم دراً على مقال نشره ستة من أعضاء البرلمان عن حزب المحافظين في صحيفة أفتونبلادت قالوا فيه “إذا كنا ندعم النساء في إيران، فيجب أن ينطبق الشيء نفسه في السويد”، مقترحين إجراء تحقيق في حظر الحجاب في المدارس.

وقال آجيك في مقاله إن “حجة هؤلاء تستند إلى شعارات بالية تعتبر الحجاب رمزاً للقمع، مع التظاهر بنضال سويدي جديد من أجل الحرية وحقوق الإنسان للجميع”.

وأضاف “من المثير للاهتمام أن الاقتراح يأتي من نفس الكتلة السياسية التي تعرضت برامجها السياسية سيئة السمعة لانتقادات من قبل أكبر منظمات حقوق الإنسان لتأثيرها الجسيم على الحقوق والحريات الأساسية للناس (منظمة العفو الدولية، المدافعون عن الحقوق المدنية، أنقذوا الأطفال)”.

وتابع “من المثير للاهتمام أيضاً أن الرجال والنساء البيض الذين يتمتعون بالسلطة هم الذين يريدون أن يقرروا للمرأة المسلمة ما هي الملابس التي يمكنها ارتداؤها وأين تذهب حدود حريتها الدينية. إن نظام القوة الذي يعبر عن نفسه هنا ليس جديداً. والسؤال الآن هو: هل الشعب السويدي قادر على اكتشاف التستر الحقوقي المزيف”.

واعتبر الكاتب في مقاله أن “نضال النساء الكرديات من أجل التحرر من اضطهاد الإسلاموية في إيران مذهل ومهم بقدر ما هو مروع ومأسوي. من المستحيل ألا يعجب المرء بشجاعة الشعب بينما يحبس العالم أنفاسه ويظهر كثيرون دعمهم للنضال من أجل الحرية، لكن العالم يستطيع ويجب عليه أن يفعل المزيد. إن كتابة “امرأة، حياة، حرية” على وسائل التواصل الاجتماعي أمر لطيف ويمكن أن يريح ضمائرنا قليلاً، لكن هذا لا يكفي. ولا يساعد الثورة في شيء”.

وقال الكاتب “نحن غير قادرين على الوقوف ضد النظام القمعي في إيران وكذلك في تركيا ودعم الثورة بنفس الطريقة التي ندعم بها الشعب الأوكراني ضد احتلال بوتين. وبدلاً من ذلك، يتم استغلال معاناة الإيرانيات لتبرير القمع العرقي للنساء المسلمات هنا في وطنهن السويد. إن الإصرار على الاضطهاد يحول الأمر من الحديث عن كراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا) إلى كراهية المسلمين، وهو اتجاه لا يليق بالديمقراطية”.

وأضاف “العلاقة بين الجسد واللباس من جهة ومفاهيم الحشمة من جهة أخرى ليست جديدة ولا تقتصر على الإسلام وحده. على العكس من ذلك، فقد كانت موجودة بشكل أو بآخر في جميع الثقافات على مر العصور. لكن النضال الغربي ضد الحجاب هو تعبير عن تحليل مخل للسلطة والسياسة الرمزية المرتبطة بها حيث تعتبر أن فكرة القيم الغربية تتعرض لتهديد مستمر من الشرق الحاقد”.

وقال الكاتب “هناك فرق بين إيران والسويد، لكن توجد بعض أوجه التشابه اللافتة للنظر. في إيران، الملالي الإسلاميون هم الذين يقمعون النساء. هنا في الوطن في السويد، هناك اتجاه شعبوي عنصري هائل يقوده سياسيون يفعل الشيء نفسه بالضبط. اقتراح حظر الحجاب هو واحد من التعبيرات عن هذا الاتجاه. كما أنه واحد من الأدوات القمعية التي ولدها هذا الاتجاه والتي يتم فيها تقييد حقوق وحريات النساء والرجال الأحرار بعكس الحقوق الديمقراطية الأساسية”.

وخلص الكاتب إلى القول “ينبغي ألا يعيش أي مواطن سويدي تحت القمع. وينبغي ألا نساعد المضطهدين بقمع غيرهم من الناس. الحرية لا يمكن الوصول إليها من خلال تقييدها. يجب أن تحصل النساء المسلمات في السويد اللواتي يشعرن بالاضطهاد على كل الدعم الذي يحتجنه لتحرير أنفسهن من الاضطهاد. وكذلك النساء المسلمات اللواتي يجدن السلام أو الحماية أو الإيمان أو الفخر في ارتداء الحجاب، لا ينبغي أن تنتقص حقوقهن. هذه مبادئ ديمقراطية أساسية لا يمكننا المساومة عليها دون المساس بالديمقراطية”.

Source: www.gp.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.