مقتل الشرطي.. تحول نوعي في جرائم العصابات؟

: 7/1/21, 12:18 PM
Updated: 7/1/21, 12:18 PM
Foto:  Andreas Hillergren/TT
Foto: Andreas Hillergren/TT

لماذا كل هذا الاهتمام بمقتل الشرطي.. وما الرمزية التي يمثلها؟

هل كان قتل الشرطي انتقاماً؟

“اخبروا أطفالكم أن الشرطة قوية لما يكفي”

الكومبس – خاص: بينما تقف السويد دقيقة صمت حداداً على الشرطي الذي تعرض للقتل بالرصاص أثناء أداء واجبه في يوتيبوري ليل أمس، تثار أسئلة كثيرة عن السياسة الأمنية في السويد، والمواجهة المفتوحة مع العصابات الإجرامية منذ سنوات في بعض الضواحي.

ردود فعل حزينة وغاضبة، هذا ما يمكن أن توصف به كلمات السياسيين في السويد عقب انتشار نبأ الجريمة. حتى أن رئيس الوزراء ستيفان لوفين غضب حين سئل في مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم عن إمكانية تشكيل حكومة والخروج من الأزمة السياسية، مشيراً إلى أن هذا ليس الوقت المناسب للحديث في القضايا السياسية.

من غير المعروف لماذا قُتل الشرطي، وهل كان هو المستهدف بإطلاق النار، لكن الواضح أنه كان يرتدي زيه الرسمي في منطقة تعتبر ساحة للعصابات الإجرامية. فهل انتقلت هذه العصابات إلى مستويات أعلى من الفعل الإجرامي؟ وهل لذلك علاقة بعمليات القبض الواسعة على زعماء عصابات التي قامت بها الشرطة السويدية ضد زعماء عصابات في الأشهر الأخيرة؟

كانت معظم حوادث إطلاق النار التي تشهدها السويد في السنوات الأخيرة تعبيراً عن صراع دامي مفتوح بين عصابات تتنافس على تجارة المخدرات وتولّي الزعامة في بعض الضواحي.

ورغم أن هذا الصرع راح ضحيته أشخاص لا علاقة لهم ببيئة العصابات إطلاقاً (كالفتاة التي قتلت ليلاً في بوتشيركا أثناء محاولة قتل أحد أفراد العصابات) فإن جرائم القتل وإطلاق النار ظلت محصورة في محاولات التصفية بين أفراد العصابات أنفسهم.

في حين يمثل قتل الشرطي بإطلاق الرصاص عليه مباشرة أثناء تأدية واجبه تحولاً نوعياً في جرائم العصابات، وتجاوزاً لخطوط حمراء غير معلنة.

منذ آذار/مارس الماضي شنت الشرطة السويدية عمليات نوعية في ضواحي ستوكهولم ويوتيبوري قبضت فيها على عدد كبير من زعماء العصابات. واستطاع الادعاء العام تقديمهم للمحاكمة بتهم القتل والشروع في القتل والاتجار بالمخدرات، بعد اختراق الشرطة الأوروبية لتطبيقات المحادثات المشفرة التي يستخدمونها.

وفيما قد يواجه هؤلاء أحكاماً طويلة بالسجن، حذّر مسؤولون في الشرطة والحكومة من أن العصابات ستستمر في عملها ما دامت قادرة على تجنيد شباب جدد، لذلك أكدوا ضرورة العمل على ما يمكن تسميته “تجفيف منابع العصابات” في الضواحي عبر إصلاح المدارس والأنشطة الشبابية ومعالجة القضايا الاجتماعية.

فهل كان قتل الشرطي انتقاماً من عمليات القبض الأخيرة، ورغبة من بعض العصابات في نقل المواجهة إلى مستوى أعلى، أم أنه حدث معزول؟ يبقى السؤال مفتوحاً.

لا شرطي ولا أحد غيره

“لا ينبغي أن يموت شرطي ولا أي شاب آخر”، هذا ما كتبته رئيسة حزب البيئة ميرتا ستينيفي عقب الحادثة. وهذه قيمة أخلاقية مهمة بالمطلق، فحياة الشرطي ليست أغلى من حياة غيره بالتأكيد، غير أن إطلاق الرصاص على شرطي يكتسب أهمية رمزية لها علاقة بقوة الشرطة وقدرتها على حماية الأمن في البلد. وتكرار هذه الحوادث سيؤدي في النهاية إلى إخلال حقيقي بأمن المجتمع.

حرص لوفين حين سُئل اليوم “كيف نخبر الأطفال بماحدث؟”، على تأكيد قوة الشرطة. وقال “أخبروا أطفالكم أن الشرطة قوية بما يكفي”.

لا تزال جريمة قتل الشرطي حارّة، وستبحث السويد في تفاصيلها كثيراً، لكن الأكيد أنها كانت ضربة موجعة للمجتمع السويدي الذي ربما عليه التفكير بجدية كيف يجفف بيئة العصابات تماماً وليس عبر عمليات أمنية فقط.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.